مليكة مزان ليست الوحيدة التي تلقّت رسالة شكر من إسرائيل بل سبقها إلى ذلك القادة العرب

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


12/06/2016
مليكة مزان ليست الوحيدة التي تلقّت رسالة شكر من إسرائيل بل سبقها إلى ذلك القادة العرب .
رشيدأخريبيش
بعد التدوينة التي نشرتها مليكة مزان على الفيسبوك، والتي جاءت كجواب  على الرسالة التي تلقّتها من أفخاي أدرعي الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي شكرها على مجهوداتها الكبيرة في الدفاع عن الكيان الصهيوني كما جاء على لسان الشاعرة الأمازيغية خرج الكل يندّد بموقف مزان  وكأنّ المرأة المعروفة بحبّها الشديد لإسرائيل هي أول شخص  يعلن تعاطفه مع الكيان الصهيوني مع أنّ هناك الكثير من العرب من الذين أقاموا علاقات مع الصهاينة ومن الذين يحجّون إلى إسرائيل في كل مناسبة ومنهم بعض القادة العرب الذين يُظهرون كرها شديدا للاحتلال، بينما في الباطن  يدعمون الاحتلال ويساعدونه على الاستمرار في البطش بالشعب الفلسطيني  .
مزان تلقّت الشكر من أفخاي أدرعي مثلما يتلقّاه الزعماء العرب ، تلقّت الشكر كما يتلقّاه حكّامها من الذين لا يخطون خطوة إلا باستشارة من الكيان الصهيوني، فلماذا كل هذه الضّجة إذن؟  ولماذا هذا الهجوم على شخصية لا وزن لها ولا تأثير لها  ؟
من يناصر الكيان الصهيوني ومن يدعمه هم  الطغاة ومن يسعى إلى تثبيت أقدامه على أرض فلسطين هم زعمائنا العظام.
قد لا نتّفق مع مزان وقد نختلف معها في خرجاتها المثيرة، لكننا لا نعتقد أنّها تستحق كل هذه البهرجة وكل هذه الردود التي أصبحت تناقش القشور بدل مناقشة القضايا التي تهمّ مصلحة الوطن.
يجب علينا أن نعرف جيّدا أنّ جل زعماء الدول العربية ودول المغرب الكبير يطبعون علاقاتهم   مع إسرائيل وأنّ أغلب تلك  الدول لها علاقات اقتصادية جيدة مع الصهاينة  وأنّ تلك الدّول مستعدّة  لفعل الكثير  من أجل أن تحيا إسرائيل، وهذا تؤكده تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم الذين يعترفون من حين لآخر أنّ  إسرائيل لها علاقات سرية  مع الكثير من الدول وخاصة تلك التي تخشى من إيران ومن قوتها التي تتعاظم، وهذا ما سبق وأن  أكدته  وثائق  ويكيليكس بالخط العريض  بالرغم من مظاهر العداء التي تُظهر لنا نحن الشعوب في إعلامنا الذي يتستّر على علاقات أسياده مع إسرائيل بينما يسلّط الضوء على مواقف وآراء  لأشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم .
من أضاع القضيّة الفلسطينية أيّها السّادة  هم أولئك الحكام الذين يجثمون على صدور الشعوب إلى ما لا نهاية ، ومن أضاع المسجد الأقصى هم أولئك الزعماء الذين يخنقون الفلسطينين ويغلقون عليهم المعابر    ويمنعونهم من التحرّك حتى وهم على فراش الموت أمّا النشطاء وأصحاب الآراء سواء كانوا أمازيغا أو عربا وإن دافعوا عن الصهاينة بالكتابة أو بالتعبير عن آرائهم فإنهم لن يخدموا المشروع الصهيوني أكثر مما  يخدمه الحكام العرب الذين أصبحوا يستقوون بإسرائيل من أجل الحفاظ على كراسيهم.
إذا أردنا أن نهاجم  فلنتحلّ بالموضوعية في اختيار من نهاجم وإذا أردنا أن ننتقد من يدعم إسرائيل فالقادة أولى بالانتقاد لأنهم أصل المشكل وسبب الداء .
إذا كنّا  نعتقد أنّ  الأمازيغ هم أعداء القضية وأنّهم يجب أن تُشنّ حملة ضدهم لأنّهم يساندون الاحتلال الصهيوني فإنّه من باب الغيرة على فلسطين أن نشير بأصابع الاتهام إلى رأس الأفعى، إلى  تلك الزّعامات التي طالما تعقد القمم لدعم فلسطين  ظاهريا أما في الخفاء فهي  تدعم الاحتلال من أجل بناء المستوطنات ومن أجل فرض المزيد من الحصار على الشعب .
 دول تقوم بالتنسيق مع الصهاينة من أجل ضرب المقاومة و  القضاء على حركات التحرير، ونحن نخرج لنكتب ولننتقد ولنهرّج ولنهاجم أشخاصا  ثمّ نعتقد أننا ننتصر للقضية الفلسطينية ما هكذا ننتصر للقضية، وما هكذا تحارب الخيانة
القضيّة الفلسطينية لا يضرّها أن يخرج شخص ويعلن دعمه للصهاينة ولا يهم الفلسطينيين أن يكتب هذا الشخص عن إسرائيل أو يشكرها على جرائمها في حق الشعب، لكن فقط ما يجب أن نعرفه نحن في دولنا حيث الديمقراطية المعطوبة وحيث حقوق الإنسان على مقاس الحكام، أنه لا انتصار لقضايا أمّتنا سوى بالتخلص من الاستبداد وفكّ الارتباط  بعقلية الاستعباد التي مازالت تتحكم في أوطاننا.
إذا كان  البعض يتّهم بعض الأمازيغ بأنّ لديهم علاقات مع الكيان الصّهيوني فإنّه يجب أن تكون لدينا الجرأة لاتّهام بعض القادة الذين يدعمون الصهيونية العالمية، أمّا الاقتصار على قصف الأشخاص فلن يفيدنا ذلك في شيء اللّهم إذا كانت الجعجعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

0 تعليق على موضوع "مليكة مزان ليست الوحيدة التي تلقّت رسالة شكر من إسرائيل بل سبقها إلى ذلك القادة العرب"


الإبتساماتإخفاء