الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0



اتصالات المغرب مراسيم الدفن على الأبواب 

أخريبيش رشيد

بعد ما أن كانت شركة اتصالات المغرب شركة تضاهي شركات عالمية في ما يخص خدمات الاتصال والإنترنيت ،وبعد أن حققت أرباحا طائلة لم تكن لتحققها لولا أنها لم تجد من ينافسها،أو بالأحرى لم تجد شركات ترعى أوضاع الشعب المغربي الذي لم يجد في هذه الشركات سوى من ينخر دمه،يثار التساؤل حول مستقبل اتصالات المغرب ومدى استمراريتها في تقديم الخدمات للمواطنين، خاصة وأنها لم تعر اهتماما لمناشدات المواطنين الذين يعيشون ويلات ضعف صبيب الإنترنيت لمدة ثلاثة أسابيع،دون أن تعطي جوابا شافيا لتلك المسألة،ما الذي يجعل هذه الشركة تتنكر لهؤلاء المواطنين الذين كانت جيوبهم السبب في تحقيق كل تلك الأرباح وإيصالها إلى ما وصلت إليه.؟
بعد أن كان المواطن المغربي يضع ثقته العمياء في شركة اتصالات المغرب،وبعد أن كانت قبلته الأولى في تحقيق رغباته،أصبحنا نسمع استياء عدد كبير من المواطنين الذين ملوا من خدمات هذه الأخيرة، وتمنوا يوما يصلون فيه صلاة الجنازة على شركة لم تحقق لهم سوى الأحزان،وبادروا إلى حملات تدعوا إلى مقاطعة هذه الشركة.يبدو أن اتصالات المغرب تعيش أيامها الأخيرة إن لم نقل أيام الصلاة عليها،فالحملة التي بدأها الشباب المغربي على الفيس بوك والمتعلقة بتكسير بطاقة اتصالات المغرب احتجاجا على ضعف صبيب الإنترنت،وتوجيه رسالة إلى القائمين على هذه الشركة،أن مكانهم بين الشعب المغربي لم يعد موجودا،وأن من كان يدعمهم بالأمس أصبح غير مهتم بهم الآن،هي مبادرة وخطوة لتكسير شبح الاحتكار واللعب بمشاعر الآلاف من المواطنين المغاربة،فالشركة لم تكتف بالأسعار الخيالية التي تقدم بها خدماتها للمواطنين، ولم تكتف بالعروض التي تقدم بأسعار لن تجد مثيلا لها حتى في الدول المتقدمة، بل تعاظمت واستأسدت وتجاهلت الشعب المغربي وأوضاعه،وظنت أن لا بديل عنها ،لكن هذه الأخيرة ستصطدم برد فعل لم يكن متوقعا،من شعب طالما استغلته و لسنين عديدة،مستغلة في ذلك عدم وجود شركات منافسة في هذا الشأن ،ومن ثم اللعب بمشاعر المغاربة الذين طالما اعتقدوا الخير في هذه الأخيرة ،يبدو أن اتصالات المغرب بعد تحقيقها النجاح لم تعد تكترث لمشاكل المغاربة،وتجاهلت كل النداءات التي تطالب بحل تلك المشاكل،ربما لأنها وصلت إلى مرحلة الغنى الفاحش و لم تعد تحتاج إلى المواطن الذي ساهم في بناءها بأمواله،دون أن يجد من يرد له ولو قسطا من ذلك الجميل .
فالمغاربة أكثر من أي وقت مضى، حريصون كل الحرص على مقاطعة اتصالات المغرب مهما كلفهم ذلك.فهذه الشركة لم يعد المغاربة ينتظرون منها خيرا ، خاصة وأنها الشركة التي أنهكت جيوبه وجعلته يبقى حبيسا لمخططاتها التي لا تراعي اهتمامات المغاربة ولا تطلعاتهم نحو الاستفادة الهادفة من خدماتها،أي من مشتركي اتصالات المغرب لم تعد لديه تلك الثقة في هذه الشركة،ولم يعد يأمل فيها خيرا.ما يحز في النفس هو كذب هذه الشركة على زبنائها خاصة في الآونة الأخيرة عندما كثر الحديث عن السبب الحقيقي وراء ضعف صبيب الأنترنت ،فالشركة بعد كل تلك الاستفسارات كان جواب الشركة يختلف من مواطن إلى آخر،فمرة يجيبون بوجود عطب في البحر،ومرة يؤكدون ألا علاقة بذلك بالنسبة لمستعملي الانترنت المتنقلة ،فهذا إن دل على شيء إنما يدل على الكذب الواضح لهذه الشركة،فالسؤال الذي يطرح وبإلحاح هنا هو كالتالي ما الذي يجعل المغاربة متمسكين بشركة لا ترعى سوى مصالحها،وتجعل منها القضية الأولى،أما مصالح الشعب فلا حياة لمن تنادي.؟
ما دامت اتصالات المغرب تتمادى في سلوكها الغير الحضاري والغير مسؤول في الاتجاه نحو جعل المواطن المغربي أضحوكة تتلاعب بمشاعره وبأمواله ،ربما وبلا أدنى شك أنها ستعرض نفسها لخسارة ما بعدها خسارة،وتعلن إفلاسها في القريب العاجل،ما دامت أنها لا تخدم مصلحة المواطن .فالمواطن المغربي الذي تكالبت عليه شركات ونخرت أمواله بدون أي حق مشروع،هو اليوم يعي جيدا أن هذه الشركة لم تكن تخدم مصلحته،ولن تخدم مصلحته،وأنه عليه البدء في حمل سلاح المقاطعة في وجه كل من تخطى الحدود،و أراد أن يستفيد من أموال المغاربة بدون مقابل ،فجل المغاربة ممن كانوا زبناء لهذه الشركة قرروا مقاطعتها،وأطلقوا حملات في الشبكة العنكبوتية تدعوا إلى ذلك العمل النبيل الذي يذكرنا بالربيع الديمقراطي الذي أسقط أنظمة ديكتاتورية، فلماذا لا يسقط شركات ديكتاتورية ويعيدها إلى سيرتها الأولى ، إذا كانت حكومة السيد بنكيران تحترم إرادة الشعب وتسعى دائما لخدمته فلماذا لم تتخذ إجراءات في حق مثل هذه الخرقات؟ أم أن الحكومة الجديدة هي بعيدة كل البعد عما يجري على الساحة الوطنية وتسعى هي الأخرى إلى عدم المساس برؤوس الأفاعي خوفا من سم ربما يكون قاتلا في بعض الأحيان. فنحن من هنا ننادي بكل صوت كل الضمائر الحية من مواطني هذا البلد ،وإلى كل الغيورين على أوطانهم،وممن تربطهم علاقة بهذه الشركة أن يتخذوا قرار المقاطعة،وأن يعيدوا الاعتبار للمواطن المغربي الذي مورس عليه الشطط ،اجتماعيا سياسيا واقتصاديا،وأن تكون المقاطعة بمثابة درس لن ينسى لكل من سولت له نفسه الاستخفاف بمشاعر المغاربة .
16/04/2012

0 تعليق على موضوع " "


الإبتساماتإخفاء