شرف للمغرب أن يترأس لجنة مكافحة "الإرهاب"

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
رشيد أخريبيش
أن يتم اختيار السفير المغربي بالأمم المتحدة لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن فهذا شرف له وللدولة المغربية ونحن نهنئه بهذا الشرف العظيم الذي تكرمت علينا به الدول الغربية التي بدأت تسير نحو إعطاء المغرب مكانة داخل المنتظم الدولي.
شرف لنا كمغاربة أن نترأس هذه اللجنة التي دأبت منذ تأسيسها سنة 2001 بعد أحداث 11 سبتمبر على شن حملتها الشرسة على كل الدول الإسلامية وإعلان الحرب على ما تسميه الإرهاب وشيطنة الشعوب، وسنت قوانين وتشريعات تجرم من خلالها الإسلام والمسلمين ،وزجت بكل من يحمل جينات الإسلام في غياهب السجون .
لا أحد ينكر أن هذه اللجنة التي تسمى زورا وبهتانا بلجنة مكافحة الإرهاب منذ زمن وهي تستخدم مصطلح محاربة الإرهاب للمتاجرة في البشر والحجر ، بهذه الذريعة احتلت أمريكا البلدان وبها تدخلت في شؤون الأوطان وبها سلبت الحرية من الشعوب وشنت العدوان .
يشرفنا أن نترأس لجنة مكافحة الإرهاب التي أراقت الدماء وعاثت في دولنا جرما وخربتها عن بكرة أبيها ،فلم يكن احتلال أفغانستان وتدميره إلا بمساعدة هذه اللجنة التي أضفت صفة الشرعية على ذلك الغزو الذي نهب ثروات الشعب الأفغاني ودمر بنيته التحتية، وسبب له الويلات في إطار حملة أمريكا على القاعدة وما تسميه بالجماعات الإرهابية ،ولم يكن دق طبول الحرب في العراق واحتلاله وجعله تحت الوصاية الأمريكية الدائمة لولا هذه اللجنة التي نرى الآن دولنا تنتظر على أحر من الجمر أن يتم اختيارها لرئاستها  .
لا عجب أن يكون المغرب في رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن لأننا نعلم مسبقا أن بلدنا مفتوح على مصراعيه للدول الأجنبية خاصة وأنه لا يخفي استعداده للتعاون مع هذه الدول لمحاربة ما يسمى الخطر الإسلامي الذي يهدد العالم بأسره والذي وجب عليه الالتزام بمبادئ هذه اللجنة و تقديم كل المعلومات لها لكي يتسنى لها سد الطريق أمام ما يعتبرونه خطرا محدقا يهدد العالم.
بكل أسف يمكن القول أن الرواية الأمريكية التي تم الترويج لها أمام أنظار العالم والتي تبينت أنها مجرد ذريعة لغزو البلدان ذهبت معها دولنا العربية التي صدقت هذه الرواية إما إيمانا منها أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك مشروعا حضاريا تسعى من خلاله إلى إحلال السلم والديمقراطية في العالم العربي، أو صدقتها خوفا على كراسيها التي من الممكن أن تفقدها إذا حاولت معارضة المشروع الأمريكي كما شاهدنا مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي كانت نهايته على أمريكا بسبب رفضه الهيمنة الأمريكية على العراق.
بحجة محاربة الإرهاب استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها أن تقنع العالم وخاصة الدول العربية والإسلامية  بالركوب معها لاستكمال هذا المخطط الذي يحاول أمركة العالم والسيطرة عليه.من كل النواحي فلا تجد دولة من هذه الدول تعارض هذا المشروع وتتصدى له،بل على عكس من ذلك فهي تطبل وتزمر لهذا المشروع وتقدم أوطانها لأمريكا على طبق من ذهب وتضحي بأبنائها في سبيل إرضاءها وفي سبيل أن تغض الطرف عنها وعن زعماءها الذين يخشون من أن تطالبهم هذه الأخيرة بالتنحي عن السلطة .
akhribichrachid@gmail.com

0 تعليق على موضوع "شرف للمغرب أن يترأس لجنة مكافحة "الإرهاب""


الإبتساماتإخفاء