شكراً لوزير الصّحة ولطائراته

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

شكراً لوزير الصّحة ولطائراته  
رشيدأخريبيش 
بعد تكرار حوادث الموت المفاجئ في صفوف  الأساتذة في العديد من مناطق المغرب التي جعلوها نسيا منسيّا، وبعد أن أصبح الموت رفيقاً لهم في الجبال وفي الفيافي، دون أن يجدوا لا سيارة إسعاف ولا مستوصفا يقدم لهم الإسعافات الأولية، استوقفتنا تدوينة على الفيسبوك لأحد  الأساتذة من الذين يعملون في العالم<< الخلوي >> يقول فيها هذا الأستاذ مايلي: 
شكرا للسيد الوردي، وشكرا لطائراته التي تعمل ليل نهار من أجل إنقاذ أبناء الشعب، وشكراً لوزارة الصحة التي كانت دائما في خدمة المواطن، وشكرا أيضا للدولة المغربية التي تحرص على صحة الأساتذة من الذين يكابدون من أجل أبناء الفقراء في الجبال وفي الصحاري. 
 اليوم ودّعتنا أستاذة في مقتبل العمر، بعدما سقطت أثناء القيام بعملها في منفى شيشاوة، واليوم سقطت زهرة من أزهار أبناء المغاربة الذين لا وجود لهم في قاموس من يحكمون، واليوم أيضا تأكّدنا أنّ طائرات الوردي التي خصّصها لإنقاذ المواطنين هي بالفعل كذلك، وهي تعمل صيفاً وشتاءً وفي كل الأوقات، من أجل السهر على صحة المواطنين انتهت تدوينة الأستاذ، وانتهت حسرة رجل تعليم أعياه ملل انتظار غدٍ أفضل مع هؤلاء الذين يحكمون. 
عندما يتحدثون عن وزارة الصّحة في الإعلام وعندما يمجّدون وزير الصّحة ويضعونه في منزلة العظماء الذين غيروا التاريخ، نظن أنّ قطاع الصحة يعيش إصلاحات منقطعة النظير، وخصوصاً عندما يظهرون عمليات إنقاذ من قلب المغرب المنسي بطائرات الهليكوبتر لمواطنين مغاربة، حيث نعتقد  أن الوطن لنا ونحن له، لكن ما إن تغيب أضواء الكاميرات التي يصوّرون بها المغرب جنة الفردوس الموعودة، ترى الواقع دون أصباغ ولا تزييف، وتقف على واقع مرير لا وجود فيه لطائرة ولا لمستشفى ولا لسيارة إسعاف ولا لطبيب ولا وجود فيه سوى للموت الأسود الذي يخطف النّفوس الزكية بلا أدنى التفاتة ممن هم على رأس الحكومة.
موت الأساتذة في قلب المغرب المنسي، هو مجرد صورة مصغرة للواقع الذي يعيشه أبناء المغاربة من الذين يعيشون في قرى ومداشر المغرب الغير النافع، الذي لا ينتج شيئا حسب منطق من هم على رأس الحكومة، فهؤلاء في نظرهم مغاربة من الدرجة الثانية، لا يستحقون كل هذا الضجيج فموتهم أو بقاءهم أمواتا على وجه البسيطة، لا يحرك شيئا في نفوس عشّاق التعويضات الخيالية الذين يخرجون علينا بتصريحات لا تمت بصلة للواقع المزري الذي يعيشه قطاع الصحة .
لولا شبكات التواصل الاجتماعي التي تنقل أخبار هؤلاء الأساتذة وأخبار المغاربة الذين يموتون في الفيافي، ولولا فضل الشبكة العنكبوتية على مجتمعنا لما سمعنا عن هؤلاء، ولا حتى عن موتهم، فإعلامهم منشغلٌ بالسّهرات وبالليالي الملاح وبنجوم الغناء، الذين يمُنُّونَ عليهم بمنح خيالية من أموال الشعب، أمّا الأساتذة  فليموتوا سرّا،  وليكونوا  من الذين يؤمنون بالقدر، ومن الذين لا يشغلون بالهم  بالصحة ولا بالإسعاف ولا حتى بحقوقهم التي يكفُلها لهم الدستور،  وليتلطّفوا  وليقولوا سمعنا أطعنا ثم متنا، فبلغوا سلامنا إلى آل العدالة والتنمية من الذين استعبدونا .




0 تعليق على موضوع "شكراً لوزير الصّحة ولطائراته "


الإبتساماتإخفاء