‫‏أين يمكننا‬ تصنيف الشيخ الفزازي ؟؟

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

‫رشيد أخريبيش‬
كنا نظن أننا في هذا الوطن لم نبتلى بمرض علماء السلطة وعملاء الشرطة، كما هو في مصر وسوريا وفي بلدان أخرى من التي يجيز فيها هؤلاء العلماء القتل بإسم الدين لكل من سولت له نفسه أن يخرج ضد الحاكم أو يفكر في التظاهر السلمي ضده، لكن بعد هذا الكلام للشيخ الفزازي شيخ الأئمة الذي لا ينطق عن الهوى في نظر من نصبه للدفاع عنه وعن مصالحه يمكن القول أن الشيخ يسير بنهج إخوانه من العلماء الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا ،والذين يسبحون بإسم من هم على رأس القرار صباح مساء ومن الذين منحوا وسام صكوك الغفران من أجل الدخول إلى عالم الإستمتاع بالحياة مقابل أن يكون شرطيا ضد الشعب، يراقب تحركاته عبر فتاويه التي طالما يخرج بها علينا.

شيخنا المعظم لم ينفض الغبار عن أعينه إلا عندما تعلق الأمر بنية الشعب في التظاهر والخروج إلى الشارع من أجل المطالبة بحقوقه، ولم يستيقظ من سباته إلا عندما قرر الشعب أن ينتفض ضد الظلم وضد الفساد المستشري في جسد هذا الوطن، ولم يعرف طريقا لإصدار فتاويه المشؤومة التي يدس فيها شيخنا السم الزعاف إلا بعد أن تعلق الأمر بحقوق شعب قرر الخروج في مسيرات لإعادة الكرامة، بعد أن تكالب عليه حماة المصالح وعشاق التعويضات الخيالية الذين نهبوا البلاد وأكثروا فيها الفساد. 
شيخنا الكبير لم يكلف نفسه عناء التفكير في أزمات البلاد وإصدار الفتاوى عندما طالبت ساكنة طنجة رفع الحيف عنها، ولم نسمع كلاما لشيخنا عن تجاوزات الشركة الفرنسية التي استعبدت المواطن المغربي واستباحت جيبه ،بل ولم يخض الرجل صاحب البشارات في كل ما يحدث للمواطن المغربي الذي يعيش الأزمات على كل المستويات.
كان من الممكن لمن يريد أن يخدم مجتمعه من هؤلاء العلماء أن يصدر فتاوى تجاه ما يحدث من اختلاسات وتجاه ما يحدث من فساد وصل إلى حد لا يطاق، وكان من الممكن أن يواجه من يعيث في أموال المغاربة فسادا بفتوى تحرم ذلك أما التركيز على الشعب وعلى تحركاته التي يسعى من خلالها إلى رد الإعتبار لنفسه فهذا ليس من الفتوى في شيء ،بل هي خرجات مفضوحة من الشيخ الفزازي التي أظهرت بشكل كبير نوايا الرجل الرامية إلى إعادة عصر التحكم والاستبداد. 
لا فرق بين الفزازي وبين شيوخ العسكر في مصر من الذين يفتون بقتل المدنيين بدم بارد ولا فرق بين شيخنا وشيوخ آل سعود من الذين يعتبرون الجهاد ضد الروس حلالا بينما الجهاد ضد الأمريكان حرام بنص الكتاب والسنة، فإذا كان شيوخ العسكر يجيزون قتل المعارضين بإطلاق الرصاص عليهم فإن ما يفعله الشيخ الفزازي أخطر بكثير مما يفعله شيوخ الإنقلاب في مصر، حيث يساهم بشكل كبير في قتل كل الشعب ليس بالرصاص وإنما عبر دعم سياسة التفقير التي ينهجها من يحكمون البلاد ومن يتحكمون في خيراتها وعبر إصدار مثل هذه الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان. 
نقول للشيخ الفزازي الذي اشتعلت لحيته شيبا وبلغ من العمر عتيا، إن الفتنة يا أيها الشيخ العظيم لا يمكننا الحديث عنها ولا يمكننا وصف أولئك الذين يخرجون إلى الشارع من أجل التظاهر بأنهم من مثيريها، بل الفتنة أيها الشيخ هي تلك الفوضى التي تحدث في البلاد من طرف من هم على رأس القرار، من الذين لا يريدون لشمس الديمقراطية أن تشرق على بلدنا الحبيب ومن الذين ينفقون أموال الشعب لعلماء شرطتهم من أجل التوقف عن فضح مسرحياتهم. 
بدل أن تلعنوا هؤلاء الذين يخرجون إلى الشارع، العنوا من سرق ومن ونهب والعنوا من أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه ،والعنوا من أوقف عجلة التقدم من أجل الإغتناء الشخصي ،والعنوا من يتقاضى أموالا خيالية على حساب أبناء الشعب الذين يعيشون في الكهوف وفي الجبال بلا أدنى كرامة تذكر. 
على هؤلاء العملاء الذين يسمون أنفسهم علماء والذين ارتموا في أحضان الحكومة أن يعرفوا جيدا أن الشعب المغربي لم يعد بحاجة إلى مثل هذه الفتاوى الشيطانية التي يسعى من خلالها هؤلاء إلى تثبيت أقدام الديكتاتورية ولم يعد يصدق ما يصدر عنهم من فتاوى زورا وبهتانا ، فالأيام أثبتت أن هؤلاء الذين يظهرون انتماءهم للدين ودفاعهم عن الحق هم منافقون من صنع المخزن، ألبسهم عباءة الدفاع عن الدين خدمة لمخططاته الجهنمية ، فلا ضير عند هؤلاء العلماء أن يصل إلى السلطة من يسرق الشعب ومن يتلذذ بمعاناته، فهذا كله مباح ومن الأشياء التي طالما يؤكد عليها هؤلاء ، أما إذا تعلق الأمر بشعب قد خرج عن صمته وأعلن الخروج على أولئك اللصوص الذين نهبوا البلاد والعباد، تجد هؤلاء يتسابقون لشيطنته دائما بإسم الدين كل ذلك من أجل إرضاء أسيادهم من الذين يتربعون على عرش الحكومة ومن الذين يطلعون على فتاوى الفزازي وعلى فتاوى غيره من العلماء قبل أن يتم إصدارها . 
بعد أن أصبحت الفتوى تصدر عن كل من هب ودب وبعد أن أصبح العلماء يخدمون أجندات سياسية رخيصة، يمكن القول أن المغاربة سيصومون عن مثل هذه الفتاوى المشؤومة بل وسيعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم 
(استفت قلبك ولو أفتاك الناس ) وبالتالي لن تكون للفزازي ولا لغيره من علماء الشرطة الفرصة للإسترزاق على الدين ولن ينجح بذلك في محاولاته الرامية إلى إجهاض حلم الشعب المغربي في النضال من أجل حقوقه المشروعة .

0 تعليق على موضوع "‫‏أين يمكننا‬ تصنيف الشيخ الفزازي ؟؟"


الإبتساماتإخفاء