الكاتب رشيد أخريبيش: دعم الحرب أولى من دعم الشعب أيها المغاربة

رشيد أخريبيش

كنا عما قريب نصدق رواية حكومتنا المحترمة ،حول وجود أزمة  قد ضربت المغرب وكنا نصدق كل تلك المبررات التي كان رئيس حكومتنا يستعملها من أجل إقناع المغاربة بالقبول بتلك القرارات التي اتخذته حكومته والتي كانت وبالا على المغاربة وزادت من حدة معاناتهم ،لكن الآن وبعد استمرار مسلسل الكذب هذا ومحاولة تحميل الشعب المغربي أكبر من طاقته، فهمنا جيدا هذه الحكومة وفهمنا نواياها وفهمنا أنها لم تأت لنصرة المواطن المغربي ،وإنما جاءت لخدمة أهداف شخصية ضيقة لا كما حاول هؤلاء تصويرها وتقديمها للمغاربة.

حكومتنا الغراء التي طالما قدمت نفسها بأنها ورثت أزمات عن الحكومات السابقة والتي منذ مجيئها لم تقدم للمغاربة سوى ما يمكن أن نسميه بالطوفان السياسي الذي أغرق الشعب وزاد من محنه التي لا تحصى لم يكفيها أن فتح المغرب أجواءه للطائرات الفرنسية لشن الحرب على مالي التي هي الآن تحرق البلاد والعباد وتقتل وتشرد ،بل قررت أن تمنح 5 ملايين دولار كمساعدة للدول الأجنبية لغزو مالي والقضاء على ما يسمونه الجماعات الإسلامية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ،نعم قد صدقت الحكومة وصدق رئيسها عندما قال إننا نعاني أزمات ورثناها عن أسلافنا نعم فدعم الحرب أولى من دعم المواطن المغربي الذي يعيش أزمات لا تبقي ولا تذر

دعم الحرب يا سيادة الرئيس أولى من توفير لقمة عيش ورغيف خبز للمواطن المغربي الذي يتضرع جوعا ،دعم الحرب في مالي وشن الحرب على الجماعات المسلحة أولى من دعم القدرة الشرائية للمواطن الذي لم يعد قادرا حتى على توفير الضروريات بعد قرارات الزيادة المكوكية في الأسعار الذي أقدمت عليه الحكومة والذي يدفع ثمنها المواطن البسيط الذي كان يأمل بعد الحراك الشعبي أن يحصد ثمار ما كان قد روج له حزب العدالة والتنمية من إصلاحات ستغير من خارطة المغرب  جملة وتفصيلا.

ربما دعم الحرب في دولة مالي والمشاركة في حرب لن تكلف المغرب 5 ملايين فقط ،بل ستكلفه الكثير أولى من دعم قطاع التعليم في بلدنا الذي يعيش أيامه الأخيرة ،ربما دعم قوات الناتو بالأموال والجيوش ومساعدة فرنسا صاحبة الماضي الاستعماري الحافل بالجرائم في حق شعوبنا أولى من دعم قطاع الصحة الذي يعرف أزمات تنذر بكارثة صحية قد تضرب البلد عما قريب .

لا نعلم ماذا يمكن لحكومتنا القول وبماذا عساها أن تبرر ،فإذا كان الدخول في الحرب ومساعدة الغزاة على احتلال الدول ودعمهم بالمال أولى من دعم شعب لا يطلب أكثر من أن يجد رغيف خبز يسد به رمقه ؟ما ذا عسى أن يقول رئيس حكومتنا أمام هذه الفضيحة التي سقطت فيها حكومته والتي بلا شك ستغير  من قناعات المغاربة الذين كانوا يدعمون هذه الحكومة ؟

وإن استعملت الحكومة كل المبررات وخلقت الذرائع لما تقوم به لا نعتقد أن الشعب المغربي غبي إلى درجة الانسياق وراء كل هذه الخطوات العشوائية التي كانت الحكومة بقيادة رجل المواقف عبد الإله بن كيران دائما السباقة للإقدام عليها ،فمهما حاولوا إقناعنا بهذه الخطوة التي لسنا بحاجة إليها حتى وإن كنا نملك القدرة عليها وما بالك وأغلب الشعب المغربي يعيش تحت خط الفقر فكيف يمكنه دعم الحرب ،كيف يمكن للمغرب محاربة الجماعات المسلحة التي لا تربطنا بها أية علاقة وتقديم المساعدات  للدول لشن الحرب عليها  خاصة وأننا في أمس الحاجة إلى تلك المساعدات في ظل أزمات خانقة يعيشها المواطن المغربي .

نعم نقدر مجهودات حكومتنا وجهود وزير خارجيتها السيد العتماني الذي أكد على مساندته للشعب المالي الشقيق والذي أعطى مجاله الجوي للغزاة  لقصفه ،نقدر تآزره مع هذا الشعب الذي أتته المؤامرات الفرنسية والغربية والعربية تحت مظلة الإرهاب للتحكم فيه والإسيلاء على المنطقة واستعداد فرنسا  مستقبلا للعودة إلى مستعمراتها القديمة من يدري.

ولأن 5 ملايين دولار تلك التي قرر المغرب منحها للدول لغزو مالي هي من أموال الشعب سيدفع ثمنها المواطن غاليا في الأيام القليلة المقبلة فلماذا لم تقدم حكومتنا على خطوة مشرفة لدعم هذه الحرب فتحاول الرفع من ذلك المبلغ الذي نراه بسيطا لكي نرد لفرنسا جميل ما فعلته بشعوبنا في زمن استعمارها البغيض الذي لا زالت علاماته حاضرة تبين مدى بشاعته.