حزب الله الحليف الأبدي لإسرائيل

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

أخريبيش رشيد

بعد انطلاق الثورة المجيدة في سوريا والتي استطاعت أن تزلزل الأرض من تحت أقدام النظام وأذنابه الذين باتوا مهددين بالسقوط أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد تقدم الجيش الحر الذي أصبح يشن هجمات على النظام في عقر داره ،بعد هذا كله قد يكون حزب الله الحليف الأبدي لإيران وسوريا ينتظر الفرصة ويترقب مجريات الأحداث في سوريا ليعلن أي الفريقين أجدر بحمايته .
حزب الله يبدو هذه الأيام أكثر تخوفا عن مستقبله وعلى استمرار يته التي كان يدعمها النظام الأسدي المجرم الذي أعاد رسم خريطة سوريا بالدم ودمر البلاد عن بكرة أبيها وأعادها إلى العصر الحجري بعد أن كانت سوريا مشعلا للحضارة والثقافة يضرب بها المثل .
بما أن النظام السوري ضاقت به الدنيا بما رحبت ووصل به الأمر إلى الطريق المسدود وبدأ يفكر في من يأويه ،ويحفظ وجوده بعدما أصبح مهددا بالزوال أكثر من أي وقت مضى ،لأن من كان يدعمه بالسلاح ويمده بالعتاد هو الآن ينتظر من يدفع عنه شرارة الثوار الذين بدؤوا يسيطرون على مدن عديدة كانت في السابق معقلا لقوات النظام إضافة إلى العدد من الانشقاقات في صفوف النظام الذين بات يفرض عليهم الإقامة الجبرية أو يفضل تصفيتهم خوفا من مغادرتهم البلاد والانقلاب عليهم.
يمكن قراءة مواقف حزب الله بعد الثورات الديمقراطية من خلال زاويتين اثنتين لا ثالث لهما ،أو يمكن القول أن الواقع يحتم عليه اللجوء إلى خيارين أحلاهما مر ،فالخيار الأول الذي يمكن لحزب الله أن يفكر فيه بعد سقوط الأسد هو التحالف مع أمريكا ويرضخ لأوامر إسرائيل ومن ثم التخلي عن فكرة المقاومة والأعداء الأبديين إلى ما هنالك من الشعارات التي دأب على رفعها الحزب على الدوام ،أما الخيار الثاني الذي يمكن للحزب أن يلجأ إليه أو يفكر فيه هو التراجع عن ذلك العداء الذي يكنه هذا الحزب للدول السنية ويتحالف معها ومن ثم التخلي عن فكرة الوعد الصادق التي ما فتئ يشنف بها أسماع أتباعه في كل العالم الإسلامي ،فرسائل الحزب ورسائل زعيمه كلها مجرد خدعة كبرى دأب عليها الحزب منذ تأسيسه سنة 1982 .
من مصلحة إسرائيل أن يبقى حزب الله كما من مصلحته هو الآخر أن تبقى إسرائيل كلاهما ضروري للأخر،فإسرائيل تعتبر حزب الله الحامي الوحيد ضد أي اعتداء خارجي ،وهو الآخر يعتقد أن وجود إسرائيل ضروري لتحصين صفوفه وبذلك لا نستبعد أن يكون هنالك بين حزب الله وإسرائيل تحالف. قد تكون الثورة في مصر والثورة في سوريا هي من العوامل المساعدة في تحقيق هذا التحالف الذي نتحدث عنه في حالة نجاح الثورة في سوريا وتطهيرها من براثين النظام السابق .
إذا تحدثنا عن حزب الله في لبنان فإننا نتحدث عن إيران لبنان ،فهذا لا يخفي ولاءه لإيران كما لا يخفي نواياه التوسعية في العالم الإسلامي ،ومستعد للتضحية بلبنان البلد من أجل أسياده في طهران ،فكما أن حزب الله مستعد للتضحية من أجل إيران وأهدافها التوسعية ،فالحزب مستعد أيضا للتحالف مع إسرائيل إذا ما سقط حلفاؤه في سوريا ومستعد لأن يكون شرطيا يحميها من كل خطر سني في المنطقة وهذا ما أكده مؤخرا مؤسس حزب الله صبحي الطفيلي حيث قال بالحرف الواحد "حزب الله سيكون أمام خيارين إما التحالف مع إسرائيل وإما التحالف مع السنة" .
فالشيعة عبرمر السنين لديهم تاريخ حافل بالخيانة، سواء أكان ضد بلدانهم أو ضد جيرانهم ،فلولا تحالف الشيعة مع المنغول لما سقطت الخلافة الإسلامية في العراق ،ولولا ايران لما استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تحتل العراق ،بل لولاها لما استطاعت أمريكا احتلال أفغانستان ،لتبقى كل المؤامرات والفتن هي صنيعة ايران التي تفضل دائما التحالف ولو مع الشيطان ضد الخطر السني الذي تجعل منه العدو اللدود لها ولمخططاتها.
إذا كانت إسرائيل خطرا على امتنا فحزب الله أخطر منها لأن هذا الأخير مستعد لأن يتحالف مع من هو أخطر علينا ليزيل الغدة السرطانية ويطهر أرضه. متى كان رصاص حزب الله موجه للعدو الإسرائيلي وأمريكا؟ منذ حرب تموز وحزب الله لم يطلق ولو رصاصة واحدة في اتجاه العدو الصهيوني ،ولم نرى سوى تلك الشعارات الرنانة التي ما فتئ يرسلها أمين العام للحزب حسن نص الله إلى ما يسميه العدو الإسرائيلي لكنها عبارة عن تطمينات لهذه الأخيرة بأنها ليست المعنية من تلك الرسائل وأنه هو الضامن لوجود إسرائيل وبقاءها ،ليس كما يدعي أحمدي نجاد الذي يحلم بزوال إسرائيل من الخريطة ،قد نتفق معه بإزالة إسرائيل على الورق أما على أرض الواقع فهو لا يستطيع ولن يفعل لأن من مصلحته أن تبقى إسرائيل لتكون بمثابة الحجاب الواقي مما يعتبره خطرا سنيا قد يجتاحه .
فالأمين العام لحزب الله لا يفوت الفرصة إلا ويطبل ويزمر لفكرة الممانعة إشارة إلى سوريا وإيران  لكن السؤال الذي يطرح هو كالتالي متى كانت إيران دولة ممانعة وهي المساند الرسمي لكل المخططات الأمركوصهونية ؟متى كانت سوريا ممانعة وهي من قالت إذا أعطتني إسرائيل كل الأرض فسأوقع السلام ؟ إذا نظرنا إلى الواقع أن دول الممانعة ليست سورويا ولا ايران بل الدولة الممانعة هي دولة إسرائيل ،أما حزب الله فلا يملك أي خيار سوى خيار التحالف مع العدو الصهيوني ويتنازل عن كذبة المقاومة التي طالما سمعناها في خطاباتهم الجوفاء      

0 تعليق على موضوع "حزب الله الحليف الأبدي لإسرائيل"


الإبتساماتإخفاء