لاتثريب عليكم اليوم أيها المشجّعون

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0



لاتثريب عليكم اليوم أيها المشجّعون 
رشيد أخريبيش
هي رسالة من رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، موجّهة إلى محبّي الكرة وخصوصاً أولئك الذين اختاروا حبّ الكرة بالعنف، يقول فيها سعادة الرئيس أيها المشجّعون الذين يثيرون الفوضى في الملاعب لا تثريب عليكم اليوم، ولا حرج ممّا تفعلونه اذهبوا فأنتم الطّلقاء ولتطمئنوا على أحوالكم ولا تخافوا ولا تحزنوا، فمصيركم سيكون كمصير المفسدين الذين عفونا عنهم بعد أن وصلنا إلى سدة الحكومة، وكمصير أولئك الذين تدخّلنا إلى جلالة الملك وأطلقنا سراحهم عام 2013.
رئيس حكومتنا الذي خرج علينا من جديد وصرح بأنه سبق وأن تدخّل  إلى جلالة الملك ليطلق سراح أولئك المشجعين الذين تورطوا في أحداث الشغب سنة 2013، أكد  للمغاربة الذين أزهقت أرواح أبنائهم بشكل مأساوي في ملعب الدار البيضاء أن دماء أبناءهم من الممكن أن  تذهب هدراً وأنّ من سفكوها من الممكن أن لا ينالوا العقاب الذي يستحقونه جرّاء أفعالهم الشنعاء التي وصلت إلى حد لا يطاق، ومن الممكن جدّاً أن يحصلوا على البراءة كما حصلوا عليها أصدقائهم في السابق. 
بعد أن تدخّل رئيس الحكومة لإعطاء صكوك البراءة لمن عاثوا في بلاد المغرب فسادا بواسطة مقولته الشهيرة عفا الله عما سلف، والتي بفضلها فتح الأبواب على مصراعيها للمفسدين لكي يزدادوا فسادا على فسادهم، وبعد أن تدخّل للتحالف مع هؤلاء لإنقاذ حكومته بالرغم من كل  الإتهامات التي أصدرها في حقهم ، عاد رئيس الحكومة ليؤكد للمغاربة أنّ هدفه ليس هو  الإصلاح كما يدّعي وليس المساهمةفي تحقيق دولة الحق والقانون التي تصان فيها الكرامة ويحاسب فيها كل من يخرج عن القانون وإنما الظاهر أن هدف رئيس الحكومة هو العمل عكس القوانين وعكس الدستور وعكس ما تفرضه الديمقراطية، فكل هذا يجوز لأنّ البحث عن الأصوات الانتخابية يفرض تكسير كل الحدود والضرب عرض الحائط بكل القوانين والتملق عند بعض الجهات  إذا كان  الأمر ضروريا.
من أجل مصلحة حزب العدالة والتنمية يستطيع رئيس الحكومة أن يفعل كل شيء، ومن أجل الحصول على أصوات أبناء المغاربة المقهورين سيعمل المستحيل من أجل الظفر بها قد يتسامح مع الفساد ويمنح البراءة للمفسدين كما فعل، وقد يبيع الوهم للشعب كما يفضل أن يفعل دائما وقد يخرق القوانين بحجة العفو والتسامح وفتح صفحات جديدة .
كان من الممكن لرئيس الحكومة أن يدع العدالة تقول كلمتها وأن يترك قضية أحداث الشغب  للقضاء للبت فيها، وكان من الممكن ألاّ يقحم نفسه في مثل هذه القضايا، لأنّ التّدخل لإطلاق سراح من يثيرون الفوضى في الملاعب أمر في غاية الخطورة، فهو تشجيع على الشغب واستهتار بالقوانين التي تحكم البلاد، 
إذا أراد بنكيران أن يتدخل إلى جلالة  الملك في قضية ما، فليتدخل في قضية الأساتذة الذين يعنّفون أمام عدسات الكاميرات على المباشر لا لشيء سوى أنّ هؤلاء  يطالبون بحقوقهم،  وإذا أراد أن يتدخل فليتدخل سعادته لحل مشكل المعطلين الذين يُسحلون في الشوارع بشكل وحشي يتنافى مع كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية  المتعلقة بحقوق الإنسان، وإذا كان يحبّ التّدخل و"التحزار" فليتدخل استجابة لنداء الشعب الذي طالب بإلغاء تقاعد البرلمانيين الذين يأكلون في بطونهم أموال الشعب ظلما وعدوانا، أمّا أن يتدخل في مثل هذه القضايا فتلك هي مهزلة كبرى الرابح فيها حزب العدالة والتنمية والخاسر الأكبر فيها مستقبل البلاد الذي أصبح في خطر مع أمثال هؤلاء.


   





   

0 تعليق على موضوع "لاتثريب عليكم اليوم أيها المشجّعون"


الإبتساماتإخفاء