الكاتب رشيد أخريبيش: أين هي الدبلوماسية المغربية من قضية الصحراء ؟؟؟

أين هي الدبلوماسية المغربية من قضية الصحراء ؟

رشيد أخريبيش 

من الواجب علينا أن نتساءل الآن عن الديبلوماسية المغربية، وعن أؤلئك الذين حملوا على عاتقهم أمانة الحفاظ على قضايا المغاربة من الذين يتقاضون أموالا طائلة من خزينة الدولة، خصوصا وأن هؤلاء يستنجدون بالشعب كلما فشلوا في الدفاع عن تلك القضايا ويختبئون وراء مكاتبهم ليطلبوا من الشعب أن يخرج في مظاهرات للتغطية عن ذلك الفشل الذريع الذي أنتجته الدبلوماسية المغربية على مر  عقود من الزمان. 

كلما أصدرت دولة تصريحا يخدم أجندات الإنفصاليين وكلما خرج مسؤول دولي لينحاز إلى أطروحة الجزائر وصنيعتها البوليزاريو لا نرى للدبلوماسية المغربية أثرا ، فما نراه من هؤلاء  سوى أنهم يدعون الشعب إلى الخروج في مظاهرات تندد وتستنكر ما وقع وتؤكد على مغربية الصحراء دون أن يتخذ من هم على رأس الحكومة أي خطوة تسير في اتجاه ضحض الادعاءات والمزاعم. 

بعد إعلان دولة السويد عن رغبتها في الإعتراف بالجمهورية الوهمية، دعت بعض الفعاليات إلى  تنظيم مسيرة احتجاجية أمام مقر سفارة السويد بالرباط  ، وذلك لدفع السويد للتراجع عن موقفها حسب ادعاءات هؤلاء الذين يريدون التغطية على فشل الدبلوماسية المغربية التي عودتنا على مثل هذه المهزلات في كثير من المواقف، وعندما خرج علينا المبعوث الأممي بتصريحات لا تمت بصلة إلى من يفترض أن يكون حياديا تجاه مثل هذه القضايا خاصة عندما انساق وراء أطروحة الإنفصاليين،اختفى من كلفهم الشعب بالدفاع عن مصالحه وراحوا يطالبون المغاربة للحج إلى الرباط من أجل التنديد بتلك التصريحات التي أطلقها بان كي مون، ونحن رأينا كيف بدأوا يعولون على الشعب أكثر من اللازم في حين أن الأمر لا يتطلب لا مسيرة ولا مظاهرة ولا يستدعي كل تلك الأموال التي صرفت من أجل تلك المسيرة المليونية التي نظمت بالعاصمة بل كل ما نحتاجه هو الرد عبر القنوات الدبلوماسية المعروفة ومطالبة الأمين العام للاعتذار عن تلك السفاهة التي أظهرها تجاه قضية الصحراء 

تصريحات بان حول قضية الصحراء المغربية لا تستدعي كل ذلك الاهتمام الزائد ولا تحتاج إلى أن يتم الرد عليها من طرف شعب بأكمله فما قيمة وجود أرتال من الدبلوماسيين إذا كان الشعب هو من يخرج كل مرة للدفاع عن قضية الصحراء؟ وما قيمة ذلك  المبعوث الدائم لدى الأمم المتحدة إذا كان الشعب قد خرج وندد وطالب بان بالاعتذار ؟

الشعب المغربي بأكمله وطني إلى أبعد الحدود والشعب كله مستعد أن يضحي بالغالي والنفيس من أجل  الصحراء  ومن أجل كل القضايا المصيرية لكن مثل هذه التصريحات تستوجب تحريك الآليات الدبلوماسية من أجل إظهار رد حضاري على بان كي مون وعلى غيره من الذين يتطاولون على الوحدة الترابية أما أن نرد كل شيء إلى الشعب فلن يخدم ذلك قضايا المغرب ولن يدافع عن أطروحاته ومن يعتقد غير ذلك إما من الذين لا يريدون للشعب أن يعرف الحقيقة أو من الذين يصدقون المسرحيات ولو كانت مفضوحة.