الكاتب رشيد أخريبيش: حج مبرور من أموال الشعب المقهور رشيد أخريبيش

رشيد أخريبيش 

10/06/2016

حج مبرور من أموال الشعب المقهور

رشيد أخريبيش

ولأنّ السادة نواب الأمة   "مْخْصُوصينْ " قرر البرلمان المغربي منحهم تأشيرة الحج لهذا الموسم في إطار دعم هؤلاء الذين يعملون ليل نهار من أجل مصلحة الشعب ،قرّر منحهم تأشيرة الحج من أموال الشعب ،لأن هؤلاء لا قدرة لديهم على الحج من أموالهم الخاصة وبهذا لا يستحقون سوى التّحية والتقدير وكل عبارات التهنئه على هذه الهدية التي جاءتهم في الوقت المناسب.

نوامنا  العظام سيحجّون البيت من أموال الشعّب، وسيقصدون البيت الحرام لغسل الذنوب والآثام وسيستغلون الفرصة لأداء فريضة الحج لهذا العام  من أموال شعب الذي لا يجد حتى ما يسد به رمقه في هذا الشهر الفضيل.

حج ّالبيت من أموال الشّعب المقهور  خطوة إيجابية نحو تحقيق العدل والمساواة في البلد، وخطوة أيضا لدعم جهود الحكومة الرامية إلى محاربة الريع والفساد كما جاء على لسان  رئيس الحكومة قبل أن يصل إلى سدة الحكومة.

من كان يعارض منح تأشيرة الحج للفرق البرلمانية ومن كان يعتبر ذلك من الريع أصبح الآن يدافع عن ذلك بكل ما يملك من وسائل ويعتبره حقا مشروعا، والحرام تحوّل بقدرة قادر إلى حلال والريع تحوّل إلى حق والفساد أصبح الكل يدافع عنه، والضّحية ذلك المواطن المقهور المعدوم الذي يقتات على  الفتات،

يغدقون عليهم بالأموال يتّم إعفاءهم من الضرائب يتفضّلون عليهم بأنواع السيارات يتكلّفون بعلاجهم في مستشفيات غربية، ينعمون عليهم بالهبات والهدايا، والشعب المسكين مازال ينتظر  قفة رمضان التي غالبا ما تكون فرصة لتركيع المواطن وإرغامه على التصويت لصالح السماسرة الذين يستغلون مثل هذه المناسبات للّعب بمشاعر المواطنين.

يجب على من يدافع الآن عن تأشيرة  الحجّ الخاصة بالسادة البرلمانيين، وعلى من يدافع الآن على ذلك الريع أن يجلس مع نفسه ويعيد قراءة نفسه قراءة صحيحة، ويفكر في ما إذا كان حجه على حساب الشعب المغربي المقهور سيكون صحيحا؟

هل يظن هؤلاء أنّ الله سيتقبّل منهم؟ وهل يظنّون أنّ الله سيكافئهم على زيارتهم للمسجد الحرام "بليكي" دون أن يكلّفهم ذلك ولو سنتيما واحدا من أموالهم الخاصة ؟

فليعلم هؤلاء الذين فرحوا فرحا شديدا بذلك ، أنّ هناك من أبناء المغاربة من لا يجد حتى قوت يومه، وليعلموا أنّ هناك من هؤلاء من يعيش في الشوارع بلا سكن يقيه حر الشمس ويقيه شر البشر ،وأنّ هناك من لا يملك رغيف خبز حتى  ليوم واحد   .

المغاربة الذين ستحجون على حسابهم والبسطاء الذين ستسرقون أموالهم من أجل حج البيت لن يسامحوكم ، وأموالهم التي سُلبت منهم ظلما وعدوانا لتعود إليكم، لن تكون سوى وبالاً عليكم يوم القيامة .

سبحان من يبدّل الأحوال، وسبحان من يكشف عن الساسة الأستر والأقنعة، وسبحان من يفضح الخونة وعشاق التعويضات الخيالية الذين استغلوا الدين للوصول إلى السلطة والذين انقلبوا رأسا على عقب  .

هذا جزء صغير من مسلسل الاستغلال  الكبير الذي بدأته حكومة الإسلامويين وما خفي كان  أعظم والآيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجئات .

طوبى لنوابنا العظام، حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور  بأموال الشعب المقهور الذي يعيش في الجحور.