الكاتب رشيد أخريبيش: ماذا ننتظر من دبلوماسية الأموات؟ ؟؟

‫رشيدأخريبيش‬
بعد إعلان دولة السويد عن رغبتها في الإعتراف بالجمهورية الوهمية، بدأت بعض الفعاليات بمحاولات لتنظيم مسيرة احتجاجية أمام مقر سفارة السويد بالرباط يوم الأحد المقبل ،وذلك لدفع السويد للتراجع عن موقفها حسب ادعاءات هؤلاء الذين يريدون التغطية على فشل الدبلوماسية المغربية التي عودتنا على مثل هذه المهزلات في كثير من المواقف. 

الشعب مستعد لأن يدافع عن الصحراء بكل ما يملك من قوة،ومستعد أن يموت في سبيل قضاياه، لكن غير مستعد لأن ينجر وراء تلك الدعوات المغرضة التي يهدف من خلالها عشاق التعويضات الخيالية التغطية على فشلهم الذريع في كل ما يتعلق بالدفاع عن مصالح البلد. 
أين كانت الدبلوماسية المغربية حتى تقرر السويد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، وأين كان الدبلوماسيون المغاربة الذين يتقاضون أموالا طائلة من خزينة الدولة ،وأين كانت الأحزاب السياسية التي تعتزم الان تنظيم زيارة إلى السويد لشرح موقفها من الخطوة التي تسعى السويد اتخاذها؟ عفوا ربما الدبلوماسية المغربية حريصة بالفعل على مصالح دول الخليج ومشغولة أيضا بما يقع في اليمن ومشغولة بالحرب التي تشنها السعودية على الشعب اليمني الأعزل وليست معنية بقضايا الشعب المغربي، أما الأحزاب التي بدأت في محاولاتها الركوب على قضية الصحراء المغربية بتنظيم زيارة إلى السويد الآن تريد بهذه الزيارة التغطية هي الأخرى عن جرائمها في حق الشعب المغربي الذي كان ينتظر من هذه الأحزاب انتخابات نزيهة وشفافة وليس انتخابات كانت الرشوة وشراء الذمم والعنف والاختطافات أبرز ما طبعها. 
الشعب يعلم وللمرة الألف أن هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بشعارات الدفاع عن قضايا الوطن المصيرية هم من فرطوا في قضية الصحراء وهم من كانوا السبب في كل ما يحدث من انتكاسات في العديد من الملفات، وهم من يدعون الآن المواطن المقهور الذي لا حول ولا قوة بالخروج والتظاهر ضد ما صدر عن السويد تجاه قضيتنا. 
سيخرج الشعب للتظاهر وسيهتف ضد الأعداء كيفما كانوا، بل سيواجه أعداء الوحدة الترابية بكل ما أوتي من قوة ولن يتراجع إلى الوراء شريطة أن تكون الدبلوماسية التي تمثله في مستوى تطلعاته،وفي مستوى الدفاع عن مصالحه وشريطة أن يمنحوا هذا الشعب الديمقراطية التي ترفع رأسه أمام المنتظم الدولي. 
سيخرج الشعب للاحتجاج عندما يحس أن هناك قيادات حقيقية تسعى جاهدة لخدمة الوطن وسيخرج ليعلن عن رفضه المساس بوحدته الترابية، وسيكون مستعدا للقتال من أجل الثوابت والمقدسات عندما يحس أن المجال لم يعد مفتوحا أمام الخونة وأمام اللصوص الذين باعوا الوطن بأثمان بخسة ومن الذين يجعلون مصلحتهم الشخصية فوق كل اعتبار ،وسيناضلون عندما يجدون أنفسهم في وطن يقدر أبناءه ويحترمهم ويسعى إلى خدمتهم. 
مسؤولية ما وصلنا إليه في قضية الصحراء المغربية يتحملها هؤلاء الذين يحملون شعار النضال المزيف، ويتحملها من غيبوا الديمقراطية عن هذا الوطن، ويتحملها من خانوا الشعب وباعوا له الوهم على طبق من ذهب، ويتحملها أيضا من وضع فيهم الشعب ثقته بتمثيله والدفاع عن مصالحه.
بعض الجهات المعروفة تحاول الآن تخوين كل من ينتقد الدبلوماسية المغربية وتحاول أن تقنع العالم بأن سبب الأزمة ليس فشل هؤلاء في مهمتهم الدبلوماسية وإنما مردها صعود بعض الأحزاب السويدية التي لها موقف من مبدأ تقرير المصير ،لكن المغاربة جميعا يعلمون أن من يدافع عن الوحدة الترابية ليسوا هؤلاء الذين يحاولون أن يعلموا أبناء المغاربة الوطنية والدفاع عنها، وإنما الذين يدافعون عن الهوية وعن الأرض وعن الوطن هم أبناء الفقراء من المغاربة الذين يحمون الحدود بأجور بخسة خاصة إذا قارناها بالأجور الخيالية التي يتقاضاها من يتحدث الآن من أبراجه العاجية والذي يظهر وطنيته من خلال قضية الصحراء التي هي قضية المغاربة جميعا.
نقول لهؤلاء إن الوطنية لا تأتي بالهرطقات ولا بشعارات النضال المزيفة، ولا تأتي بدعوات يعرف الكل أهدافها، وإنما الوطنية تأتي عبر المصداقية والعمل الجاد وعبر الديمقراطية والقطع مع الفساد أما دون ذلك فستبقى الوطنية مجرد أوهام تراود المغاربة جميعا.