إلى أنصار حزب المصباح هذه ضريبة انحيازكم للمخزن

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

03/09/2016
رشيدأخريبيش
مراراً قلنا إن حزب العدالة والتنمية اختار الخيار الخطأ، عندما انحاز إلى المخزن وقلنا مراراً إنّ هذا المخزن الذي ارتموا في أحضانه لن يقبل بهذا الحزب مهما قدم من تنازلات.
منذ وصول  حزب المصباح إلى الحكومة وهو يحاول استعباد الشعب، ومنذ أن دخل في المؤامرة ضد الشعب وهو يقدم للشعب المآسي.
دخل بحجّة محاربة الفساد، ووعد الشعب بتغيير أوضاعه نحو الأفضل، لكن عندما مكّنه الشعب من السلطة، تفنّن في استعباده عبر قرارات ما أنزل الله بها من سلطان.
خذل الشّعب وراح يتملّق للمخزن وظنّ أنّ المخزن سيحميه من بطش الشّعب ، لكن كل تخميناته ذهبت في الاتجاه الخاطئ، ولعلّ تلك الشيطنة التي يتعرض لها من كل جانب هذه الأيّام خير دليل على أنّ المخزن خذل الحزب وبات من الواضح أنه يريد التخلص منه بأي طريقة.
لم يشفع للحزب ما قدّمه من تنازلات من طرف قياداته، ولم يشفع له ذلك الانحياز المفضوح للدولة العميقة ولم يشفع له ذلك التملق الذي فاق كل التوقعات،  لكي يبقى في حضن المخزن .
مراراً وتكراراً يخرج علينا قادة  من حزب المصباح يذكّرون الشعب بسلوكهم الحسن تجاه المخزن  و مراراً يحاولون التخلص من التُهم التي تفسد علاقاتهم مع الدولة ، فهؤلاء ذهبوا بعيداً في هذا  الأمر ووصلوا  إلى حد أنكروا فيه إسلامية حزبهم العتيد لإضفاء طابع المدنية عليه إرضاءً للمخزن ومن يسبح بحمده.
كل المؤشرات تظهر بما لا يدع مجالا للشك أنّ التخلص من الحزب قريبة جداً وأنّ إعلان موته السريري بات قريبا ، وهذا ما  يظهر من خلال ما أقدمت عليه وزارة الداخلية عندما قررت منع أي استطلاع رأي يمكن أن يشوش على سير العملية الانتخابية المقبلة حسب زعم  الوزارة، وكذلك من خلال العديد من الفضائح التي يتم فيها التركيز على الحزب آخر هذه الفضائح قضية القيادي البارز في حركة التوحيد والإصلاح مولاي عمر بنحماد الذي ضبط متلبسا مع خليلته التي تنتمي إلى نفس الحركة .
أنصار حزب العدالة والتنمية لم يصدّقوا ما وقع واتّهموا الدولة العميقة بفبركة التهم، وسعت إلى نفي التّهم عن زميلهم، وقالوا إنّها أفاعيل المخزن لكنّهم لم يفهموا جيّدا أنّ هذا المخزن الذي يتحدّثون عنه والذي يلقون عليه التّهم قد شاركوا معه في مسرحيات الإصلاح منذ 2011 عندما وعدوا الشعب بمستقبل أفضل.
بما أنّ حزب المصباح قد شارك المخزن في إعلان الحرب على الشعب، وبما أنّه انساق وراء حملة الانتقام من الشّعب، فإنّه من الطبيعي الآن أن يواجه حملة هذا المخزن للإطاحة به.
على من يعول حزب المصباح الآن ونحن على موعد مع انتخابات برلمانية، خصوصا بعد سنوات من القرارات العشوائية التي انخرط فيها الحزب والتي أرهق بها كاهل المواطن ؟
على من يعول هذا الحزب وقد تنكّر له المخزن وأصبح يواجهه في كل خطوة يقدم عليها ؟
على من سيعول  حزب المصباح وقد أعلن الحرب على الشعب وأذاقه الويلات ؟
المخزن الذي ساعده الحزب على الانتقام من المغاربة سيخذله إن لم يكن قد خذله، والشّعب الذي تجرّع السّم الزعاف لن يقبل أن يلدغ من الجحر عشرات المرات.
الشعب المغربي يتذكر جيّدا هذا الحزب ، يتذكر وعوده مشاريعه الوهمية ، انبطاحه للمخزن واستسلامه للفساد والمفسدين، كما يعرف جيدا أنّ هذا الحزب لن يكون في مستوى تطلعاته مهما منحه من فرص للوصول إلى سدة الحكومة .
الشعب المغربي لن ينظر بعين الشفقة في حزب طالما استعبده، ولن يقبل بتلك المسرحيات التي قدمها على  أنظاره هذا الحزب، كما لا يمكنه أن يجدّد ثقته فيه لأنّ المنطق يفرض فيمن فقد الثقة أن يتخذ الحيطة والحذر وأن لا يدخل في مغامرة غير محسوبة العواقب كما دخل فيها أول مرة .
كل الأحزاب المغربية التي تمكّنت من الوصول إلى السلطة في المغرب، كانت دائما تخدم أجندات سلطة التحكم وحزب المصباح كان واحدا من بين هذه الأحزاب التي عملت على استمرار الاستبداد، وهذا يعرفه الكل في المغرب برغم ادعاءات حزب المصباح التي  غالبا ما يحاول من خلالها تبرئة نفسه.
مخطئ من يعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيكسب قلوب المغاربة من جديد ومخطئ أيضا من يظن أن الشعب سيضع ثقته في الحزب لمرة أخرى فكل الذين يتحدثون عن المفاجآت التي من الممكن أن تقع في الإنتخابات المقبلة هم واهمون لأن كل الوقت  استنفذه الحزب ولم يعد لديه ما يقدمه للشعب سوى الوعود الكاذبة .
تقبل الله أيامكم في الحكومة .

0 تعليق على موضوع "إلى أنصار حزب المصباح هذه ضريبة انحيازكم للمخزن"


الإبتساماتإخفاء