الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

أشخصك العريان موازين أمولاي



أخريبيش رشيد


في الوقت الذي يتخبط فيه الشعب المغربي،في الفقر والبؤس،وتفاقم الأوضاع الصحية،وغياب العدالة الاجتماعية،نجد الدولة المغربية منشغلة بمهرجانات،وحفلات وسهرات،تهدر فيها أموال الشعب،في مسائل لم تكن لتحدث، لولا غياب الحكامة، وعدم المسؤولية،لتمنح أموال الشعب هدية على طبق من ذهب،لمن لا يستحقونها،وذلك مقابل عروض بهلوانية،لا تمت للفن بصلة،ولا تحترم أخلاق المغاربة،الذين كان من الأولى أن تنفق عليهم تلك المليارات،التي نهبت جيوبهم،ونهبت ميزانية الدولة.
 يبدو أن الحكومة المغربية،التي اختارها الشعب،غير مهتمة بهذا الأمر الذي يأرق الكثير من المغاربة ،وغير مهتمة بأنينهم،وبمشاكلهم، " الفقيه "لنتسناو براكتو دخل الجامع بلغتو" فصرف المليارات من أجل عاريات موملات،لا يجد سنده لا في القانون،ولا في العرف،خاصة في بلد لا يجد فيه المواطنون رغيف خبز،يسد ون به رمقهم،كنا ننتظر من حكومة،أردوكان المغرب،أن تتخذ موقفا شجاعا،في ما يخص تنظيم مثل هذه المهرجانات الماجنة،التي لا تزيد المغاربة إلا إفسادا لأخلاقهم،وطمسا لثقافتهم. من المفارقات العجيبة، التي بدأنا نراها،هي أن الخطابات التي قدمتها الحكومة الجديدة،قبل الانتخابات،هي منافية تماما لما بعد الانتخابات،فموازين الذي كلف ميزانية الدولة،الكثير من الأموال في السابق ،نفس السيناريوهات تعاد،ونفس المسرحيات من معاناة المغاربة،تقدم بألوان الطيف.
فالحقيقة المرة، التي لابد أن تقال،هي أن القائمين على  مهرجان موازين ،ظلوا وأظلوا،ليس عن جهل،وإنما عن تجاهل،فهؤلاء همهم نهب الأموال،والاستهتار بأخلاق المغاربة،وتحقيق الأرباح،على حساب المغاربة،فكيف يمكن للشعب المغربي،أن يستمتع بموازين،في الوقت الذي يستمتع بثرواته،وأموله؟كيف يمكن للشعب المغربي،أن يصفق لمهرجان يعطي قيمة للفنانين الأجانب،بينما يحتقر فنانيه الذين غالبا ما نسمع عن معاناتهم،التي تدمي القلب والعين معا،لذلك ما فتئوا يستنجدون بمؤسسات،لإنقاذ حياتهم،دون أن يجدوا آذانا صاغية؟فلسان حال المغربي يقول ما تركتم فتنة، أضر على المغاربة من موازين.فالمغاربة ضحية سياسات،لا تعير اهتماما للشعب المغربي،ولا تعير اهتماما لمعاناته،فما تركته شاكيرا،ستعود صديقتها ماريا كاري وآخرون لنقرأ بذلك الفاتحة على روح المغاربة جميعا،وتنتصر النخبة وذوي المصالح،الذين ينتفعون على حساب الشعب الذي يناضل من أجل محاربة الجوع،أما تلك المهرجانات فقلما يفكر فيها المواطن المغربي ،الذي لا يجد حيلة،في نبذ مثل هذه السلوكات الغريبة،التي استشرت في بلده،فما الذي يجعل المغاربة يقدمون ،للمغنية الأمريكية 722 ألف دولار، وإلتون جون الذي حصل على 594 ألف دولار، ناهيك عن ماريا كاري التي ستحيي حفلا،في مايو المقبل،مقابل 830 ألف دولار،هذا ما هو معلن،وما خفي كان أعظم. فالمليارات التي تنفق على موازين،والأموال الطائلة ،كان من الأجدر على الحكومة،أن تقدم تلك الأموال لؤلئك،المعطلين الذين ،ترتكب الدولة،في حقهم خرقات، وذلك بتعنيفهم ،واستعمال المقاربة الأمنية،التي لا تزيد إلا تفاقما للوضع،كان من الأجدر لهذه الحكومة،أن تلبي طلبات الأساتذة المجازين،الذين يعانون أزمة تعنت،من طرف الحكومة،التي لا تبالي بمطالبهم.أليس من المخجل الحديث عن مليارات الدولارات،تمنح للمغنيين الأجانب،بينما الفنان المغاربي يجعلونه "خضرة فوق الطعام".؟ ما الذي استفاده الشعب المغربي من ذلك المهرجان ؟ ما هي الإضافة التي يضيفها موازين للمغاربة،غير النهب وضياع أمواله.
منذ 11 عاما وهذا المهرجان، يحاول نشر ثقافة محاربة ما يسميه الخطر الإسلامي،الذي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية،بمباركة دول عربية،اعتقادا منهم،أن ذلك سيحميهم من الثورات،ويحاولون تنويم الشعوب،وإخضاعها للكأس والغانية،لإشغاله عن قضاياه المصيرية،أيهما أزكى من الآخر،إنفاق الأموال على موازين،أم إنفاقها على المستشفيات في المغرب،التي لا تسر عدوا،أم إنفاقها على المدارس العمومية،التي  يبدو أنها خصصت لغير البشر  وليس لأناس يطلبون للعلم والمعرفة، من الأشياء التي تحز في النفس،هو أن هذا المهرجان،يتزامن مع فترة الامتحانات مما يجعلنا ،نعتقد أن هذه الخطة مدروسة مسبقا،فكيف لهؤلاء الطلبة الذين يستعدون لامتحانات،أن يفلحوا في مسارهم الدراسي في غياب التركيز الكامل،أما موازين فهو تشويش عن الطالب إصدار لحقه. من هنا يمكن للشعب المغربي أن يفهم سبب ضعف الميزانيات المخصصة لقطاع الصحة والتعليم؟ من هنا يمكن للشعب المغربي أن يفهم لماذا يعيش الفقر والبؤس؟ فمثل هذه التظاهرات ،هي السبب في تفاقم الأوضاع الاجتماعية،وتفشي ظواهر خطيرة،لطالما بحثنا عن إيجاد حلول لها.
إذا كان هؤلاء الذين يحاولون تنظيم،مثل هذه المهرجانات،إلى إحياء ثقافة الفن ،وذلك بجلب فنانين،من كل أنحاء العالم،كان عليهم أن ينظموا ذلك على حسابهم الخاص،وليس على حساب الشعب المغربي،فمسألة موازين تجارية ،هدفها الربح ،يسعون من خلالها ،إلى جلب عدد أكبر من المشاهدين،ليكون المواطن المغربي الضحية بعينها،أما في عهد الحكومة الجديدة "الإسلامية" فلا حياة لمن تنادي "لا التغير آتى ،ولا الشعب استجيب لمطالبه،وتبقى كل الآمال والأحلام، مجرد شعارات لاتسمن ولا تغني من جوع.


0 تعليق على موضوع " "


الإبتساماتإخفاء