الكاتب رشيد أخريبيش: رجاءً احترموا بنكيران وأهله

30/06/2016

رجاءً احترموا  بنكيران وأهله

رشيدأخريبيش

 رئيس الحكومة المغربية يستحق كل التقدير والاحترام على مجهوداته الجبّارة في إعلان الحرب على الفساد والمفسدين، كل تلك المجهودات تكللت بالنجاح بعد ذلك  بحصول ابنته  على وظيفة داخل الأمانة العامة للحكومة، في صورة تُظهر حرص الرّجل على مصلحة الشعب الذي طالما يدعوه إلى الابتعاد عن الوظيفة العمومية، والبحث عن أسباب الرزق في غيرها.

رئيس الحكومة في العديد من المناسبات كان يؤكد على أنّ  الوظيفة العمومية لا يمكنها أن تحقق المبتغى، وأنّ الشباب المغاربة  يجب أن يلجأوا إلى القطاع الخاص لتنمية مواردهم، والقدرة على العيش أفضل وكان من الذين يؤمنون بالمبادرة الفردية، وكان أيضا من الذين شاركوا الداخلية في مهزلة التعنيف التي طالت المعطلين، الذين يبحثون عن وظيفة تقيهم شرّ الفقر الذي هم فيه يقبعون، لكنّ بقدرة قادر أصبح التوظيف حلالا على ابنة السيّد بنكيران، وعلى أبناء بعض القياديين وأصبحت الوظيفة العمومية على عكس ما كان يروّج له رئيس الحكومة أمراً محموداً في آخر المطاف.

صحيح أنّ نجلة عبد الإله بنكيران لها الحق في ولوج الوظيفة العمومية كغيرها من المغاربة، وهذا لا أحد  يستطيع إنكاره لكن متى تم الإعلان عن هذه المباراة التي وُفقت فيها ابنة رئيس الحكومة، والتي وُفّق فيها أبناء بعض قادة الأحزاب.

إذا لم نشكّك في الأمر، وإذا اعتبرنا أن نجلة الرئيس حصلت على الوظيفة العمومية عن جدارة واستحقاق كما يروّج لذلك، فلماذا لم يتمّ الإعلان عن المباراة لعموم أبناء الشعب، ثم لماذا تمّ الاقتصار على بعض الأسماء  المعروفة والتي لها وزن في الساحة السياسية  ؟

كل الأسماء التي تضمنتها لائحة الناجحين في مباراة الأمانة العامة للحكومة هم أبناء القادة والزعماء السياسيين وهذا يظهر الشفافية التي يتحدث عنها أنصار بنكيران،

فأبناء الفقراء المهمّشين، أبناء المغرب الخلوي لا يستحقون تلك المناصب  قانونا وشرعا بل ليس لهم الحق حتى في التباري على تلك المناصب.

لا نستغرب إن خرج علينا بنكيران ليردّ على المشكّكّين ولا نستغرب أنّ يؤكد للشّعب أنّه لا علم له بحصول ابنته على الوظيفة، فالرّجل معروف بمثل هذه المواقف، ومعروف بإبعاد الشّبهة عن نفسه كما سبق أن فعل مع ابنه الذي حصل على منحة دراسية بفرنسا  .

من صدّع رؤوس العباد بنظافة اليد، ومن أقام الدّنيا حديثا عن الشرف، هو من يدافع الآن عن مصالحه وهو من يجعل مبررا لتلك الفضائح التي تحدث من حين لآخر .

ما الفرق بين حزب العدالة والتنمية وبين الأحزاب الأخرى التي يتّهمها رئيس الحكومة دائما ؟

أحزاب التحكم تظهر فقط عندما يتعلق الأمر بمصالح الشعب والعفاريت والتماسيح والأشباح، تظهر فقط عندما يتعلق الأمر بأبناء الطبقة المقهورة، أمّا إذا تعلّق الأمر بأبناء المسؤولين فلا وجود للفساد ولا للتلاعب ولا هم يحزنون .

أحزاب التحكم تستطيع أن تُوقف عجلة التنمية التي بدأها حزب العدالة والتنمية لكنها لا تستطيع أن تقف في طريق  توظيف هؤلاء الساسة  لأبنائهم داخل المؤسسات الكبرى !!!

جيش بنكيران خرج من الجحور وبدأ يدافع عن نجلة الزعيم، و يشهد لها بالكفاءة وبالعقل السليم، وإخوانه ممن شاركوه في مسرحياته هم أيضا خرجوا علينا بفتاوى تصبّ في اتجاه دعم شيخهم بنكيران فحتّى بطلة قصّة   الحب الحكومي التي ضحّت بالوزارة من أجل عشيقها الغالي  دافعت بدورها عن نجلة بنكيران وادّعت أنّها تعرف قدراتها .

الواضح أنّه ليس هناك من يفكر في هذا الشعب، وليس هناك من يهتم بأمور أبنائه، فالكلّ يحاول خدمة مصالحه لا أقل ولا أكثر ، الأحزاب كلها تمارس نفس الخطاب نفس المسرحيات ،ونفس الأسلوب تجاه الشعب الذي أعيته سياسات هؤلاء الذين عاثوا في أرض المغرب فسادا .

ألف مبروك لنجلة الزعيم على الوظيفة الجديدة، وألف مبروك لكل من كان سندا لها في ذلك ، وكان الله في عون للشعب المغربي الذي يعاني الويلات.