يسألونك عن الارهاب في وطننا

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش 
قد يتساءل البعض الآن عن مصدر الإرهاب ،وقد يبحث عن أسباب تزايد عدد المنضمين إلى الجماعات الإرهابية، فيذهب البعض إلى رد ذلك إلى الفكر الوهابي الذي يشجع على التطرف والذي أصبح يغزو بلداننا دون الرجوع إلى الأسباب الحقيقية التي تشجع على هذا الوباء السرطاني، الذي أصبح يهدد المغاربة كبارا وصغارا، والواقع المغربي يظهر العديد من التناقضات التي من الممكن أن تكون هي من تشجع الإرهاب وتصنعه .
الاعتداء الذي وقع على بائع "الكرموس الهندي "من طرف أعوان السلطة بعد ربطه بسلسلة وقفل في صورة تظهر وحشية هؤلاء الذين تجاوزا كل الحدود ووصلت بهم الوقاحة إلى أن يربطوا مواطنا حرا في سلسلة وكأن الأمر يتعلق بحيوان بل حتى الحيوانات في بلدان الغرب أصبحت تتمتع بحقوقها الكاملة، عكس المواطنين في بلدنا يتمنون أن يكونوا في مرتبة الكلاب من شدة الظلم الممارس عليهم لأن الكلاب أصبحت مدللة أكثر من الإنسان، وهذا ما عبر عنه أحد الشعراء عندما قال 
يا مدلعين الكلاب والادمي منسي ** نفسي أدخل في جنس الكلاب وألعن أبو جنسي 
فهؤلاء الذين يتمنون أن يكونوا كلابا في وطنهم بدل أن يكونوا بشرا هم من سيستقطبون من طرف تلك الجماعات الارهابية، والذين يربطون في السلاسل من طرف أعوان السلطة في صورة بشعة هم أبطال الإرهاب وصناعه في المستقبل بل هؤلاء هم من سينضمون إلى هذه الجماعات الإرهابية فالظلم لايولد إلا الإرهاب، والعنف لا يولد سوى العنف فتاريخ الدماء والعنف هم من يصنعونه بأيديهم، وما ممارسات هؤلاء ضد المواطنين إلا دليل على أن الإرهاب صنيعة من هم على رأس القرار .
إذا كان بنخلدون قد قال في مقدمته إن الظلم مؤذن بخراب العمران فإن ذلك قد قاله في عهد غير عهدنا فلو كان ابن خلدون حاضرا في زماننا هذا لربما قال إن الظلم مؤذن بصناعة الإرهاب لأن الظلم المستشري في جسد الوطن الحبيب قادر على أن يصنع الإرهاب ويغذيه، ولنا في الأحداث التي تقع يوميا خير دليل على كل ما نقول .
صعد الاسلاميون إلى السلطة فظن المغاربة أن الظلم سيزول وأن الديمقراطية ستتحقق فاستمر الظلم وازدادت ممارسات القمع ضد المواطنين. وبدأنا نسمع عن اعتداءات بالجملة أبطالها رجال سلطة ينكلون بالمواطنين، ويسومونهم سوء العذاب في صورة تسيء إلى وطننا وإلى عهد الدستور الجديد الذي يضمن للمواطن الحقوق والكرامة، فكانت أن انكشفت رواية الإسلاميين ومسرحياتهم المفضوحة فأين هؤلاء الذين حملوا شعار العدالة من حكم عمر بن عبد العزيز الذي قال يوما لو أن جملا على شط الفرات زلق فهلك ضياعا لخشيت أن يسأل عنه عمر لم لم يمهد له الطريق ويموت العشرات في بلدنا الحبيب في المستشفيات بدون أدنى اهتمام، وينكل بالمواطنين ويتم الاعتداء على المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة وتنتهك الأعراض وتمتلئ الشوارع بالمشردين ويهان الباعة الذين يبحثون عن لقمة عيش يسدون بها رمقهم فهؤلاء سيصبحون كلهم لقمة سائغة في فم الجماعات المتطرفة التي تحاول استقطاب هؤلاء بسهولة . 
على هؤلاء أن يعرفوا جيدا أن الإرهاب لا يصنعه الفكر الوهابي ولا الفكر الإخواني كما يحاولون الترويج له،وإنما هذا الورم الخبيث يجد موطنه في حالة المواطن التي لا تسر عدوا وفي الظلم الذي يمارس عليه صباح مساء، وفي التسلط الذي يعاني منه الكثير من أبناء الوطن. فالقضاء على الإرهاب، رهين بتحقيق المصالحة مع المواطنين وتحقيق الإصلاح المنشود الذي طالما انتظره كل المغاربة على أحر من الجمر، وتحقيق الديمقراطية،التي بدونها لن يتحقق السلم والأمن في وطننا. 
اللهم احفظ بلدنا من شر الإرهاب الذي ما دخل الأوطان إلا وخربها عن بكرة أبيها.

0 تعليق على موضوع "يسألونك عن الارهاب في وطننا"


الإبتساماتإخفاء