ماذا عن تمديد ولاية بنكيران

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

30/05/2016

شيد أخريبيش

إلى أنصار الزعيم الذي لا يقهر، إلى أتباع الرجل الذي غيّر المغرب على الأوراق، إلى من بذلوا الغالي والنفيس من أجل أن يتربّع سيدهم على عرش الحكومة، إلى من يلهثون وراء تصريحات زعيمهم، ويحاولون منحها القدسية، إلى كل من جعلوا من بنكيران إله يعبد من دون الله،إلى هؤلاء جميعا نقدم هذه الرسالة.

يجب على الأنصار وعلى من صدق الأوهام، أن يعرف جيّدا أنّ حزب الملائكة، وحزب أنصار الله الذين جاءوا لنصرة الدين وتغيير البلاد والذين أعلنوا عن محاربة الفساد والمفسدين، ظهر اليوم على حقيقته وكشّر عن أنيابه، عندما قرّر أن يمدّد فترة ولاية رئيسه، عبد الإله بنكيران، عاماً إضافياً، ما يؤهل هذا الأخير لرئاسة حكومة البلاد لولاية ثانية، في حال تصدر حزبه الانتخابات البرلمانية المقبلة

حزب العدالة والتنمية غالبا ما كان يتشدّق بالديمقراطية الداخلية وغالبا ما كان يظهر للمغاربة وللعالم أيضا أنّه الحزب الوحيد الذي يمارس الديمقراطية وهو الحزب الوحيد الذي يسعى إلى نبذ الديكتاتورية وغالبا ما كان يجد دعما من الأنصار الذين صدّقوا تلك الرّوايات لكن الآن قد حصحص الحقّ وظهرت كل ألاعيب الحزب التي كان يرويها على مسامعنا وبدا واضحا أنّ أباطيله قد انكشفت.

الديمقراطية الدّاخلية التي أوهموا بها الشعب المغربي، هي تلك التي أظهروها عندما قرّروا تمديد ولاية رئيسهم لكي يتمكن من رئاسة الحكومة، ولكي يتمكن من استعباد أتباعه مرة أخرى.

من كان يناهض ديمقراطية الأحزاب الأخرى، ومن كان يشكك في طريقة تنصيب أمناء هذه الأحزاب، هو من يمارس الديكتاتورية اليوم، وهوّ من يساهم في إنتاج حزب لا مجال فيه للديمقراطية.

هل يستطيع أبناء حزب العدالة والتنمية أن يعترضوا على قرار صادر من بنكيران ؟ وهل بإمكانهم أن يقفوا في وجه هذا الزعيم، إذا ما ظهر أنّ الرجل يسعى إلى التحكم في الحزب ؟؟
أنصار المصباح لا يستطيعون أن يخالفوا أوامر أمينهم العام، ولا يستطيعون أن يصدروا أي رأي يخالف رأي كبيرهم، وكيف بهم أن يغيروه ويزيلوا البساط من تحت أرجله
بعد أن مارس بنكيران الديكتاتورية على الشعب، وبعد أن عاث في الوطن خرابا ، ها هو الرجل يمارس الديكتاتورية داخل حزبه وعلى أنصاره الذين وضعوا فيه ثقتهم العمياء، وهاهو يمهّد لفترة أخرى على رأس الحزب الحاكم، دون أن يجد من يعارض ذلك من زبانيته الذين يزيّنون له أعماله، ولا من أنصاره الذين مازالوا يصفقون للوهم آناء الليل وأطراف النهار

بنكيران يوهم أنصاره بأنّ خطوة تمديد ولايته كأمين عام للحزب جاءت من أجل الإستعدادللإنتخابات البرلمانية وأن هذه الانتخابات من الأولويات لدى حزبه. فحزب رئيس الحكومة ظاهريا يمارس الديمقراطية وباطنا يمهد لديكتاتورية بغيضة لم يدرك حقيقتها إلا القلة القليلة داخل الحزب .

