شعب يسبيع روحه من أجل لقمو عيش

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش

03/08/2017
من أجل لقمة العيش أصبحنا نبيع أرواحنا ،ومن أجلها أصبحنا نُعرِّض أنفسنا للخطر. بحثنا عن الخبز في كل مكان ،في القفار، في البحار، وحتى في أفواه الأفاعي المليئة بالسموم .
الكل شاهد كيف قُتل الرّجل الذي أطلق عليه المغاربة اسم مروض الأفاعي ،وهو ليس كذلك فهو في الحقيقة متسول ضاقت به الدّنيا بما رحبت فاختار أن يكون صديق الأفعى التي فاجأته في النهاية بلسعة أردته قتيلا وسط جموع المتفرجين.
الكل يتساءل عن السّبب وراء تلك اللّسعة، والكلّ يُحاول أن يفهم لماذا هاجمت الأفعى صاحبها، ولماذا أردته قتيلًا، لكنّ الجميع لم ينبس ببنت شفة ولم يكلف نفسه عناء البحث عن الأسباب التي دفعت بالرجل إلى مواجهة الأخطار، ولا عن الأسباب التي جعلته يحمل معه سُمّا زُعافا يطوف به أرجاء البلد ؟
لا أحد يُنكر أن جلّ المغاربة يعيشون واقعاً مُؤلماً، ولا أحد يُنكر أن حصول أغلبهم على لقمة العيش أصبح حُلماً بعيد المنال، لذلك لا نستغرب إن لاحظنا كيف يُغامر مواطن بحياته وبحياة أسرته في البحر من أجل البحث عن لقمة عيش في بلاد الغرب بعدما تنكّر له وطنه، ولا نستغرب إن شاهدنا مواطناً يموت بسم أفعى أمام الملأ بعدما وجد أن سم الأفاعي ربما أرحم من سم ساسته الذين يستعبدونه آناء الليل وأطراف النهار.
أي وطن هذا الذي لم يستطع أن يُوفر لمواطنيه لقمة عيش ورغيف خبز ؟ أي وطن هذا الذي لم يستطع المواطن أن يجد فيه فرصة عمل تحترم كرامته كإنسان؟ أي وطن هذا الذي يوزع الموت على مواطنيه بالمجان؟
دعونا نتحدث بصراحة بعيداً عن شعاراتهم وبعيدا عن خطاباتهم التي كشفت الأيام زيفها .
الشعب أصبح متسولاً بشتى الطرق، والمواطنون يقدّمون أرواحهم في سبيل لقمة عيش فماذا بقي لنا بعد كل هذا الذي يحدث ؟
الرّجل الذي قتلته الأفعى هو ضحيّة لسياسة التفقير التي نهجتها الحكومات المتعاقبة في هذا البلد السعيد، والتي ينهجها الساسة العظام الذين أهلكوا الحرث والنسل و عاثوا في بلاد المغرب فسادا.
ونحن بدورنا الآن نتساءل بكل حسرة وآسف ،لماذا حوّلوا نصف الشعب إلى متسولين لماذا حولونا إلى باعة متجولين لماذا كسّروا طموحنا لماذا أداروا لنا ظهورهم وتركونا نهرول و نبحث عن لقمة عيش كثيرا ما تؤدي بنا إلى الهلاك .
متى يستيقظ ساستنا ،متى يفهمون ،متى يستوعبون ،متى يُدركون أن الأحوال تغيّرت وأنّ شعوب دول العالم تعيش في بحبوحة وتعيش في رفاهية ورغد، بينما الشّعب المغربي المقهور الذي يعيش تحت الاستبداد وتحت رحمة الظلم، لازال يتسوّل في الشوارع طلبا في لقمة عيش تبقيه ميتا على وجه البسيطة .
رحم الله جميع المغاربة الأموات منهم والأموات الأحياء الذين مازالوا يصارعون الاستبداد.

0 تعليق على موضوع "شعب يسبيع روحه من أجل لقمو عيش "


الإبتساماتإخفاء