لقد نجحوا في تدمير التعليم

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0



06/11/017
رشيد أخريبيش
بما أن القُبل حلال داخل حجرات الدّرس وبما أنّ ممارسة الحب في المؤسسات التعليمية أصبح من الأشياء الطبيعية فلا نستغرب أن توجّه اللكمات هي الأخرى إلى الأستاذ في حجرة الدرس فإذا كان الحب قد أدّى بصاحبه إلى البستنة فربّما اللّكم يؤدي بصاحبه إلى الدرجات العلا من يدري ، فما العيب في ذلك كله فهو يدخل في إطار الحرّية التي يجب أن يتمتّع بها التّلميذ خارج الفصل وداخله. 
أن يتمّ التّساهل مع التلاميذ وتشجيعهم على مزيد من الممارسات اللاّأخلاقيّة ضد أساتذتهم فهذا يعني أننا وصلنا إلى الحضيض ووصلنا إلى درجة أصبح فيها الاعتداء على الأساتذة مفخرة بالنسبة للبعض . 
نحن نعرف أنّ هناك من يحاول تدمير المنظومة وهناك من يحاول أن يقزم دور الأستاذ وهناك من يسعى إلى القضاء على المدرسة العمومية لغاية في نفسه، كل هذا معروف وقد بدأ ذلك منذ زمن بعيد .
ولكن أن نجد من يلتزم الصمت حيال ما يحدث في المدرسة وحيال هذه الاعتداءات فهذا ما لم يكن في الحسبان، وهذا ما لم نكن نتوقعه على الإطلاق 
أصحاب القُبل ومن يدافعون على حرّية "البوسان" وممارسة الحب في المدارس لم ينبسوا ببنت شفة ولم يحرّكوا ساكنا إزاء ماحدث للأستاذ الذي تمّ الاعتداء عليه بشكل وحشي وسط الفصل، ولم نر من هؤلاء لا بيانات استنكارية ولا حديث عن الضحية ولا هم يحزنون .
طبيعي جدّا أن تحدث مثل هذه الاعتداءات مادام أنّ هناك مخطّطات ممنهجة من طرف من لهم مصلحة في ضرب التعليم العمومي .
القصّة لم تبدأ مع الأستاذ الذي تمّ الاعتداء عليه مؤخّرا، ولم تبدأ مع حالات الاعتداء التي طالت أساتذة قبله،بل القصّة بدأت عندما فكّروا في تقزيم دور الأستاذ في الإعلام وفي الشارع وبدأت عندما حاولوا محو هيبته داخل القسم وخارجه ولمن يشكّ في هذا الكلام ندعوه لمتابعة ما يقدّمه الإعلام العمومي وما تقدّمه القنوات الفضائية من سياسة مفضوحة تجاه الأستاذ والتي تسعى إلى تشويه سمعته ومحاولة تغييبه وتغييب دوره المحوري في تربية الأجيال .
ما يحدث في مؤسساتنا التعليمية وصل إلى حد لا يطاق، فإذا كانت الاعتداءات المتكرّرة في حق الأستاذ جريمة فإنّ السكوت عليه جريمة أكبر منها، 
يجب أن يعرف الجميع أنّ هناك من يحاول أن يجعل من قضية الاعتداءات حالات متفرقة تحدث من حين إلى آخر، وهناك من يحاول الترويج لفكرة مفادها أنّ ما يحدث في مؤسساتنا التعليمية لا يصل إلى درجة الظاهرة ، وهذا مجرّد ذر الرماد في العيون ومحاولة يائسة للهروب من الواقع الذي يندى له الجبين .
هم نجحوا بالفعل في تقزيم دور الأستاذ ونجحوا في شيطنته عند عموم الشعب ،كما نجحوا أيضا في تغييب دوره وهم الآن بصدد القضاء نهائيا على المدرسة العمومية لكن يجب أن يعلم الجميع أنّ الهجمة الشرسة على قطاع التعليم و توجيه الضربات إلى الأستاذ وتحميله ما لا يستطيع عليه صبرا هدفه إعلان الحرب على المدرسة العمومية التي تتّجه الآن نحو التقهقر والإفلاس.
لقد نجحوا في تدمير التعليم أيّها السادة 

0 تعليق على موضوع "لقد نجحوا في تدمير التعليم"


الإبتساماتإخفاء