لماذا نحن عنصريون تجاه كل ما هو أمازيغي؟؟؟

الكاتب بتاريخ
لماذا نحن عنصريون تجاه كل ما هو أمازيغي؟؟؟
رشيد_أخريبيش
لا تفصلنا سوى أيام على دخول السنة الأمازيغية الجديدة 2966 ، التي غالبا ما يثار حولها الكثير من الجدل ، بين  تيار يؤيد جعل فاتح السنة الأمازيغية  يوم عطلة، على غرار السنتين الميلادية والهجرية ، وتيار رافض لكل ما هو أمازيغي ،ولا يخفي حقده للأمازيغية ،ويرفض أن تتساوى مع اللغة العربية رغم  الدستور الجديد الذي نص بصراحة على أن الأمازيغية لغة رسمية للبلاد. 

بما أن الشعوب الأمازيغية في شمال إفريقيا  ستحتفل بالسنة الجديدة ، وبما أن هؤلاء سيستقبلون هذه السنة كما غيرهم من شعوب الأرض،  فإننا مازلنا نشاهد عنصرية مقيتة، تجاه هؤلاء الذين يستعدون للإحتفال بهذه السنة، ولكم أن تزوروا مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، التي تهاجم الأمازيغ وتصفهم بأبشع الصفات ، لا لشيء سوى أن هؤلاء جبلوا على معاداة الأمازيغ وعلى محاربتهم، ولا يمكن لهم التعايش معهم ، لذلك تجد هؤلاء يكفرون ويسبون ويشتمون كل من ينادي بجعل فاتح السنة الأمازيغية يوم عطلة .
صحيح ان الدستور حسم في الأمر وقطع أشواطا كبيرة في مجال الإعتراف بحقوق الشعب الأمازيغي ، وصحيح أنه اعترف بها كلغة رسمية إلى جانب العربية ، إلا أننا نرى العكس على أرض الواقع ، فكيف يجعلون من فاتح السنة الميلادية يوم عطلة وكذلك هو الشأن بالنسبة لفاتح السنة الهجرية ، ولا يجعلون من فاتح السنة الأمازيغية يوم عطلة ؟
مشكلة بعض الإخوة الذين يعتبرون أنفسهم عربا، والذين يرفضونك بمجرد أن يسمعوا بانتماءاتك ، والذين هم في حرب ضد كل ما هو أمازيغي إنهم يفكرون بعقلية الإقصاء ،التي طالما مارستها الانظمة الديكتاتورية في دول المغرب الكبير، ولا زالوا يفكرون بعقلية الحكام المتسلطين، الذين يعتقدون أن العربية التي يربطونها بالدين الإسلامي  هي السبيل الوحيد لإخضاع الشعوب وهي السبيل لإقناعها بأنها لغة القرآن ولغة أهل الجنة والإعتراف بلغة أخرى فيه إثم كبير وضياع للإسلام ،  مثل هذه المواقف  تذكرني بموقف طريف وقع لي مع أحد الزملاء منذ سنوات عندما كنا نناقش القضية الأمازيغية،  وهو بالمناسبة ينتمي لجماعة العدل والإحسان ولديه موقف  متشدد من كل ما هو أمازيغي ، قال لي بالحرف الواحد، إن الأمازيغ كفار لا يستحقون العيش في البلدان التي فتحها المسلمون ،ولا يمكن الإعتراف بلغتهم لأن العربية هي الوحيدة التي نتعبد بها ونتقرب بها إلى الله ،أما دون ذلك فبهتان عظيم ، صدقت عنصرية صديقي الذي أكن له كل الإحترام والتقدير ، وصدقت أفكاره الهدامة  التي مازال البعض يروج لها إلى حدود الآن  .
الإعتراف بالأمازيغية في الدستور لم يقلل  من قيمة العربية، ولا من أي لغة أخرى ، وجعل فاتح السنة الأمازيغية يوم عطلة هو الآخر لن ينال من هذه اللغة ولا يمكنه أبدا أن يغير من  قناعاتنا حول التنوع اللغوي ببلدنا المغرب ، كما أنه  لا يمكن أن يجعلنا نقر بأفضلية لغة على أخرى ،لأننا نؤمن أن وطننا المغرب يتسع للجميع ولا فضل لأمازيغي على عربي، ومحاولة رفض الآخر هي محاولة يائسة من البعض لإثارة الفتنة بين المغاربة. 

الذين يطالبون  بجعل فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ،ليسوا من مثيري الفتن كما يروج له البعض الآن ، وليسوا عنصرييين  ولا يريدون  أن يعيدوا الفاتحين  إلى جزيرة العرب كما يدعي من يناهض الأمازيغية، فهؤلاء مطالبهم مشروعة ومن حقهم كمفاربة أن يحتفلوا بهذا العيد ويجعلوه يوم عطلة  لما يحمله هذا اليوم من دلالات ضربت في عمق التاريخ ولما له من أهمية كبيرة بالنسبة للفلاح وما ترسخه من علاقة وطيدة بين الإنسان والأرض .كما أن هذا اليوم يؤرخ لفترة تاريخية تعود إلى عهد 950 قبل الميلاد عندما انتصر الملك الأمازيغي شيشنق على الفراعنة في عهد رمسيس الثاني في معركة كانت قد وقعت على ضفاف نهر النيل، حيث اعتبر ذلك حدثا تاريخيا، ومنذ ذلك الحين بدأ التأريخ للسنة الأمازيغية ، من المخجل جدا مع هذا  التاريخ القديم والحافل بالأحداث الكبرى ،مازالت بعض الأصوات ترفض أن ترى بعين الحقيقة ومازال البعض يقتات على العنصرية البغيضة التي ما دخلت الأوطان إلا وخربتها .
الأمازيغية ملك لجميع المغاربة ودسترتها نتاج نضال طويل ليس فقط للأمازيغ بل ملك  لكل مغربي يؤمن بالاختلاف والتنوع، والدعوة إلى جعل فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا لا يمكن أن تكون سوى خدمة للجهود المبذولة نحو تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان ،لذلك فرفض الآخر وإقصاءه لن يزيد إلا في تعميق الهوة بين مكونات الشعب المغربي ،ولن يؤدي سوى إلى مزيد من الإخفاقات .
أسكاس أماينو إغوذان، سنة سعيدة وكل عام وأنتم بآلاف الخيرات .

0 تعليق على موضوع "لماذا نحن عنصريون تجاه كل ما هو أمازيغي؟؟؟"