الكاتب بتاريخ
قمع الأستاذ :ألم أقل لكم مرارا إن الحكومة أشد قمعا ونفاقا 
رشيد أخريبيش
مرارا قلت لكم إن عهد الدستور الجديد الذي راهن عليه الشعب المغربي مجرد وهم ،مرارا قلت لكم إن ما نسميه بعهد الإصلاحات مجرد بروباغندا يتم من خلالها اللعب بمشاعر ملايين  المغاربة ممن صدقوا رواية هذه الإصلاحات، مرارا قلت لكم إن الإسلامويين في المغرب مجرد أكذوبة صنعها المخزن لإخضاع الشعب وتنويمه، مرارا قلت لكم
إن الديمقراطية التي نادينا بها إبان ثورات الربيع الديمقراطي لم نصل إليها بعد ،مرارا قلت لكم إن الحريات التي وعدوا بها الشعب عندما قرر  أن يخرج إلى الشارع، ويطالب بها مجرد أوهام صدقها الشعب ونام في سباته ينتظر أن تثمر هذه الأوهام ،مرارا قلت لكم إن حقوق الإنسان التي صدعوا بها رؤوسنا، مجرد حبر على أوراق من يشرعون من فوق أبراجهم العاجية ،مرارا قلت لكم إن رفاهية القرن 21 التي وعدكم بها زعيم الإسلامويين ،هي أضغاث أحلام ،مرارا قلت لكم إن شعارات محاربة الفساد التي رفعوها ما هي إلا مخططات للضحك على الذقون،مرارا قلت لكم إننا مهما انحنينا لهذه الحكومة ومهما قدمنا لها من تنازلات فإنها حتما ستفعل بنا الأفاعيل، وستقول هل من مزيد .
اليوم أكتب لكم عن القمع الذي تمارسه حكومة الإسلامويين على الشعب المغربي،  اليوم أكتب لكم عن ذلك الإستبداد الذي يراه المغاربة بأم أعينهم ،من حكومة قيل إنها هي التي ستحميه من كل سوء، اليوم أكتب لكم عن أولئك الأساتذة الذين استعملت السلطات  في حقهم كل أنواع القمع ، من أجل النيل منهم ودفعهم إلى التراجع عن موقفهم الراسخ والمتمثل في الإحتجاج ضد حكومة لا تعرف سوى تركيع المغاربة. 
ما رأيناه من قمع، ومن "تفرشيخ "في حق أساتذة الغد، يؤكد بالملموس أنه لا عهد جديد، ولا دستور ،ولا هم يفرحون. والظاهر أن هذه الحكومة، أعادت بنا إلى أرذل العمر، وأذاقتنا الويلات، وهي الآن تحاول استعباد الشعب ،كل ذلك في إطار الإصلاحات المزيفة التي أطلقوها عندما قرروا أن يكذبوا على الشعب وعندما قرروا أن يضحكوا عليه. 
وكأن حكومة الإسلامويين بهذا الفعل الشنيع الذي اتخذته في حق  الأساتذة، تريد أن  تقول للمغاربة ، إن الإحتجاج ممنوع، والخروج في مظاهرات ممنوع ،والمطالبة بحقوقكم جريمة فلا تقدموا عليها .فأنتم  تحت رحمتنا نعنفكم كما شئنا، نقمعكم كما شئنا، نذلكم كما شئنا أن نذلكم ،فلا دستور سيحميكم ،ولا قوانين سترفع عنكم ظلمنا. فما عليكم سوى أن تصبروا على الظلم وزينوه في عيونكم حتى يصير محببا لديكم وأعينونا أيها المغاربة على استعبادكم إلى أن يشاء الله وادعوا لنا بالصلاح ما دمنا في الحكومة وما دمنا نذيقكم الويلات. 
ما شاهدناه من قمع في حق الطلبة الأساتذة، وما شاهدناه من تدخلات عنيفة أساءت لوطننا، هو صورة مصغرة للمقاربة الأمنية التي تنهجها الحكومة منذ أن تربعت على عرشها الحديدي، فهذه الأخيرة لا تعرف للحوار طريقا، ولا يمكنها أن تواجه أصوات الشعب إلا "بالزروطة" ولنا في الدماء التي أسيلت اليوم بإنزكان وبالعديد من المدن المغربية خير دليل على أن هذه الحكومة سائرة في اتجاه تركيع هذا الشعب. 
عندما استيقظ الشعب، وطالب بإلغاء تقاعد البرلمانيين، الذين يأكلون أموال الشعب بغير حق، الكل بدأ في الدفاع عن هؤلاء، والكل بدأ يبرر تقاعد هؤلاء ،حتى وصل بهم الأمر إلى وصفه ب"جوج فرنك" لتبخيس تلك الأموال الطائلة التي تذهب  إلى جيوب أولئك البرلمانيين، الذين لا يعرفون سوى النوم في قبة البرلمان، أما إذا خرج المواطن ليطالب بحقوقه المشروعة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ،ويواجهونه بالقمع والتنكيل ، في صورة مآساوية تظهر حقيقة تلك الشعارات التي رفعها من هم على رأس القرار في البلاد. 
على الرغم من بشاعة الصور التي تأتينا من شوارعنا كل يوم، وعلى الرغم من ذلك القمع الممارس على الشعب من طرف حكومة أهلكت الحرث والنسل، إلا أن تلك الممارسات وذلك الإضطهاد على بشاعته يبقى السبيل الوحيد للشعب ليقول كفى لهؤلاء الذين استعبدوه و هو من سيحيي روح النضال في نفوس أبناء الشعب، وهو من سيصنع جيلا يرفض أن يستعبد ويرفض أن يصفق للباطل مهما كلفه ذلك من تضحيات.

0 تعليق على موضوع " "