أيها المغاربة ليس في ساستنا أملس

الكاتب بتاريخ



أيها المغاربة ليس في ساستنا أملس
بقلم رشيد أخريبيش   
مرارا نحاول أن ننظر بعين التفاؤل تجاه المشهد السياسي بالبلاد، وكنا دائما ما نحاول إقناع أنفسنا بأن هناك أمل كبير في ساستنا، وإن كان البعض  من هؤلاء غالبا ما يسيء للمغاربة .حيث كنا نعتقد أن هؤلاء ليسوا سواسية ، وأن هناك من الساسة من يحرص على مصلحة الشعب ،وأن هناك من هؤلاء من يسعى إلى احترام  إرادة هذا الشعب ،لكن بعد أن تكررت صور الإساءة إلى الشعب من طرف هؤلاء
الساسة، وبعد أن تمادت ألسنتهم في توجيه السهام إلى صدور المغاربة تأكدنا  بالملموس، أنه ليس في ساستنا من هو أفضل، وليس فيهم من يحرص على  مصلحة الشعب ،وكلهم سواء في إهانة الشعب .
مرارا يخرج علينا هؤلاء بتصريحات كلها تهدف إلى الإساءة للشعب،  وكلها تصف المغاربة بأحقر الصفات ،ولا شك أننا ما زلنا نتذكر تصريحات الوزيرة المنتدبة شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة والمكلفة بالماء في حكومة السيد عبد الإله بنكيران،  التي  اعتبرت أن تقاعد البرلمانيين مجرد "جوج فرنك "وأن الحديث عنه مجرد هدرة "خاوية" لا تستحق أن تناقش ،فما إن هدأت عاصفة جوج فرنك التي تستحق عليها وزيرتنا المحترمة الإقالة من منصبها،و محاكمتها، لو كنا في بلد ديمقراطي، تحترم فيه  إرادة الشعب، حتى جاء البرلماني المحسوب على حزب "البزنازة" الكبار، ليعيد ما قالته الوزيرة أفيلال، ليؤكد أن المغاربة بحديثهم عن التقاعد هم سفهاء، وأن تقاعد البرلمانيين هو مجرد "جوج دريال" متحديا إرادة الشعب المغربي كله كغيره من زملائه من الذين لا يفوتون فرصة لاتهام الشعب .
يجب أن يعرف  البرلماني "المحترم" ،الذي أساء لمهمته البرلمانية  قبل أن يسيء إلى المغاربة، إن الشعب الذي وصفته بالسفيه ،هو من منحك صوته أيام كنت تلهث وراء المواطنين من أجل أن يمنحوك أصواتهم، وأن هذا الشعب الذي وصفته بأقبح الصفات، هو من منحك صفة البرلماني، وهو من جعل منك "راجل  " لتأتي أنت و أمثالك لتسيروا ضد إرادة هذا الشعب وتتهمونه بصفات تستحقون عليها المحاكمة،  جزاء ما اقترفته ألسنتكم من إساءة  فاقت كل التوقعات  .
الشعب الذي وصفته بأنه لم يستكمل مواطنته هو ،الذي أعطاك صكا للمرور إلى قبة البرلمان، حيث تنام أنت وأمثالك من البرلمانيين، بدل أن تقوم بعملك  وتمثل الشعب تحت سقف المؤسسة التشريعية، التي يراهن عليها جميع المغاربة .
أن تعيد  اجتِرار  كلام الوزيرة التقدمية فهذا يعني أنك من طينة أولئك الذين يفكرون في مصلحتهم ،وليس في مصلحة من يمثلون. لأن إصرارك على  وصف تقاعد "النواب  العظام ب"جوج دريال " وأنت تعرف ما أثير حول ذلك من جدل قبل ذلك، لهو دليل على أنك من أشد الناس حرصا على هذا التقاعد وعلى تلك الأموال التي تأخذونها ظلما وعدوانا. 
البرلماني المحترم صاحب البشارة، أصر على أن يهاجم أبناء المغاربة من الذين هم في حرب مع هؤلاء الذين يشرعون من أبراجهم العاجية ،وأصر على انتقادهم بحجة أن هؤلاء غير مسجلين في اللوائح الانتخابية ،وليس لهم الحق في الحديث عن تلك الفضائح التي غالبا ما يخرج بها علينا هؤلاء .
