‫‏فرصة ذهبية‬ لإسقاط الحكومة

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

رشيد أخريبيش‬
بعد عقود من الأمل والانتظار، وبعد عقود من المسرحيات التي قدمتها الحكومات المتعاقبة للشعب على طبق من ذهب، وبعد سنوات عجاف عانى فيها الشعب كل أنواع المعاناة، وتجرع فيها السم الزعاف، ولدغ من الجحر آلاف المرات، نقول إن عليه اليوم أن ينفض الغبار على أعينه، وينتفض ضد الحكومة، نصرة له ولأبناء الوطن من الذين استباحت الحكومة أعراضهم وجيوبهم، حتى أوصلتهم إلى وضع أكاد أجزم بأنه كارثي.

حين تحدث الشعب المغربي إبان ثورات الربيع الديمقراطي، وحين طالب بالتغيير أسوة بالشعوب الأخرى التي أسقطت أصناما كانت تعبد من دون الله، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها فزجوا بالمناضلين في غياهب السجون، وقالوا إنها مؤامرة وجاءوا بالإسلاميين فأجهضوا الثورة وباعوا الوهم للمغاربة بتواطؤ مع حزب العدالة والتنمية ،الذي وجد الفرصة مناسبة للوصول إلى السلطة لينتقم بعد ذلك من الشعب، وليتربع على عرش أسلافه من اللصوص الذين لطخت أيديهم بأموال المغاربة وبأعراضهم. 
وحين تحدث الأساتذة المقصيين من الترقية عن حقوقهم وحين خرجوا إلى الشارع مطالبين بحقوقهم في الترقية خرجت الحكومة وأعلنت أن خروج هؤلاء غير قانوني وغير مبرر ومطالبهم غير معقولة، فما كان منها سوى أن تواجه هؤلاء بالسجون وبالهروات بمساعدة بعض المغترين بمسرحيات الحكومة، الذين قالوا أنذاك إن ما تقوله الحكومة حق، وأن ما يقوله غيرها باطل يستحق كل الشجب والمواجهة، وعندما خرج المعطلون إلى الشارع، أشارت لهم كل الأصابع وتمت شيطنتهم من الكل، بالإضافة إلى آلة القمع المخزنية التي كانت تواجه هؤلاء في أي تحرك يقومون به ،كل ذلك تصديقا لروايات سي بنكيران وبهتان مريديه من الذين يزدحمون على ماء وضوء شيخهم للتبرك به ولاكتساب طرق إهانة الشعب التي يبدو أن الرجل بارع فيها بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
بعد ملف الأساتذة وبعد الإهانات التي تعرضوا لها من الحكومة ،وبعد ملف المعطلين الذين ذبحتهم الحكومة من الوريد إلى الوريد، كان الكل يظن أن مسلسل الإهانات سيتوقف، ولكن القنابل أتت بما لا يشتهيه الشعب فازدادت الأزمات، وأبدع من هم على رأس القرار في إعلان الحرب على الشعب، وما ملف الطلبة الأطباء إلا خير دليل على ما نقول جيوش تقتحم الحرم الجامعي وتذيق الطلبة الأطباء كل أنواع المعاناة ،وتسومهم سوء العذاب لأول مرة في تاريخ النضال ضد الظلم والطغيان، وحكومة تدافع عن المقاربة الأمنية وشعب ما زال ينخدع بكل الشعارات الجوفاء .
يجب أن نعرف جيدا أن الحكومة التي هي الآن بصدد محاولاتها لإقناع الشعب بعدم الخروج والاستسلام والتنازل عن حقه في الاحتجاج، لن تخدم مصلحة الشعب ولن تشاهدها يوما في خدمة المواطن المقهور ،ولن يحدث أبدا أن تقف بجانب الشعب وما عليه إلا أن يواجه هذه الحكومة بالاحتجاجات السلمية في كل المدن والقرى والمطالبة بإسقاطها، لأنه بغير ذلك لن يستطيع العيش بكرامة، ولن ينعم بالحرية ما دام أن مثل هذه الكائنات تقرر وتشرع من أبراجها العاجية بعيدا عن واقع الشعب الذي يندى له الجبين. 
الفرصة أمام الشعب الآن لكي ينتصر لنفسه بعد أكذوبة الإصلاحات التي جاءت بها حكومة السيد عبد الإله بنكيران و كل الظروف مواتية لإسقاط هذه الحكومة التي أذاقت الشعب الويلات ، خاصة مع بروز الاحتجاجات في أكثر من مدينة في المغرب كل مدينة بمطالبها .
أيها المغاربة لا تنتظروا ملتمس الرقابة الذي تحكمه مساطر معقدة، ولا تحلموا أنه في يوم من الأيام ستسقط الحكومة بمثل هذه الطرق ،بل إن إسقاط الحكومة يأتي بإرادة شعبية والتغيير سيأتي بتوحيد المطالب، والسعي نحو القطع مع الفساد الذي استشرى في جسد الحكومة، التي رفعت شعار القطع مع الفساد والتي وعدت بمحاكمة المفسدين وناهبي أموال الشعب عندما قررت الضحك على ذقون المغاربة جميعا .
بما أن طنجة قد انتفضت وأصرت على استكمال مشوار النضال ضد من هم على رأس القرار الذين امتصوا عروق المواطنين ، وبما أن الطلبة الأطباء قد اعلنوها في وجه الحكومة وبما أن الطلبة الأساتذة قد بدأوا في التصعيد من أجل المطالبة بحقوقهم المشروعة فإن الفرصة أمام الشعب لكي يتضامن مع هؤلاء ليعلنوها سلمية ضد الحكومة ويخرجوا إلى الشارع ليطالبوا برحيل هذه الحكومة التي لم نر منها سوى ما يدمي القلب. 
بعد أن تمادت الحكومة في نهجها الذي يرمي إلى تركيع الشعب وبعد أن طالت يد بطشها كل الفئات لم يبق أمام الشعب سوى الإعلان عن خطة لإسقاط الحكومة فلا طريق سوى طريق النضال ولا حل مع هؤلاء الذين أهلكوا الحرث والنسل سوى الإعلان عن الغضب وتكسير جدار الصمت لكي يعرف هؤلاء أن الشعب ليس غبيا إلى درجة يمكنه تصديق الوهم الذي طالما قدمته الحكومة للمغاربة جميعا وأن الشعب لن يسمح لهؤلاء أن يعيدوا مسرحياتهم مرة أخرى .

0 تعليق على موضوع "‫‏فرصة ذهبية‬ لإسقاط الحكومة"


الإبتساماتإخفاء