أيها المغاربة وزيرة السعادة تخاطبكم!

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش

31/01/2018

قد يتبادر إلى أذهان القرّاء أنّنا بصدد الحديث عن وزارة السعادة و محاربة الفقر والقضاء على جميع أشكاله، كما هو معمول به في العديد من الدول التي تؤمن حقا بالسعادة، وقد يعتقد البعض أنّنا بصدد مخاطبة وزيرة السّعادة ، مع أن السّعادة في هذا الوطن مجرد إشاعة أطلقتها الحكومة بزعامة آل العدالة والتنمية.

الوزيرة التي نودّ أن نخاطبها هنا، هي بسيمة الحقّاوي صاحبة اليد الطولى في إنتاج الوهم وتقديمه للمغاربة على طبق من ذهب .

فبما أنّ الوزيرة المحترمة تحرص دائماً وتُصرّ على نفي أي وجود للفقر وللفقراء بالمغرب، فإنّنا لا بأس أن نذكرها عسى الذكرى تنفعها هي وإخوانها من الذين آمنوا بالضحك على ذقون الشعب المغربي، ومن الذين آمنوا باستعباده منذ أن فكّروا في الوصول إلى الحكومة .

هل تتذكر وزيرتنا المحترمة صُراخها في البرلمان ضدّ مهرجان موازين وضدّ تبذير أموال الشعب المغربي عندما كان حزبها في المعارضة؟

هل تتذكرين يا بسيمة تلك البسمة التي كُنت تُبدينها تضامنا مع الفقراء؟ وهل تتذكرين كلّ ذلك الحرص الذي كُنت تظهرينه أمام الفقراء من أبناء الشعب.

كيف اختفى ذلك من قاموسك ؟ وكيف أصبحتِ سيفاً مسلّطاً على رقابهم، وكيف تحوّلتِ من مدافعة عن حقوقهم إلى مدافعة عن حقوق حزبك الذي استعبد البشر والحجر ؟ وكيف تَملكين الجرأة على أن تتهكّمي على أبناء الشعب الذين يقتاتون على الفتات ؟

 لا شكّ أن وزيرتنا المحترمة تريد أن تُقنعنا بأنّ من يعيش بدولارين في اليوم لا يمكن أن نصنّفه في خانة الفقراء .

قد نتفق مع سعادة الوزيرة بأنّ هؤلاء لا يمكن أن نضعهم في خانة الفقراء، ولكن يمكن أن نضعهم في قائمة المُعدمين لأن هؤلاء تجاوزوا مرحلة الفقر بسنوات ضوئية .

الفقر غير موجود على الإطلاق والأرقام التي تتحدث عن الفقر كلّها أكاذيب ُيراد من خلالها زعزعة أمن البلاد واستقرارها وإذكاء نار الفتنة، ومن يملك دولارين في اليوم ويتحدّث عن الفقر، فهو من الذين يعارضون خطة الإصلاح التي باشرتها الحكومة، هذا هو منطق الوزيرة ومن سار على دربها أو هكذا يفكرون على الأقل .

من سيصدّق كلامك أيتها الوزيرة؟ ومن سيثق بك ؟ كلّ الذين تخاطبينهم هم ضحيّة لسياساتكم المنحرفة ،وكلّ الذين تحاولون الضحك على ذقونهم لدغوا من الجحر عشرات المرات، فكيف تحاولون إقناعهم بأنّ مايعيشونه من أوضاع مزرية لا تصل بهم إلى درجة يمكن أن يصنفوا فيها ضمن خانة الفقراء.

من يسمع الوزيرة تتحدث عن البرامج وعن المخطّطات، سيعتقد أنّنا وصلنا إلى مرحلة متقّدمة وأصبحنا نضاهي الدول الغربية في مجال التنمية.

يريدون إقناعنا بأن الحصول على 20 درهما في اليوم يجب أن يكون أقصى أمانينا، يريدون أن يقنعوننا أنّ من يعيش على الخبز والشاي هو أيضا لا يعاني الفقر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضعه في خانة الفقراء .

السؤال الذي يُطرح والموجه إلى وزيرتنا المحترمة هو كالتّالي، إذا كان ساستنا ورجالات الحكومة ينفون نفيا قاطعاً وجود الفقر بالمغرب، فماذا يمكن أن نقول عن أولئك الذين يموتون من أجل لقمة عيش في هذا الوطن؟ ماذا عن أولئك الذين يدفع بهم رغيف الخبز إلى أن يُغامروا بحياتهم ؟

ماذا عن النّساء اللّواتي فقدن حياتهنّ من أجل كيس طحين واللّواتي تحدّثتِ عنهنّ بسوءٍ وقلت إن سبب موتهن راجع ٍإلى اللهط (اللهفة) ،ماذا عن الشّعب الذي أصبح أغلبه يرى في الهروب من جحيم الوطن فرصة العمر ؟ ما الذي يجعل الشّعب يخرج إلى الشوارع في العديد من المدن المغربية مطالبا بحقوقه ؟

قد يكون هؤلاء مثلا يُعبّرون عن سعادتهم بوضعهم المعيشي الذي وفرته لهم الحكومة يا سعادة الوزيرة ؟

الفقر موجود في البلد والكلّ يعرف هذه الحقيقة، والكلّ متأكّد من أنّ حزب العدالة والتّنمية منذ أن أصبح راكباً مجّانياً وهو يستغل الشّعب ويستفيد من مآسيه التي لا تعدّ ولا تحصى .

حزب العدالة والتنمية الذي ُينفّذ أجندات أسياده هو يعرف الحقيقة جيّداً كما يعرفها هذا الشعب الذي يعاني الويلات جيدا أيضا ، لذلك فليرحموا عقول أبناء هذا الوطن الذين لو فتح الغرب حدوده لما بقي منهم أحد، بإستثناء هؤلاء الذين يزيّنون للشّعب أعمالهم والذين يستعبدونه إلى أجل غير مسمّى .

ولكي نختم مع الوزيرة المحترمة التي تدافع عن الباطل ولا تجد حرجاً في التطبيل للوهم والتي لا تكتفي به، بل تحاول مراراً الدّفاع عنه ومحاولة إقناعنا به، نقول لها عذراً أيّتها الوزيرة ماعاد أحد يصدّقكم في هذا الوطن، وما عاد أحد من الشّعب يرى مستقبله في وجود أمثالكم في الحكومة.

0 تعليق على موضوع "أيها المغاربة وزيرة السعادة تخاطبكم!"


الإبتساماتإخفاء