نقول له مهلا أيها النائب المحترم، مهلا أيها البرلماني العظيم الذي لوثت بحديثك  أنت ومن معك سمعة البرلمان، إن التسجيل في اللوائح الانتخابية أمر يخص المواطن، ويدخل ضمن حرياته ،ولا يمكن لك أن تتدخل في إرادته ،لا أنت ولا حزبك، ولا أي أحد آخر ، والمقاطعة في حد ذاتها مشاركة سياسية إن كان لديك إلمام  بعلم السياسة .فالمواطن حر في أن يذهب إلى الصندوق ، كما أنه حر في أن يقاطع كما يفعل أغلب المغاربة بعد أن عجزت أحزابكم  عن تأطيرهم،  وبعد أن فشلتم في التسويق لخزعبلات حزبكم ، الذي يعرف الكل كيف تكون، وكيف نشأ ،وكيف أصبح منخرطا في الحرب المعلنة على الشعب، من طرف جل الأحزاب التي تحاول من حين لآخر أن تلقن الشعب دروسا في الوطنية ،وهي في المقابل  لا تعرف  لها طريقا  .
ليعرف رجلنا  المبجل أن الوطنية لا تحدد بالتسجيل في اللوائح الانتخابية ،ولا يمكن أبدا أن تكتسب  بمجرد الانخراط في تلك الأحزاب العدمية، التي لا تنتج سوى الديكتاتورية، والتي طالما تصفق للظلم وتسعى إلى تثبيت أقدامه ، ولا يمكن لهذه  الوطنية أن تأتي بالذهاب إلى صناديق الإقتراع  . 
الوطنية الحقة، هي الحرص على مصلحة الشعب، ومحاربة الفساد ،والقطع مع كل ما من شأنه أن يسيء لهذا الوطن ،خاصة فيما يتعلق بالديموقراطية  وبحقوق الإنسان. أما أن تربط المواطنة بصناديق الإقتراع وتجرد جميع من يقاطعون الانتخابات عن قناعة من وطنيتهم ، فإنك أظهرت وجهك القبيح الذي أخفيته منذ سنين، وأعلنت عن نيتك في النيل من أولئك الذين لا يمكن أن تستغلهم ببرامج حزبك العقيمة، ولا بشعارات قادتك الجوفاء ولا يمكنهم أن ينساقوا وراء حملاتهم المشبوهة .
لو تحدث أحد من الساسة ممن لم تخضب أيادي  حزبه بالفساد ،لكنا ربما قد صدقنا الأمر، وقلنا بأن الرجل يتحدث بصدق، وأن ما تفضل به هو عين الحقيقة، ولكن وبما أن حزبك معروف والمغاربة جميعا يعرفون تاريخه السوداوي، فإنك  قد كشفت عن عوراتك للشعب وأطلقت رصاصة الرحمة على نفسك وعلى حزبك الفاسد. 
المغاربة يعرفون أن حكومة السيد عبد الإله بنكيران قد عاثت في بلادنا فسادا ،وأنها أهلكت الحرث والنسل ،كما يعرفون أن حزبكم الذي يطمح في  الوصول إلى السلطة هو حزب ممخزن حزب متسلط ،حزب مافيوزي لا يمكن أن يهدف أبداً  إلى تحقيق مصلحة الشعب.بل على العكس من ذلك،فحزبكم  سيعيد المغرب إلى الوراء لعقود من الزمان، وسيبارك عودة التسلط وسيرفض كلمة الشعب وإن علت فوق أرض وطننا الحبيب .
يحب على الشعب المغربي الذي يتلقى الطعنات، الواحدة تلوى الأخرى من طرف من يمثله،  أن يعرف جيدا أن هؤلاء لن يتوقفوا عن توجيه الإهانات إلى الشعب، كما أنهم لن يتوقفوا عن اتهامه إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لذلك لا تراهنوا على هؤلاء، ولا تنتظروا منهم سوى المآسي. لذلك  شمروا على سواعدكم، اسحبوا الثقة من هؤلاء، قاطعوا انتخابات الزور التي توصلهم إلى قبة البرلمان التي تمنحهم الحق في استعبادنا، أعلنوا البراءة منهم طالبوا بإلغاء تقاعدهم الذي ينهش أموالكم ،أعلنوها ثورة في وجه طغيانهم ،واصرخوا ضد قراراتهم، واعلموا أن لاشيء سيتحقق بدون النضال فطوبى لكم  أيها المغاربة ولهؤلاء الساسة سوء الحساب.

0 تعليق على موضوع "أيها المغاربة ليس في ساستنا أملس"