كنّا نظنّ أنّ الحزب يعمل بالديمقراطية داخليا وكان الجميع يشهد على ذلك ،لكن الآن تأكدنا أنّ ما اعتبرناه ديمقراطية هو في الحقيقة وهم أطلقه بنكيران من أجل أن يبقى في السلطة إلى أجل غير مسمى فمن يصفق الآن لبنكيران ومن يدعمه لولاية أخرى لا يدرك جيدا أن الرجل يسعى إلى تثبيت أقدامه في بيت العدالة والتنمية، ولا يدرك جيّدا أنّ سعادة الرئيس له نية البقاء على رأس الحزب إلى أن يشاء الله.

 مشكلة حزب العدالة والتنمية أنّه حزب لا يستطيع فيه أحد أن ينتقد الزعيم ، ولا أن يشكك في نواياه فالديكتاتورية الدينية أخطر بكثير من أي ديكتاتورية كيفما كان نوعها فالزعيم السياسي يمارس الديكتاتورية على أتباعه وعلى محبّيه انطلاقا من الدين فطاعة الزعيم من طاعة الله والخروج عليه فيه إثم كبير وضياع للإسلام والمسلمين.

 بعد أن خدع الشعب بالديمقراطية المزيفة، وبعد أن خدعه بالتغيير المنشود وقدم له آلاف الوعود الكاذبة، ها هو الرّجل يَعِدُ أنصاره بالجنة إذا ما قرروا أن يمددوا فترة ولايته “واش بغيتو الجنة ولا الحكومة”

 مباركة الديكتاتورية يعني الفوز بالجنة ودعم بنكيران للعودة مرة أخرى على رأس الحزب، خطوة لخدمة الإسلام أما دون ذلك فيدخل في إطار الملذات الدنيوية الفانية .
كنا نشن الحرب على الأحزاب الأخرى وكنّا نتهمها بالديكتاتورية في اتخاذ القرار داخليا، لكن بعد أن شاهدنا ديكتاتورية العدالة والتنمية انبهرنا لذلك، وتأكدنا أنّ هذا الحزب فاق كل الأحزاب في الديكتاتورية وقدم مثالا في الإقصاء الممنهج المغلف بالدين .
عندما انتخب العماري أمينا عاما بالإجماع كان أنصار العدالة والتنمية قد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وكانوا قد شككوا في الأمر كما شكّكنا نحن أيضا، لكن عندما صوتوا على تمديد ولايته بالإجماع تقريبا قالوا إنّ مصلحة الحزب تستدعي ذلك وأنّ تجديد القيادة لا يصب في مصلحة الحزب في هذا التوقيت بالذات.

 يجب على الأنصار الذين يؤمنون بالسيد بنكيران إيمانا مطلقا أن يعرفوا جيدا أن قيادات الحزب تعمل ليل نهار من أجل مصالحها ومن أجل مصالح أبنائها وأنّه لا مكان لمن يهتف بحياة بنكيران ولا مكان لمن يردّد كلام بنكيران في الصلوات ويعتقد أنه يتقرب به إلى الله، وأنه لا وجود للديمقراطية في الحزب، ولا يمكن لهم أن يروا النور في هذا الحزب الظلامي، وهذا بشهادة قيادات من الحزب أعلنت انسحابها من الحزب وكشفت اللثام عن مهزلات كبرى تقع في هذا الحزب الذي يدعي التنظيم والديمقراطية.


بنكيران ليس مقدّسا، وقادة البيجيدي ليسوا ملائكة كما تظنون، وخطب الزعماء ليست قرآنا منزلاً من عند الله،  فلتستيقظوا ولتفكروا في الخضوع الذي أعياكم، وفي الخنوعالذي سيذهب بكم إلىالهاوية،ولتفكّروا جيّدا في مستقبلكم، فأنتم لستم قطعاناً ولستم عبيداً كي تستسلموا لما يقوله الزعيم ، ولستم أغبياء إلى درجة يتم فيها استعبادكم عبر مسرحيات الدّين التي اختارها بنكيران وإخوانه من الذين آمنوا بالكرسي.

 حرّروا عقولكم من الشعوذة، انطلقوا نحو التفكير في ما يخدم مصلحتكم، تعوّدوا على ثقافة الانتقاد، لا تجعلوا من القيادة عبادة، حرّروا عقولكم من الخرافات ولا تظنوا أنّ من يلهث وراء الكرسي قادر على أن يدخلكم الجنة

0 تعليق على موضوع "ماذا عن تمديد ولاية بنكيران"


الإبتساماتإخفاء