العبودية جزء من حاضرنا

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0




رشيد أخريبيش 
12/05/2019
كل منّا يتساءل عن الجدوى من وراء مشاهد الإذلال التي نراها دائما مع حلول شهر رمضان ، والكلّ يتساءل عن تلك الطريقة المسيئة التي يتمّ .بها توزيع ما سمّي بالمساعدات على المواطنين، وربّما يتساءل البعض من هؤلاء عن تلك الحشود البشرية التي تدافع عن حقّها في البقاء ميتة على وجه البسيطة ، والتي تنتظر في طوابير طويلة من أجل حفنة دقيق لا تسمن ولا تغني من جوع، وربما يتساءل البعض الآخر منّا عن الهدف من التّشهير بالفقراء ،خاصّة وأنّ المساعدات يمكن أن تكون بطرق أخرى غير تلك التي يُصرّون دائماً على تكريسها والتي عفا عليها الزمن. 


فهؤلاء قبل أن يُقدموا على خطوة توزيع المساعدات في شهر رمضان المبارك، وقبل أن يُقدموا على إذلال الشعب بدريهمات معدودة فقد مهّدوا لذلك قبل عقود ،وقد هيّأوا الجوّ لممارسة ذلك الاستعباد قبل ذلك بكثير عبر إثقال كاهل المواطنين بالهموم وبالكثير من المشاكل حتّى أصبح الفقراء من أبناء هذا الوطن الحزين يعتقدون بكل ثقة أنّ ما يحصلون عليه من مساعدات هو منة من أصحاب التعويضات الخيالية الذين نهبوا ثرواتهم واستولوا على حقوقهم وأصرّوا على إذلالهم بوقاحة يندى لها الجبين .

من يحرص على طقوس العبودية هذه ،ومن يتمادى في إذلال الفقراء على المباشر بتلك الطرق الحقيرة فهو يهدف إلى الاستخفاف بهم ودفعهم إلى احتقار أنفسهم والشّعور بالمهانة والتّعود على انتظار الفتات من موائد أصحاب التعويضات الخيالية، ليخضع دائما وأبدا لهؤلاء، وليبقى أبد الدهر بين أيدي اللّصوص الذين يسومونه سوء العذاب .
غاية اللّصوص السياسيين دائما النّهب ،ولا شيء غيره حتّى وإن أظهروا غير ذلك ،وحتى لو أنكروا نياتهم المبيتة التي تحركها المصلحة الشّخصية .
هم يتشابهون في كلّ شيء يتشابهون في طرق الاستغلال، يتشابهون في طرق النهب، ويتشابهون كذلك في طريقة إذلال المواطنين .
هم لا يستطيعون العيش دون إذلالنا ففي إذلالنا حياة لهم و لأبنائهم .
هم لا يستطيعون العيش في مجتمعات تطالب بحقوقها بل في مجتمعات مقهورة تمدّ يدها وتطلب الفتات من قاهرها ..
هم لايستطيعون العيش في وطن يتّسع للجميع بل في وطن يتّسع فقط لأبنائهم وعشيقاتهم 
أما الوطن الذي يُحقّق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرّية والكرامة فهم يُحاربونه بكلّ ما يملكون من قوة ،لأنّهم يعرفون أنّ في أوطان الحرّية لا مجال للاستعباد ،ولا مجال للنّهب ولا مجال لطوابير المهانة ...
ولأنّهم يعرفون أنّ في أوطان الدّيمقراطية التي يصرخ فيها الشّعب من أجل حقوقه بدل أن يسأل الناس ويمدّ يده إلى موائد الذل العار ، لن يتاح لهم المجال للاسترزاق على حساب البؤساء.
كل عام وأنتم إلى وطن العدالة أقرب

0 تعليق على موضوع "العبودية جزء من حاضرنا"


الإبتساماتإخفاء