ارفعوا أيديكم عن التعليم والصحة فالأمر مُكلِّف جداً

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0



ارفعوا أيديكم عن التعليم والصحة فالأمر مُكلِّف جداً 
لم يبق للحكومة المغربية سوى أن ترفع يديها عن قطاعي التعليم والصحة، لأنهما مكلِّفان ،ولم يعد لديها ما تقدّمه لأبناء الشعب سوى الخروج من "باب واسع" راضيةً مرضية، حاملة لرسالة عجز أمام كل المغاربة الذين انتظروها على مدى خمس سنوات .
ما تفضل به السيد الوفا الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة،من أنّ قطاعي التعليم والصحة جد مكلِّفان لخزينة الدولة، يُظهر أن الحكومة في الطريق نحو الخوصصة، وأنّها في الطريق نحو القضاء على التعليم العمومي ، وكذلك على الصحة العمومية ،خصوصا وأن هؤلاء عجزوا عن إدارة هذين القطاعين ، وفشلوا فيهما فشلا ذريعا، وهم الآن بصدد الإعداد لخطّة يتخلّصون بها منهما. 
كل ما تفضل به الوفا حول قطاعي التعليم والصحة ، كلام في الصميم ولا أحد يستطيع إنكاره، لذلك ما على الدولة سوى أن ترفع يدها عن التعليم و ترمي بأبناء المغاربة إلى سوق القطاع الخاص الذي لا يستطيعون عليه صبرا، كما أنّ عليها أن تقف موقف المتفرج على هؤلاء المغاربة ممّن تُمتصّ عروقهم من طرف سماسرة القطاع الخاص، الذين لا يراعون في المواطن إلاًّ ولا ذمة، كما أنّ عليها أيضا أن تُنهي قصّة قطاع الصحة واستكمال فصول المسرحية الهزلية، كما أنّ عليهم أن يعلنوا الفشل في هذين القطاعين الحيويين كغيرهما من القطاعات التي لم تفلح الحكومة في إدارتها .
يبدو من خلال تصريحات مسؤولينا أنّ قطاعي التعليم والصحة هما القطاعان الوحيدان اللّذان أصبح يكلِّفان الحكومة أكثر من طاقتها ، وهما اللّذان يستعدّ الكل للتخلص منهما ،أما القطاعات الأخرى فهي لا تكلّف الدولة شيئا، وهي مستعدة لزيادة الإنفاق عليها بإستثناء قطاعي التعليم والصحة .
عندما طالب الشعب المغربي بإلغاء تقاعد البرلمانيين، أقاموا الدّنيا ولم يقعدوها ،واعتبروا أن تقاعد هؤلاء لا يكلّف كثيرا ،وعندما قام الشعب وطالب بمحاربة المفسدين، ذهبوا إلى التصالح مع الفساد وعانقوا المفسدين عناق الأحبّة، وباتت السلطة تجمعهم أكثر من أي وقت مضى مع من قال فيهم رئيس الحكومة ما لم يقله مالك في الخمر، فما سُرق من خزينة الدولة،وما نُهب من أموال الشعب، لا يكلّف الكثير بالنسبة لخزينة الدولة، بل فقط قطاعي التعليم والصحة هما من يحمّلانِها ما لا تستطيع . 
كل ما يمكن أن يستفيد منه المواطن المغربي أصبح مكلِّفا في نظر من يُشرّعون من الأعلى، وكل ما يمكن أن يعود على المواطن بالنّفع، أصبح لزاما عليهم أن يبيعوه ،فالمواطن لم يعد له حضور في قاموس ساستنا العظام،والدليل تلك التصريحات التي طالما يخرج بها هؤلاء. 
الفساد لا أحد يستطيع مناقشته الآن، والقضاء عليه أصبح في خبر كان ،ومن كانوا عما قريب، يهتفون بالعدالة الاجتماعية وبحقوق الشعب،هم من ينتقمون من الشعب بكل ما يملكون من وسائل ،وهم من يحاولون استعباد الشعب الذي أعيته السياسات العشوائية لهؤلاء.
