لماذا لا يريدون للديمقراطية أن ترى النور؟؟

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

‫رشيد_أخريبيش‬ 
الكل يعرف أن صناديق الإقتراع الشعبية هي المدخل الوحيد لإرساء دعائم الديمقراطية في أي بلد كيفما كان والكل يعرف أن بفضلها قطعت دول العالم أشواطا في بناء نفسها ،لكن ما نراه في المغرب يظهر لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن الدولة لا تريد لهذه الديمقراطية أن تعرف النور، ولا تريد للإنتخابات أن تمر في جو تطبعه الشفافية والنزاهة كما هو معمول به في العديد من الدول الغربية وذلك راجع إلى نية الدولة في إبقاء الوضع على ماهو عليه ،والاستمرار في نهجها الذي يتغذى على مثل هذه التناقضات التي أصبحت لاتفارقنا مع كل انتخابات 

من تابع الجو الذي مرت فيه انتخابات 4 شتنبر سيعتقد أننا مازلنا بعيدين كل البعد عن شعارات الإصلاح التي يروجون لها في إذاعاتهم وفي صحفهم وقنواتهم فماذا يعني أن تغيب الدولة عن المشهد تماما وتترك المجال لسماسرة الانتخابات يفعلون ما يشاؤون ،حيث بدأ هؤلاء بنقل الناخبين يوم الاقتراع كالبهائم من أجل التصويت لصالحهم، ثم انتهى هؤلاء بالعنف أمام أعين السلطات التي لم تتدخل في كثير من الأحيان لإنقاذ المواطنين الذين تم الإعتداء عليهم أمام مكاتب التصويت من طرف عصابات المرشحين لأن ذلك كله يساهم في إبقاء الوضع على ماهو عليه، ويساهم في إبقاء الفساد ورموزه كما يريدون سؤال: هل الدولة غير قادرة على التصدي لمثل هذه المظاهر الوحشية التي عرفتها انتخابات 4 شتنبر والتي تعرفها كل العمليات الديمقراطية التي مر منها المغرب؟ ؟ 
الدولة قادرة على التصدي لمثل هذه المظاهر وقادرة على أن تسهر على العملية الديمقراطية وإنجاحها، لكن ليس من مصلحتها ذلك فتلك التناقضات تخدم أجندتها وتخدم أصحاب القرار الذين يخافون من يوم يعرف فيه المغرب الديمقراطية ،
عندما نشاهد مشاهد نقل الناخبين على متن السيارات إلى مكاتب التصويت من طرف مرشحين، يجب أن نعتقد أن الدولة تريد لهذه المشاهد أن تتكرر، وذلك ﻷنها تخاف من العزوف وتخاف من نسبة المشاركة التي غالبا ما تؤرقها، فلو تركوا المجال للشعب في اختيار ما يريده لربما بقيت مكاتب التصويت فارغة على عروشها يوم التصويت ولربما كانت المقاطعة بنسبة 90 بالمائة وهذا ما لا يريدونه. 
كما أن نقل الناخبين كالبهائم يوم الإقتراع علامة صحية للذين لا يريدون للديمقراطية أن ترى النور، فإن العنف هو الآخر يخدم أجندات هؤلاء فالبعنف يستطيعون إعادة نفس الوجوه، وبالعنف يستطيعون القضاء على كل الطاقات التي تؤمن بالديمقراطية والتي لا تلجأ إلى العنف ،والكل شاهد كيف كان السهر من طرف وزارة الداخلية على هذه الانتخابات لا من حيث اختيار الأشخاص الذين يسهرون على العملية الانتخابية داخل مكاتب التصويت ،ولا من حيث الأمن الذي كان غائبا تماما عن المشهد، مواطنون منعوا من التصويت من طرف العصابات التي أعدت العدة لهذه المهمة والأمن في غفلة من أمره فكيف تتغنى الدولة بشعارات السهر على الانتخابات، و كيف تحاول إقناعنا بأن الانتخابات مرت في جو من الشفافية والنزاهة والكثير من المواطنين من الذين ذهبوا يوم 4 شتنبر إلى مكاتب التصويت هم الآن في المستشفيات يتلقون العلاج جراء الاعتداء عليهم من طرف بعض العصابات التي كانت تنتقم من المواطنين وتسومهم سوء العذاب في غياب تام لشيء إسمه الدولة وكأننا نعيش في ليبيا أوسوريا أو أي دولة أخرى فاشلة 
الديمقراطية في بلادنا لا تقتصر على مظاهر الاستعباد ولا على مظاهر شراء الذمم ولا حتى على العنف الذي يمارس في واضحة النهار بل حتى بعد الإعلان عن النتائج المزورة يبدأ مسلسل الإختطافات التي نسمع عنها والتي تجعلنا نتخيل أننا نعيش في عهد "السيبة " وتحكمنا قوانين الغاب وكأن الأمن لا يعلم بمثل هذه العمليات ،في صورة تظهر فشل هؤلاء في إقناع الشعب الذي تأكد من هذه المسرحيات، وفهم أن ما قيل عن العهد الجديد كان مجرد بروباغندا جاء بها من لهم مصلحة في إبقاء الوضع على ماهو عليه 
أيها السادة إنهم يخافون من الديمقراطية ويخافون من صناديق الإقتراع الشعبية ويخافون من الشعب حين يمتلك زمام الإختيار، لذلك لا يريدون إنجاح الديمقراطية في بلادنا ولكي لا نذهب بعيدا أيها القارئ الكريم فلنا أن نضرب مثلا بثورات الربيع الديمقراطي التي كانت ستغير من واقع الشعوب العربية وشعوب دول المغرب الكبير لولا تدخل بعض الأنظمة الديكتاتورية التي أجهضت حلم تلك الشعوب وأعادت الوضع إلى ماهو عليه إنها الديكتاتورية العمياء التي أنهكت البلاد والعباد.

0 تعليق على موضوع "لماذا لا يريدون للديمقراطية أن ترى النور؟؟"


الإبتساماتإخفاء