لماذا لا يتعلم بنكيران الدرس من رئيس وزراء رومانيا.

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش
بعد احتجاجات عارمة اجتاحت أرض رومانيا وبعد مظاهرات على إثر الحريق الذي شب في مقهى والذي أدى إلى مقتل حوالي 32 شخصا خرج رئيس وزراء رومانيا وفجر قنبلة من العيار الثقيل وأعلن عن استقالته من منصبه استجابة لمطالب الشعب الذي خرج وطالبه بالرحيل. 
فإذا كانت استقالة رئيس وزراء رومانيا قد أظهرت وبشكل كبير حرص هؤلاء على الشعب وعلى مصالحه، فإنها في المقابل أعطت درسا قاسيا لحكومة السيد عبد الإله بنكيران التي عاثت في بلاد المغرب فسادا، والتي أظهرت فشلها في كل الملفات دون أن تفكر يوما في الإستقالة أو الرحيل . 
مجرد مقتل 32 شخصا أجبر رئيس وزراء رومانيا على الإستقالة، وكيف حالنا نحن مع هذه الحكومة التي مات في ظل تربعها على العرش المئات من المغاربة دون أن تعترف على الأقل بمسؤولياتها تجاه ما يحدث في البلاد. 
كل المغاربة يتذكرون فاجعة بوركون التي ذهب ضحيتها أكثر من 23 شخصا، والتي تجاهلتها الحكومة والتي لم يكلف رئيسها عناء التنقل حتى للترحم على الأرواح الطاهرة التي سقطت بسبب الإهمال القاتل، وكل المغاربة يتذكرون بلا شك فيضانات كلميم والتي أوقعت أكثر من 32 شهيدا والعشرات من المفقودين والمصيبة أن الشهداء الذين سقطوا في هذه الكارثة حملت جثامينهم في شاحنات للأزبال في صورة مآساوية تظهر أن الشعب المغربي لا يساوي ولو جناح بعوضة في نظر من هم على رأس القرار في البلاد. ومع ذلك لم نر من رئيس حكومتنا سوى أن يدافع عن حكومته ويعتبر أن ما يحدث كله قدر من عند الله ولا مسؤولية لحكومته ولا لإخوانه من الذين يسيرون في نهجه ،ولا يمكن له الإستقالة إلا بأمر من جلالة الملك كما يردد دائما بنكيران في خرجاته المعتادة . 
ليس هذا فحسب فالذكريات الأليمة لا تكاد تغادر أذهان المغاربة حيث كلهم يتذكرون فاجعة طنطان التي راح ضحيتها 34 طفلا حرقا، بعدما كانوا في رحلة رياضية بضواحي مدينة طنطان حيث تغاضت الحكومة عن تلك الفاجعة بالرغم من أن البعض طالبها بالرحيل احتراما لروح الشهداء الذين سقطوا في تلك الفاجعة المؤلمة التي مازالت جروحها لم تندمل إلى حدود الآن. غير أن مسرحيات رئيس الحكومة دائما ما تجعله يظهر في شكل الرجل الذي يريد الخير للبلاد وأن ما يقع يجب أن نرده إلى القضاء والقدر وأن الحكومة بعيدة كل البعد عن كل ما يروج له من أباطيل حول مسؤولياتها عن كل ما يحدث في البلد. 
إذا كان الموت لم يحرك ولو شعرة في جسد رئيس الحكومة، ولم يدفعه إلى تقديم استقالته أسوة بالساسة في الدول الديمقراطية الذين يستقيلون من مناصبهم لمجرد خطأ بسيط يرتكبونه أو لمجرد سقوط ضحية في حادث ما ناتج عن تقصير منها، فإن رئيس الحكومة في بلدنا لم يستجب حتى لتلك الاحتجاجات التي خرجت تطالبه بالرحيل في العديد من المدن المغربية، إثر صمته المطبق حول ما تفعله الشركات الأجنبية من استغلال سافر لجيوب المغاربة. 
لو كان يفهم رئيس الحكومة الدروس من رومانيا ومن تركيا كما يحلو لأصدقائه أن يضربوا بها مثلا و التي يستقيل فيها الساسة لمجرد اتهامهم بالفساد ،ولو كان يفهم دروس الديمقراطية كما يدعي لربما رحل عن الحكومة وخرج ليعلن عن أخطائه الجسيمة التي أهلك بها الحرث والنسل والتي أوصل بها الشعب إلى حد لا يطاق. 
لو كان يفهم السيد رئيس الحكومة لربما فهم الدرس من رومانيا ،ولربما غادر الحكومة وترك تدبير شؤون المغاربة لمن له القدرة على إخراج الشعب من الأزمات ولمن له الشجاعة على إعلان الإصلاحات التي وعدوا بها الشعب في ذلك الدستور الذي كان المغاربة يعتقدون أنه سيكون بمثابة النهاية لمعاناتهم. 
من أوروبا الشرقية جاءتكم الدروس أيا سعادة الرئيس ومن رومانيا الديمقراطية أتتكم المواعيظ ليست مواعيظ عذاب القبر التي غالبا ما تؤكدون عليها في مجالسكم، ولا قصص الوهم التي غالبا ما تقدمونها للمغاربة على طبق من الخيانة والتزوير، إنها دروس الديمقراطية الغربية التي تظهر كيف يتعامل من يفهمها مع مطالب الشعب وكيف يتعاملون مع الإرادة الشعبية إذا ما طالبتهم بالرحيل.

0 تعليق على موضوع "لماذا لا يتعلم بنكيران الدرس من رئيس وزراء رومانيا."


الإبتساماتإخفاء