حزب المصباح يعدكم الفقر ويمنيكم

الكاتب بتاريخ



حزب المصباح يعدكم  الفقر ويمنيكم 
رشيد أخريبيش 
يبدو أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة ،والذي  وعدنا بمستقبل زاهر ،والذي وعد الشعب  بالرفاهية والتقدم في مجال حقوق الإنسان.  بدأ في فصل جديد من فصول  تقديم الوعود، إنه فصل  "الوعد الصادق" من طرف حزب رئيس الحكومة شعاره أيها الشعب الآبي، إننا نحن في حزب العدالة والتنمية  نعدك الفقر ونمنيك من جديد، من أجل أن تجدد ثقتك فينا في الإنتخابات المقبلة
،ومن أجل أن تمنحنا فرصة للوصول إلى سدة الحكومة مرة أخرى لكي نتمكن من استعبادك مرة أخرى. 
بعد مسلسل طويل من الاستعباد، وبعد سنين من القمع الممارس على الشعب، بدأت كتائب حزب رئيس الحكومة في الإستعداد لمرحلة جديدة من مراحل الظفر بأصوات الناخبين في الإنتخابات المقبلة، حيث بدأنا نشاهد كتائب حزب العدالة والتنمية يرفعون شعارات من قبيل أيها المواطن المغربي جدد ثقتك في حزبنا ،وامنح لنا فرصة ثانية واعطنا تفويضا للقطع مع الفساد و المفسدين الذين عاثوا في بلادنا فسادا. 
لا نعرف بأي وجه سيواجه حزب العدالة والتنمية الشعب في الإنتخابات المقبلة، وبأي وجه سيخرج مريدوه في حملة انتخابية يطلقون فيها  وعودهم من جديد ليطالبوا  الشعب بأن يضع ثقته في حزبهم ،وكيف بهم أن يطالبوه بتفويض آخر لإعلان الحرب على المفسدين ،وقد منحهم الشعب أكثر من تفويض، منذ أن فكروا في  الوصول إلى الحكومة ؟وكيف بهم أن يحملوا شعار محاربة الفساد مرة أخرى،  وهم الذين سبق أن حملوه في عز الثورات، وفي عز الحراك المغربي، ليظهروا في النهاية أنهم قد تحالفوا معه وباتوا يمهدون له الطريق من أجل أن يكبر وينمو ويترعرع كما  هو ملاحظ الآن .
حزب العدالة والتنمية ،لم يدع وعدا إلا وقدمه للشعب ،ولم يدع شعارا إلا وحمله من أجل أن يفوز بأصوات الناخبين، وهو الآن بصدد  الإعداد لمسلسل آخر من تلك الوعود  .
ما هي الثقة التي يطالبون بها الشعب الآن؟ هل هي الثقة التي وضعها الشعب في حزبهم حتى أوصلوه إلى سدة الحكومة ليتنكر لهم ويعلن عليهم الحرب ؟وما هو التفويض الذي يطالبون به الشعب؟  هل  هو ذلك التفويض الذي بفضله تم إثقال كاهل الشعب المغربي؟  أم ذلك التفويض الذي  بفضله أصبح الشعب عبيدا لبنكيران وآله، من الذين لا يتورعون في توجيه السهام إلى صدور أبنائه الفقراء  ؟ أم ذلك التفويض الذي بفضله أصبح الشعب لا يستطيع حتى الخروج في مظاهرات سلمية  للمطالبة بحقوقه من شدة القمع الذي يمارس عليه من طرف دعاة الديمقراطية ،و سدنة حقوق الإنسان .
ليس لدينا أدنى شك بأن الشعب المغربي فهم الدروس أكثر من اللازم ،وأنه أخذ العبر أكثر من غيره ،وأدرك أن من وضع ثقته فيهم ،خذلوه لآلاف المرات، ولن يعيد الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب مرة أخرى .
 الحزب سيحاول مرة أخرى أن يظهر في صورة الحمل الوديع الذي طاله بطش الذئاب ،وسيحاول أن يبكي ويتباكى،  لإقناع المغاربة مرة أخرى بمشروعه الوهمي ،وبإمكانية تنزيله على أرض الواقع مرة أخرى. لكن كل هذه المحاولات لن تجد آذانا صاغية لدى عموم المواطنين الذين اكتووا بنار هذا الحزب  .
بنكيران الذي وعد الشعب سابقا والذي قدم له  مسرحياته على طبق  من ذهب، سيحاول من جديد أن يعيد إحياء هذه الوعود، وسيحاول إنتاج مسرحيات أكثر فعالية،  لكنه حتما سيصطدم بشعب أعياه  الملل من سياسات هذا الحزب ،ولن يقبل أن يلدغ من الجحر عشرات المرات .  فماذا سيقول بنكيران لأولئك الفقراء الذين أعلن الحرب على جيوبهم بفعل الزيادات الصاروخية التي أرهقتم،  وماذا عساه يقول لأولئك الذين يسحلون من طرف  قواته الأمنية يوميا  في الشارع ،لمجرد أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة ،وماذا عساه يفعل تجاه  أولئك الذين وعدهم بالحد الأدنى للأجور فأخلف وعده وتراجع عنه؟ وكيف سيكون جوابه عن انتهاكات حقوق الإنسان التي عرفت في عهده تزايدا كبيرا ؟وكيف سيرفع راية محاربة الفساد ،وقد علم المغاربة أنه صاحب المقولة الشهيرة عفا الله عما سلف، التي أطلق بها العنان للمفسدين لاستكمال مسلسل النهب،وماذا عساه يقول حول من تحالف معهم وقد سبق أن قال فيهم  سابقا لم يقله مالك في الخمر.
الشعب المغربي لا يريد حزبا يشهر السلاح في وجهه ،ولا يريد حزبا يقدم الإصلاح على حساب جيبه كما فعل حزب المصباح، بل ولا يريد حزبا يصل إلى الحكومة فيطبع علاقاته مع الفساد ومع المفسدين الذين خلا لهم الجو في عهد حزب المصباح ليعلنوا أنهم الأقوى، وأن فسادهم هو الأبقى ،وأن الشعب ما عليه سوى أن يبقى شاهدا على فصول المسرحية الهزلية.
ما نفهمه الآن من ذلك التفويض الذي يطالبون به الشعب ،هو أن يكون تفويضا شبيها بالتفويض الذي طالب به ديكتاتور مصر ،عندما قرر أن يسلب السلطة من رئيس شرعي، وعندما قرر أن يذبح الشعب بدم بارد على المباشر، كل ذلك تحت غطاء التفويض من الشعب .
إذا كان الشعب قد وضع ثقته في حزب المصباح فأذاقه هذا الأخير الويلات واستعبده دون سابق إنذار، فإن التفويض الذي يريده هؤلاء هو الحلقة الأخيرة في فصول التركيع التي ينهجونها،فإذا كانت الثورة تأكل أبنائها كما يقال، فإن أصوات المغاربة ستلتهم أصحابها ،وستقضي عليهم إذا ما فكروا في منحها لحزب العدالة والتنمية والآيام بيننا.

0 تعليق على موضوع "حزب المصباح يعدكم الفقر ويمنيكم "