الكاتب رشيد أخريبيش: حزب المصباح يحفر قبره بيده رشيد أخريبيش

08/06/2016

حزب المصباح  يحفر قبره بيده

رشيد أخريبيش

العار كل العار إذا فكّرتم في التصويت لغير حزب رئيس الحكومة، والعار كل العار إذا قرّرتم منح أصواتكم  لحزب يعارض سياسات بنكيران وإخوانه، وإذا وقعتم  في الخطيئة وسبق لكم أن سقطتم  في المحظور، فلتعلنوا  التوبة إلى السيد رئيس الحكومة وإلى إخوانه المؤمنين عسى أن يطهركم ذلك من الذنوب والمعاصي التي اقترفتموها وأنتم تدلون بأصواتكم يوم الإقتراع.

بعد أن أهانهم في البرلمان عندما قال إنّهم يضربون البندير بعد وجبة العشاء، ها هو الرجل يعود ليُهين سكّان البوادي من جديد عبر كلام ينّم عن حقد دفين يحمله السيد بنكيران تجاه هؤلاء الذين يعيشون المآسي في وطنهم .

"خاصكم تغسلو هاد العار للي لصق فيكم في انتخابات 2015 بالصابون وجافيل وكافة الوسائل باش توليو نقيين".

حسب المنطق البنكيراني ،من صوّت لصالح حزب  العدالة والتنمية شريف وطني،  مسلم مؤمن جزاءه جنات عدن، ومن صوّت لغيره، غير وطني  خائن غير طاهر ، عليه بالتوبة والرجوع إلى الطريق المستقيم الذي شيده آل العدالة والتنمية .

بعد هذا الكلام الذي سمعناه،  يمكن القول  أنّ الرجل يقود حملة ضد البسطاء من أبناء الشعب من الذين يعيشون في الكهوف وفي الجبال والصحاري بلا أدنى شروط العيش الكريم، خاصّة وأنّ هؤلاء لا يصوّتون لهذا الحزب الذي لم يقدم لهم سوى الوعود الكاذبة .

فالرجل يحاول إقناع المغاربة بأنه الأفضل على الساحة وأنّ سكّان البوادي من الذين لا يصوتون لصالح حزبه مخطئون، وأن اختيارهم لأحزاب  أخرى هو الضلال المبين، وهو بذلك يعتقد أنّه بتلك الحملة سيقنع هؤلاء بضرورة التصويت له وإعطاء الفرصة لحزبه من أجل الوصول إلى الحكومة، كي يتمكّن من استعباد الشعب مرة أخرى .

ماذا قدّم رئيس الحكومة لسكّان البوادي لكي يصبح واعظهم الأكبر  الآن؟ وماذا أضاف لهؤلاء منذ أن اعتلى  عرش الحكومة ؟

سكّان البوادي لا يريدون نصائح ولا يطمحون في جنة العدالة والتنمية، ولا يهمّهم المصباح ولا الفانوس، ولا يهمهم أن تكون الأحزاب إسلامية أو علمانية، و لا يهمها أن يكون من يترأس  الحكومة واعظا دينيا  بل الأهم لدى هؤلاء جميعا أنهم يحتاجون إلى من يفرج عنهم همومهم التي فاقت كل التوقعات.

 العار الذي سيغسله سكان القرى هو ذلك العار الذي لحقهم عندما وضعوا ثقتهم في حزب المصباح والعار الذي سيغسلونه، هو ذلك العار الذي ولد مع صعود هذا التيار الذي استعبد البشر والحجر.

على سكّان البوادي من الذين طالهم بطش حزب المصباح الذي يعدهم الفقر ويمنيهم، أن يشمّروا على سواعدهم لمواجهة هذا الحزب، وأن يقفوا سدا منيعا ضد هذا الحزب الديكتاتوري الذي أعاد بنا إلى الوراء لعقود .فحزب العدالة والتنمية  لم يقو على المفسدين ولم يستطع محاربة المجرمين من الذين أجرموا في حق الوطن ، فعاد يظهر عضلاته على البسطاء ويستقوي عليهم عبر قرارات ما أنزل الله بها من سلطان.

من يجب أن يشعر بالعار ليس الشعب وليس سكان البوادي وليس سكان المدن بل من يجب أن يشعر بالعار والخزي هو حزب العدالة  والتنمية الذي وعد الشعب فأخلف وعده من يجب أن يغسل العار  " بالما القاطع "هو رئيس الحكومة صاحب البهرجة داخل البرلمان والذي يمطر شعبه بالوعود الكاذبة في كل مناسبة . سكّان البوادي من حقّهم أن يختاروا ومن حقهم أن يصوتوا على من يرونه قادرا على خدمة مصالحهم كما من حقهم أن يقاطعوا الانتخابات إذا رأوا أنّ تلك الانتخابات لا تزيد سوى في تعميق المآسي وأنّها لا تحقق سوى مصلحة أصحاب التعويضات الخيالية من الذين آمنوا بالكرسي .

نهاية حزب المصباح ستكون على يد سكّان البوادي، وأفول بنكيران وإخوانه سيأتي من جهة هؤلاء الذين طالما يوجه لهم  رئيس  الحكومة الإهانات، ومن يدري ربما تكون  نهاية طغيانهم على أيدي هؤلاء البسطاء الذين اكتووا بنار آل العدالة والتنمية .