الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

المعاناة الدفينة لنساء التعليم


أخريبيش رشيد
كثر الحديث عن معاناة رجال التعليم، وكثرت معه آلامهم التي لم لم تجد حلولا بالرغم من المطالب التي ترفع من حين لآخر،لوضع حد لمشاكلهم،لكن قليلا ما نلقي الضوء على نساء التعليم وعن معاناتهن،التي غالبا ما نسمع عنها في وسائل الإعلام دون أن نضع تلك المعاناة محل نقاش  أو على الأقل التخفيف منها ،لم تكن خديجة الشايب التي فقدت عينها بسبب اعتداء همجي أدى بها إلى عاهة مستديمة سوى صورة مصغرة لمعاناة الكثير من النساء اللواتي ضحين بأنفسهن وبآمالهن من أجل المساهمة في بناء الأجيال،دون أن يجدوا من يحميهن أو يقدرهن.
من الممكن أن نطرح سؤالا يبدو أننا اعتدنا طرحه دون أن يجد من يعطيه إجابة شافية ونهائية ما الذي يجعلهم يهملون نساء التعليم ويتجاهلون مشاكلهن ويعتبروهن مجرد أدوات يمكن استعمالهن عند الحاجة ،دون أن يعيدوا النظرفي مشاكلهن ؟كثير هي القصص التي نسمعها عن نساء التعليم والتي تدمي القلب وتدعونا إلى التفكير من جديد لنعيد رسم خريطة التعليم من جديد،ألا يكفي أن وزارة التعليم في بلادنا ومنذ سنين عديدة ساهمت وبشكل كبير في معاقبتهن عبرالنفي في الجبال بعيدا عن أهلهن وأزواجهن ؟ألم يحن الوقت للوزارة المعنية أن تعيد الأنظار في قضايا من غامرت بزهرة بشبابها وبفارس أحلامها من أجل مهنة طالما أحبتها وضحت بالغالي والنفيس لممارستها ،فمرة سمعنا عن أستاذة تعرضت لإغتصاب ،ومرة نسمع عن قصص التحرش الجنسي الذي لا تسلم منه ولو واحدة من نساء التعليم،إضافة إلى العنف اللفظي الذي غالبا ما تتعرض إليه نساء التعليم.
فنساء التعليم لا تكفينا محن ظروف عيشهن القاصية ،ولا يكفيهم مستنقع العنوسة الذي يتخبطن فيه لتزيدهم الإعتداءات الجسدية حزنا على أحزانهم،في الوقت الذي كانت تتمنى فيه نساء التعليم العيش في حضن عائلاتهن أصبح الآن حلم كل أستاذة أن تعود فقط إلى عائلتها سالمة من الإعتداءات التي تطالها،من أولئك الذين لم يجدوا قانونا يردعهم،ولازجر لتلك الأعمال الهمجية التي لا تقبل بها حتى الأقوام التي عاشت في ظل غياب القانون ، وما بالك ببلد   يحضى بوضع متقدم من الإتحاد الأوروبي ويحلم بالمزيد من الحريات وحفظ الحقوق وضمان ممارستها،فالسؤال الذي يطرح هو كالتالي ما الذي يجعل وزارة التعليم والحكومة بشكل عام تتجاهل مطالب ومشاكل نساء التعليم اللواتي يعانين الأمرين؟
كثرت معاناة نساء التعليم، وكثرت معها الإعتداءات لتزيد الطين بلة وتأزم الوضع ،وتزيده استفحالا بسبب ضعف المساطير تارة لمعاقبة المعتدين،وتقصير من الدولة في حقهن سواء من حيث الإعلام الذي يحاول دائما وفي كل المناسبات تحقير مهنة التعليم ومن يمتهنها،لتكون بذلك قد شاركت في معاناة هؤلاء وإن كان ذلك بشكل غير مباشر.
قد نفاجأ ببعض الأحداث والوقائع والإعتداءات التي تحدث ضد نساء التعليم والتي تسيء لمنظومتنا التعليمية ،وتسيء للدولة المغربية بشكل عام،لكن ما يفاجأنا أكثر هوالصمت القاتل لوزارة التعليم وموقفها من المعاناة التي تعانيها النساء في صمت ،دون أن يجدن من يسمع لآهاتهن،فنساء التعليم اللواتي منعن من التمتع بحياتهن كغيرهن من النساء وفضلن العيش بلا شيء والتخلي عن كل شيء في سبيل مهنة المتاعب التي أريد لها أن تكون مليئة بالمتاعب والمخاطرلغاية في نفس يعقوب هن يتساءلن اليوم عن حقوقهن المهضومة،ويتمنون يوما تعاد فيه حريتهن.
أليس حريا على الدولة أن تعيد النظر في معاناة ومشاكل نساء التعليم،وتعيد ولو بصيصا من آمالهن بعدما فقدن الأمل،وتتخذ إجراءات عملية على أرض الواقع لتعيد التفكير في تلك السياسات التي أثرت وبلا شك بالسلب على منظومتنا التعليمية،وتعيد لأسرة التعليم مكانتها في المجتمع،وذلك بإعطائها حقوقها الكاملة،وليس بتقزيمها بواسطة إعلام لا يجد ما يملأ به برامجه إلا الإستهزاء بالمعلم والنيل منه،وجعله أضحوكة لابد من وجودها، ليكتمل مسلسل التآمرالذي طالما قدمته لنا وسائل إعلامنا الرسمي على طبق من ذهب.؟
من الأهمية بمكان أن نشير إلى أنه في غياب لنية صادقة من الحكومة الجديدة لإصلاح التعليم وذلك في النظر إلى حجر الزاوية الذي هو الأستاذ،وإلى همومه ومشاكله وأن نضع حدا لها وأن نحميه من كل من سولت له الإعتداء عليه، فلن يكون لدينا تعليم يمكن لنا من خلاله مسايرة التطورات،والرقي ببلادنا أسوة بالدول الأخرى التي تجعل الأستاذ محور الرقي والسير بالعملية التعليمة إلى الأمام،أما أن يبقى الوضع كما هو فلن ننتظر إلا مزيدا من المآسي وبذلك الحكم على التعليم بالموت المحقق،الذي يمكن أن يطاله إذا لم نتخذ ما يمنع ذلك
29/04/2012

0 تعليق على موضوع " "


الإبتساماتإخفاء