الآن قضيّ الأمر الذي كان فيه الشعب يستفتي، ولم يعد لديه أدنى شك بأن هؤلاء الذين قدّموا أنفسهم ملائكة سيصلحون البلاد والعباد اكتُشف أمرهم وأمر ماجاءوا به، وهم الآن في مرحلة القضاء على البشر و الحجر .
الفساد تحمّلوه وعانقوه، والمفسدون أطلقوا لهم العنان ،واللصوص قدّموا لهم العفو على طبق من ذهب ،أمّا الشعب فأرهقوا كاهله بقرارات ما أنزل الله بها من سلطان، وهم في خطوة منهم لاستكمال ما تبقّى من مسلسل الحرب التي أعلنوها على الشعب منذ البداية.
ما هوّ الحل في نظر السيد الوفا؟وما هوّ الحل في نظر الحكومة إذا كانت غير قادرة على تحمّل نفقات قطاعي التعليم والصحة؟ ثم ما هي الإضافة التي قدّمتها تلك النفقات التي صدّعوا بها رؤوسنا في مجالي الصحة والتعليم ؟لا شيء اللهم الكوارث والمهزلات ،فالتعليم الذي يكلّفهم الكثير كما يردّدون ،يعرف فشلا ذريعا بسبب تلك الإصلاحات العشوائية، وبسبب البرامج العرجاء التي لا تزيد التعليم إلاّ وبالا ،ويكفينا أن نراجع تصنيف المغرب عالميا في مجال التعليم، لكي نرى حجم الكارثة،وقطاع الصحة الذي يكلّفهم الكثير هو الآخر يحتضر، بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة التي لا تراعي في صحة المواطن إلاًّ ولا ذمة ،فالأخبار التي تأتينا من مستشفياتنا،خير دليل على أنّ هذا القطاع ليس بخير، وهو على شفا الكارثة. فالنفقات المخصّصة لهذين القطاعين لم تُحدث تغييرا يذكر ،وتلك الأموال التي يدّعي السيد الوفا ومن معه في الحكومة بأنّهم لم يعد بإمكانهم تحمّلها، لم يكن لها وقع على الشعب المغربي ،لذلك لا بأس أن تتوقّفوا عن تحمّل نفقات كل القطاعات ،ولتتفضّلوا ببيع كل القطاعات ،لأن المغاربة يعرفون أنّ لاشيء يعود عليهم بالنفع من تلك الأموال التي تصرفها الحكومة ،ولا طائل وراء تلك النفقات،فماذا تغيَّر في قطاع التعليم إذا كان أبناء المغاربة هم من يؤدّون ثمن تلك المسرحيات؟ وماذا تغيَّر في قطاع التعليم إذا كان من هم في الحكومة يرسلون أبنائهم إلى أوروبا وأمريكا، وفي المقابل يضحكون على أبناء الشعب من الفقراء، من الذين يقطعون الكلومترات من أجل الوصول إلى مدرسة الأحلام في الجبال وفي الصحاري بلا أدنى كرامة ؟وماذا تغيَّر في قطاع الصحة إذا كان ساستنا العظام يقصدون الغرب من أجل العلاج، وفي المقابل يتغنون بإنجازات منقطعة النظير في هذا القطاع؟ وماذا تغير منذ زمن بعيد غير المجازر التي ترتكب في حق المواطنين الذين يفكّرون في الذهاب إلى تلك المستشفيات التي قلّما تبقي زوارها أحياءً على وجه البسيطة؟
على هؤلاء الساسة وخاصّة الذين يتحدثون من مكاتبهم المكيّفة ومن أبراجهم العاجية، أن يعرفوا أنّ الشعب فهم اللعبة، وفهم كل تلك المسرحيات التي يقدّمها هؤلاء ، لذلك لا مجال لهم أن يحاولوا إعادة تلك المسرحيات، فالشّعب يعي ويفهم ويميز نوايا من يحكمون، لذلك ارحموا عقولنا، وارحموا عقول هذا الشعب الذي ملّ من سياساتكم،ولاتنتظروا من الشعب أن يُلدغ من الجحر عشرات المرات. 











0 تعليق على موضوع "ارفعوا أيديكم عن التعليم والصحة فالأمر مُكلِّف جداً"


الإبتساماتإخفاء