لماذا يضرب سكان البوادي البندير يا سعادة الرئيس

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

02/06/2016
لماذا يضرب سكان البوادي البندير  يا سعادة الرئيس ؟؟
رشيد أخريبيش
يبدو أنّ رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران قد خرُفَ وشاخ وفقد صوابه في آخر أيامه في الحكومة، فبدأ يهذي بما لا يدري، خاصة  عندما قرّر أن يعود إلى مسرحية إهانة الشعب التي عوّدنا على تقديمها أمام أنظارنا كلما أتيحت له الفرصة 
ضحك على ذقون المغاربة لسنوات، أذاقهم الويلات آلاف المرات، وها هو الآن يهينهم في قبة البرلمان وعلى المباشر، عبر الاستهزاء بشريحة عريضة من المجتمع المغربي خاصة التي تقطن في البوادي والتي لم يصلها من مغرب التغيير منذ الاستقلال  سوى الإهانات. 
سكّان البادية يضربون البندير بعد كل وجبة عشاء حسب رئيس الحكومة، لأنهم يعيشون الرفاهية و يعيشون في ظروف ملائمة التي وفّرتها لهم الحكومة 
بما أنّ رئيس الحكومة فضّل أن يهين المغاربة ويضحك على ذقونهم في قبة البرلمان، وبما أنّه سار على نهج إخوانه من الذين لا يؤمنون إلا بالكرسي، فإنّه لا بأس أن نذكر سيّادتة ببعض الحقائق التي ربما لا يعرفها أبناء  المدينة الذين عاشوا الرفاهية والذين ينتمي إليهم رئيس الحكومة،  خصوصا تلك التي تتعلق بالعالم "الخلوي" وبسكّانه الذين ربّما لم يسمعوا بالحكومة ولا بالبرلمان، والذين يتمنّون فقط أن يحصلوا على ما يمكّنهم من البقاء أمواتا على أرض المغرب، فكيف بهم أن يضربوا البندير؟ وكيف بهم أن يرقصوا فرحاً كما يقول سيادة الرئيس ؟
تمنّينا لو أنّ سكان البوادي وُفِّرت لهم الظروف لكي يرقصوا وتمنّينا لو عمّت السعادة بيوتهم، وتمنّينا لو أنّ هؤلاء  حملوا البندير ليُعَبِّروا عن فرحهم بما تقدّمه لهم الدولة من خدمات، لكن لا حياة لمن تنادي، فسكان البادية الذين يهينهم بنكيران من داخل قبة البرلمان لا وقت لديهم   للفرح،  ولا لحمل البندير، و لا يمكنهم حتى التفكير في ذلك فأوضاعهم لا تسر عدوّاً. 
من يموت برداً في الجبال بلا أدنى التفاتة لا يمكنه أن يفرح، ومن يعاني التهميش والفقر لا يمكنه أن يرقص فرحاً كما يقول رئيس الحكومة. 
سكان البوادي يعانون في صمت، لا صحّة ولا تعليم ولا تنمية ولا هم يفرحون، سكان يعيشون في عزلة تامّة عن عالم سي بنكيران وإخوانه من الذين يجلسون إلى جانبه  في قبة البرلمان، ومن الذين ينعمون بتقاعد مريح ينسيهم معاناة شعب بأكمله .
يجب على رئيس الحكومة أن يعرف جيّداً أنّ سكان العالم القروي ليس لديهم الوقت لضرب البندير ، وإن ضربوه فإنهم بذلك  يعبّرون عن سخطهم من حكومة لا تقدّم لهم سوى الأحزان. 
سكّان المناطق النائية مشغولون  بتحضير الأكفان والاستعداد لمرحلة تأبين شهداء الثلج الذين تختلط ألوان أكفانهم البيضاء بلون الثلوج كل سنة ، ومشغولون بحفر القبور لأبنائهم الذين يسقطون بالجوع، ومشغولون بصحة أبنائهم الذين يرحلون بعيدا عن أعين وزارة الصحة ، ومشغولون أيضا بأبنائهم الذين يقطعون عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى مدرسة   النجاح .
من يفكّر في قطع الكيلومترات من أجل التسوق ومن يعمل في الحقل من طلوع الشمس إلى غروبها لا يفكر في الغناء ولا في الرقص، ولا يحلو له حمل البندير ولا ضربه ،
ماذا أعددت يا سعادة الرئيس لسكان البوادي وماذا قدّمت لهم منذ أن تولّيت المسؤولية، لا شيء سوى الوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع  .
نحن نعرف وكما يعرف الجميع أنّ رئيس الحكومة لا يروقه  الحديث عن البادية،  ولا يعجبه كثيرا من يتحدث عن آهات هؤلاء ولا عن معاناتهم لأن هؤلاء ببساطة لا يمنحون أصواتهم لحزب المصباح، ولا يتعاملون مع إخوانه من الذين يتاجرون في الدّين ، لذلك من الطبيعي أن نفهم حرص رئيس الحكومة على توجيه سهام النقد لهؤلاء، وحرصه أيضا على توجيه الاهانات لهم.
سكان البادية لا يصوتون على العدالة والتنمية ولن يصوتوا على حزب باع لهم الوهم على طبق من ذهب ولن يكونوا قطعانا عمياء تهرول جهة الصوت،
سكان البوادي يصبرون على الظّلم وعلى البطش وعلى الفقر وعلى التهميش ، يعملون بعرق جبينهم في الحقول بشكل يومي. 
لا تقارنوهم بمن يجلس في المكاتب المكيفة، وبمن يتقاضى مبالغ مالية خيالية من خزينة الدولة ، ولا تقارنوا هؤلاء بنوام الأمة الذين يأخذون قسطا من الراحة في البرلمان، ولا تقارنوهم بمن يتغيّب منهم عن الجلسات دون حسيب أو رقيب،  
فحتّى لو حاولنا تصديق رواية رئيس الحكومة أنّ سكان البوادي يضربون البندير  فإنّ البندير أفضل بكثير من الطاسة التي يضربها البعض من الذين تعهدوا على خدمة الشعب .
فضرب البندير بعد وجبة العشاء التي لا تتعدى الخبز والشاي عند أغلب السكان  أفضل بكثير  من عمليات تضرب فيها مصالح الوطن بأكمله.
فحمل البندير أفضل من حمل أموال الشعب إلى خارج البلاد، وضرب البندير خير لهؤلاء من ضرب الشعب كما فعلتَ أنتَ ومن معك من الأحزاب المتملقة عندما قررتم أن تضربوا القدرة الشرائية للشعب   المغربي، وعندما قررتم الانتقام  منه "بلا حشمة بلا حيا".
تذكّر أنت ورفاقك من الذين استعبدتم الشعب  أنّ التاريخ لا يذكر الجبناء بخير، وتذكروا أن خيانة الشعب هي خيانة للوطن فالسلطة  ستزول والحكومة ستتغير والخيانة ستبقى أبد الدهر .

0 تعليق على موضوع "لماذا يضرب سكان البوادي البندير يا سعادة الرئيس"


الإبتساماتإخفاء