أبناء الخميسات وقصص الإقصاء والتهميش

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
 رشيد أخريبيش :بعد أن ضاقت الدنيا بأبناء الخميسات وبعد مطالبات عدة من هؤلاء لإنصافهم ،قرر موقع أمان بريس الإخباري البحث عن حقيقة ما يروى من أحاديث حول تهميش هذه المدينة التي باتت من الواضح أن أبناءها يدقون ناقوس الخطر أكثر من أي وقت مضى ،ويطالبون برفع الظلم عنهم.
بعد محاولات عدة من طاقم أمان بريس للبحث عن أحد شباب المدينة للوقوف على حقيقة ما يعانيه شباب المدينة ،تمكنا من إقناع شاب بعد أن فرض علينا شرطا بعدم ذكر إسمه الحقيقي ،والذي سنتمكن معه لوضع اليد على الجرح وإعادة وصف ما يقع في هذه المدينة .
بدورنا بدأنا مع الشاب "س ع" البالغ من العمر 26 سنة والذي ينتمي إلى أسرة فقيرة حاصل على إجازة في الفيزياء من سؤال حول حقيقة ما يروج من أن الشباب في هذه المدينة يعاني من الإقصاء والتهميش ،بعد صمت مطول بدأ الشاب ليفتح قلبه ليفصح عن قصص ربما أقرب إلى الخيال ،فالشاب يقول أنه بعد مسار دراسي طويل عانى معه الأمرين ،لم يتمكن من الحصول على العمل حيث طرق جميع الأبواب ولم يحصل على أي شيء ،بل يقول إنه لم يتلقى حتى ردا أو جوابا على كل طلباته التي دأب على أن يتوجه بها إلى الإدارات العمومية ،بل حتى إدارة الجيش التي كان يتمنى أن يجد مكانه فيها هي الأخرى لم يتمكن من الالتحاق بها بسبب أنه لا يملك المال الذي يمكنه من ذلك على اعتبار أن الدخول في صفوف الجيش يتطلب"ماهي وما لونها"على حد تعبير ضيفنا.
أما عندما سألناه عن القطاع الخاص فكان جوابه يشوبه نوع من اليأس حيث قال بالحرف الواحد "أودي مكاين والو شحال دفعت سيبي ولا حياة لمن تنادي " وأردف قائلا الله إلطف بنا "
فالشاب يقول إنه يعيش مع أسرة مكونة من 6 أفراد  كلهم يدفعون ثمن تواجدهم بهذه المدينة التي لم يشأ من يسميهم ضيفنا "بالشفارا" بإعطاءها كل الحقوق مثلها مثل جميع المدن  وعندما سألناه عن أين يكمن المشكل في نظرك قال المشكل يكمن في أنني ابن مدينة الخميسات ،حيث عانت المدينة منذ الاستقلال نوعا من الإقصاء الممنهج الذي كانت الحركة الوطنية وراءه واستكملت مسلسله الحكومات المتعاقبة التي زادت الطين بلة حيث قال إن الحركة كانت تنهج سياسة الإقصاء لأبناء الأمازيغ حيث تدفع بهم إلى الفلاحة بينما أبناءهم يرسلونهم إلى الدراسة في أمريكا وأوروبا ،ويضيف هذه تداعيات مخططاتهم الجهنمية ،وها نحن نتاج ذلك الإقصاء والتهميش..
 انتهى حوارنا مع الضيف ،لكن على ما يبدو فإن معاناة الشباب في هذه المدينة لم تنتهي وكأن شئيا من كلام ضيفنا بقي في أذهاننا حول تلك المعاناة التي بقيت لصيقة بهذه المدينة وفي أبناءها.
لم يكن "س ع" الذي قبل الحديث إلينا سوى نموذج من نماذج المعاناة بعينها ،فإن كان هذا الأخير قد قبل الحديث والإفصاح عن جزء من معاناته ،فإن هناك العشرات من أمثاله الذين يعيشون نفس المعاناة ويفضلون الصمت ،دون أن يتقاسموا الهموم والمعاناة مع أحد ،لتبقى الأسئلة مطروحة تنتظر أجوبة شافية ونهائية وفي صلب الموضوع إلى متى سيبقى أبناء مدينة الخميسات يعانون من الإقصاء والتهميش دون غيرهم في المدن الأخرى؟ألم يحن الوقت للدولة المغربية أن تعيد النظر في هؤلاء الذين كانوا ممن دافعوا عن أرضهم وساهموا في بناءها بسواعدهم ؟ أليس من المخجل إقصاءهم و اعتبارهم غرباء عن وطنهم؟

0 تعليق على موضوع "أبناء الخميسات وقصص الإقصاء والتهميش"


الإبتساماتإخفاء