الكاتب رشيد أخريبيش: للصدق وجه واحد ولرئيس الحكومة ألف وجه

‫‏رشيد أخريبيش‬ 
بعد غياب طويل لرئيس الحكومة عن الأنظار والذي اعتقدنا من خلاله أنه حقق مكتسبات للوطن عاد من جديد فأظهر ذلك الوجه القبيح تجاه رجال التعليم، واتهمهم مرة أخرى بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، وقال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر وألقى عليهم مسؤولية فشل المنظومة التعليمية بأكملها في خطوة من الرجل لتبرئة ذمته وذمة من هم على رأس القرار في البلاد، الذين أفشلوا مسلسل الإصلاح الذي حملوه زورا وبهتانا.

بعد أن عجز بنكيران عن الوفاء بوعوده التي قدمها للشعب المغربي يوم أن قرر الكذب عليه ويعد أن فشل في مخططاته الرامية إلى القطع مع الفساد كما كان يدعي ،عاد فلم يجد أمامه سوى ذلك الأستاذ الذي لا حول له ولا قوة ليحمله كل ذلك الفشل، و كل ذلك التردي المخيف الذي أوصلنا إليه من تعهدوا على إصلاح المنظومة التعليمية .
قبل أن تطلق هذه التهم يا سعادة الرئيس وقبل أن تقذف في هؤلاء الأساتذة والأطر العاملة بقطاع التعليم من مفتشين وأطر إدارية عليك بطرح السؤال على نفسك ماذا قدمت أنت كرئيس للحكومة لأبناء المغاربة وما هو الإصلاح الذي تبنته حكومتك للرفع من مستوى التعليم في البلاد ؟ 
ربما ما قدمه السيد رئيس الحكومة للشعب المغربي لم يكن سوى تلك الخطابات الهوجاء، وذلك الخروج الغير الحضاري الذي يخرج به علينا دائما وتلك المقاربة القمعية في حق العاملين في قطاع التعليم الذين قطع عليهم الأحلام وتركهم في ظلمات لا يبصرون.
إذا حاولنا أن نتتبع إنجازات السيد بنكيران عن كثب فسنجد أن هذا الرجل لا يملك الجرأة للحديث عن انجازاته التي لم تتعد الصفر، ولاعن وعوده الوردية التي قدمها إلى المغاربة على طبق من ذهب ، ولا يملك ولو قليلا من المصداقية ليعلن للشعب عن فشله الذريع في كل القطاعات ، فالرجل لم يجد ما يبرر به ذلك الفشل ، سوى الأستاذ الذي أصبح لقمة سائغة بين يديه يحمله فشل كل القطاعات ، بل لا نبالغ إن قلنا أنه قريبا سيخرج علينا هؤلاء ليعلنوا أن رجال التعليم هم من يتحملون مسؤولية قرار السويد الرامي إلى الاعتراف بالجمهورية الوهمية (البوليزاريو ) وربما رجال التعليم هم من سيتحملون في المستقبل مسؤولية الكوارث الطبيعية التي من الممكن أن تحدث في البلاد ، أما من سبق وأن اتهمهم السيد بنكيران بالمفسدين والذين توعد بمحاربتهم فهؤلاء أصبحوا من الذين يشاركون رئيس الحكومة في مسرحيات الإصلاح والذين لا يجوز إلا أن نقدم لهم تحية الإجلال والإكبار تكريما لهم على ما قدموه من خدمات جليلة للبلاد والعباد.
من أفشل إصلاحات قطاع التعليم ليس هو الأستاذ يا سعادة الرئيس المحترم وليس هو المفتش وليس هو الموظف البسيط الذي أنهكه الفقر وأنهكته سياسات حكومتكم المعوجة ،الذين أفشلوا مسلسل الإصلاحات هم من سرقوا أحلام الشعب الذي كان يطمح إلى الأفضل، وهم من تحالفوا مع الفساد واحتضنوه ،من أفشل مسلسل الإصلاح بقطاع التعليم هم أولئك الذين يحاولون برمجة مخططات وهمية في قطاع التعليم للاسترزاق عليها كما حدث مع ما سمي بالمخطط الاستعجالي وبيداغوجية الإدماج التي كلفت الشعب أموالا طائلة كان مآلها جيوب عشاق التعويضات الخيالية الذين يشرعون من أبراجهم العاجية والذين يتحدثون من مكاتبهم المكيفة كما يفعل كبيرهم السيد بنكيران. 
من أفشل إصلاحات المنظومة التعليمية هم أولئك الذين يقومون بمشاريع المدارس الخاصة التي تدر عليهم أموالا خيالية ،ومن أوصل المدرسة المغربية إلى هذا الوضع الكارثي هم أولئك الذين يتحدثون عن التعليم العمومي وهم يرسلون أبنائهم إلى فرنسا وأمريكا قصد الدراسة بما في ذلك رئيس الحكومة نفسه وإخوانه من الذين تعهدوا على نصرته ظالما أو مظلوما.
مثل هذه التصريحات عفوا المسرحيات التي طالما يقدمها بنكيران للشعب المغربي هدفها هو التغطية على فشله في كل القطاعات، ومحاولة منه لإقناع المغاربة بأن يمنحوا حزبه فرصة جديدة في الانتخابات التشريعية المقبلة لإعادة سيناريوهات تلك الأفاعيل التي قدموها والتي لم يستطع تحملها إبليس فغادر البلاد وتركها لشياطين الإنس،بل ربما يتوب إبليس ويعلن البراءة من الذنوب ومن هؤلاء الذين أظهروا أن فسادهم فاق شياطين العالمين.
لكن يجب على السيد بنكيران وعلى مريديه من الذين يصفقون للباطل أن يعلموا أن خطاب التأسلم الذي استغلوا به الشعب لم يعد كافيا هذه المرة وأن مثل هذه التصريحات لن تستطيع أن تغير من موقف الأغلبية حول فكر هذا الحزب الذي لم يقدم للشعب سوى المآسي وتذكروا أن الشعب لم يعد يقو على أن يلدغ من الجحر آلاف المرات.