عندما تصبح قفة رمضان فرصة المنتخبين لاعلان حملاتهم الانتخابية

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

‫‏رشيد أخريبيش‬
إذا كانت المساعدات الرمضانية خطوة لإدخال الفرحة على المواطنين خاصة في شهر رمضان الأبرك وإذا كانت مناسبة لمساعدة الفقراء كما يروج لها فإنها في المقابل مناسبة أيضا للمنتخبين الذين ينتهزون هذه الفرصة لبدء حملاتهم الإنتخابية السابقة لأوانها وذلك عبر محاولاتهم توزيع تلك المساعدات على أنصارهم من الذين سيصوتون لصالحهم في الانتخابات المقبلة ،وليس على الفقراء الذين من المفروض الاستفادة من هذه المساعدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
القصة ليست بعيدة عن مدينة الخميسات بل أحداثها وقعت في جماعة أيت يدين التابعة لمدينة الخميسات التي سجلت مهزلة بكل المقاييس في عملية توزيع المساعدات الرمضانية ،فبعد عملية توزيع المواد الغذائية الرمضانية ، التي توزعها مؤسسة محمد الخامس للتضامن والتي شابتها خروقات كبيرة، عدنا لنسمع عن مهزلة كبيرة فيما يتعلق بالمساعدات التي توزع من طرف المجلس الجماعي الذي خلق الحدث بسبب عملية التوزيع التي أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك أن تلك المساعدات لم تقدم لمواجهة العبئ الكبير الذي تحمله الطبقات المعوزة التي أنهكها الفقر وإنما كان الهدف منها البحث عن الأصوات التي تمكنهم من الفوز في الانتخابات المقبلة في إطار الحملات الانتخابية السابقة
لأوانها ،فكيف تستهدف هذه العملية الطبقة المعوزة وقد تم منحها لمنتخبين يسارعون إلى توزيعها على من يريدون، وكم من الفقراء من بقي مصدوما من ذلك الذي حدث فهل يعقل أن يستفيد موظفون يتقاضون أكثر من 5000 درهما من المساعدات الرمضانية وكيف يعقل أن يستفيد هؤلاء من هذه العملية وهي التي قيل بأنها تستهدف الطبقة الفقيرة والمعوزة 
ما وقع أثناء عملية توزيع قفة رمضان هذا اليوم يظهر جليا أن مسرحيات المساعدات التي طالما صدعوا بها رؤوسنا هي مجرد تمويه للمغاربة وفرصة للساسة لإعلان حملاتهم الإنتخابية، وفرصة لهم أيضا لبيع الوهم للمواطنين من أجل أن يكونوا في الموعد في الانتخابات الجماعية المقبلة .
من المخجل جدا أن نرى منتخبين يحملون مساعدات رمضانية فيطلبون من أنصارهم الالتحاق بهم لتوزيعها عليهم في صورة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان في صورة بشعة يستغلون فيها فقر المواطن وضعفه حيث يجد هذا المواطن نفسه ملزما يوم الاقتراع بالتصويت لصالح هذا الذي منحه تلك القفة الرمضانية، فالبؤساء لا يعتقدون أن ذلك من حقوقهم المشروعة بل يعتبرونه دينا عليهم من الواجب عليهم رده طبعا في الانتخابات الجماعية .
مثل هذه المساعدات الرمضانية التي غالبا ما تكون فرصة لتركيع المواطن وإرغامه على التصويت لصالح السماسرة الذين يستغلون مثل هذه المناسبات للعب بمشاعر المواطنين. من المفروض أن نجد السلطة حاضرة بقوة في مثل هذه الخروقات التي تسيء إلى بلدنا وإلى العهد الجديد عهد الديمقراطية وعهد الدستور خاصة وأننا على أبواب انتخابات الكل يحرص على أن تكون انتخابات نزيهة تقطع مع تلك الممارسات المشينة التي تعيد بنا إلى الوراء لعقود من الزمان لكن لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.

0 تعليق على موضوع "عندما تصبح قفة رمضان فرصة المنتخبين لاعلان حملاتهم الانتخابية "


الإبتساماتإخفاء