احتفالات عبد الشفل احتفالات دعائية لا تصل إلى درجة الاحتفالات النضالية

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

رشيد أخريبيش
01/05/2019

 بدورنا في هذه الرقعة  الميئوس منها نخلد ذكرى عيد الشغل وسنحتفل كما يحتفل غيرنا في دول العالم بهذه المحطة المهمة في تاريخ الحركة العمالية والنقابية التي لم تأت إلا بعد نضال مرير كلف الطبقة العاملة الكثير من التضحيات .
تخليد ذكرى هذا العيد الأممي في بلدنا لا يعدو أن يكون مجرد احتفال دعائي لا يصل إلى درجة الاحتفالات النضالية التي تقف  عند حصيلة نضال الطبقة العاملة ضد الاستغلال وضد الاستعباد، ولا يعدو أن يكون مجرد احتفال اعتيادي لا علاقة له بتحقيق انتظارات الطبقة العاملة التي تعاني في بلدنا الأمرين .
العالم يحتفل بعيد الشغل من أجل تقييم نضالاته ويحتفل بمكتسباته ويطمح إلى تحقيق الأفضل. بالنسبة للطبقة العاملة في السنوات المقبلة .وماذا عن احتفالنا نحن بهذا العيد ؟
في الحقيقة الوضع قاتم لا يبشر بخير والعام الذي يأتي يكون أكثر قتامة من العام الذي انتهى بسبب التراجعات والانتكاسات وبسبب الاستغلال والاضطهاد الذي تعاني منه الطبقة العاملة في بلادنا.
مع كل ذكرى عيد الشغل تتجند النقابات للدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وتلوح بالتصعيد ضد الحكومة، لكن سرعان ما يختفي ذلك كله وتعود الأمور كما كانت عليه في السابق، وربما أسوء مما كانت عليه لننتظر عيدا جديدا يأتي ليخلصنا من آزماتنا .
الوضع مأساوي في وطننا، أصحاب التعويضات الخيالية مازالوا ينهبون ويستفيدون من تقاعد استثنائي قل نظيره، ويغدق عليهم مما لذ وطاب من أموال الشعب ،والبسطاء محرومون من أبسط الحقوق السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . 
مظاهر الفساد والفقر والبطالة انتشرت بشكل غير مسبوق، موجة غلاء المعيشة تصاعدت بشكل مهول ، والحكومة المغربية مصرة على تجاهل مطالب البؤساء من هذا الوطن .
على ماذا نحتفل مثلا في ذكرى عيد الشغل ؟ هل نحتفل بنضالاتنا التي تتلاشى يوما بعد يوم ؟ أم نحتفل بمكتسباتنا التي لم نحافظ عليها ؟ أم نحتفل بعيد الشغل الذي أصبح مناسبة لدينا نحن البؤساء من أجل أن نمني أنفسنا بمستقبل أفضل قد لا يتحقق إلا في أحلامنا . 
هكذا هو احتفالنا بعيد الشغل في هذه الرقعة السعيدة، أو هكذا أفهم على الأقل هذا الاحتفال بهذه الذكرى الاعتيادية.

0 تعليق على موضوع "احتفالات عبد الشفل احتفالات دعائية لا تصل إلى درجة الاحتفالات النضالية"


الإبتساماتإخفاء