الكاتب رشيد أخريبيش: ألم يأتكم نبأ ما تعلّمناه من حكّامنا

ألم يأتكم نبأ ما تعلّمناه من حكّامنا

رشيد أخريبيش

علّمونا أن الغرب كافر لا يجوز التعامل معه، فارتموا  في أحضانه 

علّمونا أن ما تدرّسه الجامعات الغربية  من مناهج، لا يصلح لنا كمسلمين فأرسلوا أبنائهم إلى جامعات الغرب ومعاهده .

علّمونا أن أوطاننا جنة الفردوس ، فقاموا  ببناء القصور في قلب نيويورك وواشنطن  وباريس ولندن .

علّمونا أن الزهد من صفات المؤمنين بينما هم  عاشوا  حياة البذخ بامتياز

علّمونا أن ركوب الدواب يقربنا إلى الله أسوة بالرسول وأحفاده ،بينما هم ركبوا سيارات الكاديلاك واللينكولن والمرسيديس. 

علّمونا أن الجهاد  في سبيل الله فرض  على كل مسلم ومسلمة بينما، هم فضلوا الجهاد في سبيل الشقراوات من الفرنسيات والاسبانيات والسويديات ......

علّمونا أن الفقراء سيدخلون الجنة ،بينما هم سرقوا الشعب وراكموا ثروة خيالية من أمواله، ورددوا شعارهم الخالد  "أهلا وسهلا بالنار  بعد الموت وأهلا بالعذاب بعد نعيم الدنيا. 

علّمونا أن الدفاع عن الوطن واجب وطني على كل مواطن بينما هم تواطئوا مع المحتل وأدخلوه إلى  البلاد بحجة تقديم الدعم والمساعدة .

علّمونا أن النهب صفة مذمومة فنهبوا وسرقوا وأعلنوا أن البلاد تمر بأزمة خانقة وطالبوا الأمم المتحدة  بتقديم المساعدة. 

علّمونا أن العدل أساس الملك فتربينا  على الظلم وتجرعنا مرارته وأذاقونا الويلات .

علّمونا في المدارس أن الكذب حرام فسخروا إعلامهم وقنواتهم الإعدامية للكذب حتى في أحوال الطقس  .

علّمونا أن التصدي للأجنبي واجب وطني علينا الالتزام به فقاموا باستقباله أمام الكاميرات وقالوا هذا ما تفرضه الالتزامات و الأعراف الدولية. 

علّمونا أن الديمقراطية لا تصلح لبلداننا وإن حاولنا ممارستها فإن أوطاننا ستكون عرضة للفتن التي لا تبقي ولا تذر. 

علّمونا أن الجهر بالكلام ولو كان حقا لا يجوز ومحرم بنص الكتاب والسنة وقالوا إن أنكر الأصوات لصوت الأحرار. 

علّمونا أن الإنسان يولد حرا فوضعوا الأغلال في أعناق الشعوب واستعبدوها بحجة القوانين وحفظ الأمن وحماية أمن البلد. 

علّمونا أن الشعب له الحرية في اختيار من يحكمه فحكمونا إلى ما لا نهاية.

علّمونا أن الوطن  يتسع للجميع فأخذوا الوطن لوحدهم ولما انتهوا منه  قاموا بتوريثه لأبنائهم .

علّمونا أن الوطن لا يباع فباعوه بعرض من المال وفرحوا ببيعهم هذا وقالوا إن الوطن تجارة مربحة لا تضاهيها تجارة على وجه الأرض ولا في السماء. 

علّمونا أن نموت من أجل  الوطن  بينما هم يموتون من أجل الثروة ومن أجل المال ومن أجل العشيقات .

علّمونا أن التعدد لا يجوز بنص قوانينهم الوضعية فأحلّوا لأنفسهم الجواري والعشيقات وما لا يحصى من العاهرات. 

علّمونا أن الزواج من المشركات لا يجوز وفيه إثم كبير فجاءوا بالشقروات من كل البلاد ودخلوا بهن وقالوا سلاما. 

علّمونا أن طاعة أولياء الأمور من طاعة الله حتى لو قتلوا الصبيان  وهدموا البنيان وحتى لو حرفوا القرآن .

علّمونا أن نموت من أجل الوطن ففوجئنا بالحاكم هو الوطن 

علّمونا الخضوع وزينوه في وعيوننا وقدموه لنا على أنه الإحترام والوقار  الواجبين في حق الزعيم وأبناءه .

علّمونا أن الأحزان صفة الأتقياء وأن علينا أن نحزن تقربا إلى الله الذي لا يحب الفرحين. 

علّمونا أن التقشف مبدأ يجب اﻹقتداء به وأنه وسيلة للحفاظ على التوازن بينما أطلقوا العنان لأنفسهم لصرف المليارات على التفاهات. 

علّمونا أن الناس يولدون أحرارا وأن لا أحد يستطيع سلب حريتهم بإستثناء هم الذين أَحِلّت لهم أجساد الشعوب المقهورة،لكي يعذّبوها ويسجنوها إلى أن يشاء الله.

علّمونا أن نكون كالقطعان العمياء  نهرول جهة الصوت كلما سمعنا صوتا ينادينا من أعلى الأبراج. 

علمونا أن نكون نعاجا لا دخل لنا في شيء بإستثناء  الأعلاف . 

علمونا أن نمارس الديمقراطية بشكل بارع فقدموا لنا شخصا واحدا وطالبوا منا أن نختار.

علّمونا أن الإرهاب عمل لا يقبله دين ولا تقبله شريعة، فانخرطوا في إرهاب الشعب وسفكوا دمائه.

علّمونا أن الثورة شرف، وأن الإطاحة بالطغاة فخر الأمة جميعا، فلما نهض الشعب وأراد أن يثور قابلوه بالتخوين وحاكموه بتهمة إثارة الفتن.