إما أن يحكموكم أو يقتلوكم

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
12/08/2016
رشيدأخريبيش 
  هكذا هو المنطق الذي يتعامل به الطغاة في أكثر من دولة في عالمنا إنهم الطغاة أيها السادة، إنّهم حفدة فرعون الذي قال يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري،  إنّهم الجبابرة الذين يحكمون الشعوب و يستعبدونها  ويسرقون ثرواتها،  وإن تكلمت قتلوها وأحرقوا أرضها وخربوا وطنها وقالوا مؤامرة  إنها أفاعيل الطغاة.
الطغاة وإن أظهروا أنّهم مع الثورات، وإن حاولوا أن يوهموا الشعوب بأنهم مع الديمقراطية فإنّهم في الحقيقة أعداء للتغيير و للديمقراطية، ولكم أن تنظروا كيف أجهضوا أحلام الشعوب  في معانقة الحرية في الأوطان العربية وفي دول المغرب الكبير ،أغرقوا الشعب السوري في الدماء وتركوه وراحوا يقاتلون في اليمن خوفا على الكراسي ، ساعدوا السيسي على قتل الآلاف أغدقوا عليه بالمال والسلاح من أجل الإنقلاب على رئيس شرعي، أجهضوا ثورة الليبيين وبدأوا في البحث عن صنم يخلف أصنامهم الأولى .
وكأننا في أوطاننا خُلقنا  لكي نُقتل على يد الطغاة وكأن دمائنا كتب لها أن تهدر على يد هؤلاء البغاة الذين لا يتوانون في الانتقام من كل من يطالب بالانعتاق من العبودية المقيتة التي أصبحت الشعوب تتوارثها جيلا بعد جيل. 
الطغاة لا يغادرون بل يغدِرون ولا يتنازلون عن السلطة إلا بإحدى الحسنيين إما موت محقق من عند الله أو ثورة شعبية تزلزل الأرض من تحت أقدامهم. 
فحتّى وإن غادر الطغاة وحتى وإن تم إسقاطهم  من طرف شعوبهم فإنّهم سيتركون وراءهم الخراب، وهذا هو الوجه  الذي ظهر  به الطغاة في العديد من المناسبات،  فالكل شاهد كيف تشبث الطغاة بعروشهم إبان الثورات، ووضعوهم أمام خيارين لا ثالث لهما  إما التراجع عن الثورة وإما  القتل والدماء.
 قالها القذافي وقالها حسني مبارك  وسيقولها الطغاة من بعدهم من الذين لا يزالون يحكمون الشعوب كرها .
ما  إن تحدثت عن الديمقراطية في أوطاننا، إلاّ وتواجه سيلا من الانتقادات اللاذعة من طرف عبّاد العروش من الذين آمنوا بالطغاة إيمانا مطلقا، فيستحضرون نماذج  الدول التي فشلت في الحفاظ على الثورة ، أو التي أجهضوها لدفع شعوبهم إلى التراجع والتفكير في مصير البلاد والعباد بعد الثورة. 
مخطئ من يظنّ أنّ الجيوش التي تكلف خزينة الدولة ميزانيات ضخمة أُعدّت للدفاع عن الشعب، ومخطئ من يظن أنّ تلك الأسلحة موجهة إلى صدر العدو، فكل الجيوش هي قائمة لصد الشعب وقتله، وأنّ كل الأسلحة هي موجّهة لقتل المتظاهرين والمعارضين وكل الأصوات الحرة، التي تجهر بالحق والتي تطالب الطاغية بأن يتنحى عن السلطة .
جيوشنا لم تطلق رصاصة واحدة  ضد من اغتصبوا الأرض ولم تستعد ولو جزءا من هذه الأرض التي ماتزال تحت رحمة الاحتلال، لكن عندما يتعلق الأمر بالثورة على الطغيان يتفنّن الجيش الوطني في حربه على الشعب و يعطينا صورا للقتل والدمار ويعلن استعداده للموت شهيدا في سبيل الطاغية وأولاده ونسائه الأخيار.
جيوشناتثبت في كل المعارك أنّها جيوش ضعيفة لا تستطيع صدّ العدو ولا أن تخوض أي معركة، والتجارب أظهرت أنّها جيوش تحارب فقط من أجل الحفاظ على  الطغاة .
فجيوشنا أُعِدّت خصّيصا لغرضين لا ثالث لهما  أولاً  قمع الشعوب واستعبادها وثانيا العمالة للغرب و أمريكا  وتوفير الحماية لإسرائيل، أمّا حماية الحدود والتّصدي للعدو كلها كلمات اختارتها الأنظمة لتعظيم صورة الجيوش في عيون الشعوب 
في ما مضى كانت الشعوب تهتف بحياة العسكر وكانت تحمل صور العسكر وتدعم تحركات الجيش بعدما كانت هذه الجيوش تقاتل المحتل أو عندما كانت في مواجهة الغزاة، لكن بعد  أن أصبحت هذه الجيوش في خدمة الطغاة ، وبعد أن هربت من الحدود  وبعد أن سفكت الدماء ورابطت في الشوارع وبعد أن تدخلت في السلطة  هتف الشعب ضدها وخرج في مسيرات تطالب بحل تلك الجيوش التي ماعاد بإمكانها حماية الوطن كما كنا نعتقد .
الطغاة أمثال نيرون وهتلر وستالين وغيرهم من الذين برعوا في وسائل إبادة الأعداء من الشعوب سيختفون من لائحة الطغاة، وسيعوضهم طغاتنا نحن من الذين أظهروا براعة في  التعذيب والقتل وفي استعباد الشعوب .
هم حقّقوا أرقاما قياسية في جرائمهم ضد الشعوب ، قتلوا الملايين   أجرموا في حق الشعوب  اغتصبوا النساء والرجال ، تلذذوا في التعذيب هدموا المنازل أعدوا المقابر أغلقوا المعابر  ومن بعد ذلك صعدوا المنابر . 
 قصفتهم إسرائيل احتلت أرضهم خرقت أجوائهم، لم يحركوا ساكنا وإذا سئلوا عن السبب قالوا وقت الرّد لم يحن، بعد مازلنا ننتظر ، لكن ما إن تقصفهم الشعوب بنسائم الحرية يثورون عنها  يعلنون عن حالة الطوارئ يقصفون  يقتلون يفجرون يستنجدون بمن كانوا يعتبرونهم أعداء، يفتحون لهم الطريق لدخول أراضيهم للقتال معهم  ضد الشعب، كل عام والطغاة يقتلون الحرية

0 تعليق على موضوع "إما أن يحكموكم أو يقتلوكم "


الإبتساماتإخفاء