فرعون مصر لم يكتشف السلاسل لتكبيل العقول

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

رشيد أخريبيش
فرعون مصر الجديد قتل ودمر وسفك وصدر أحكاما بالإعدام على المئات وصادر الحريات ، وأجهض حلم المصريين جميعا ، لكنه بالرغم من ذلك لم يستطع أن يجد لنفسه مكانة لدى أبناء مصر، ولم يستطع أن يقنع هؤلاء بأن ما قام به من انقلاب على الشرعية هو ثورة .

من يشاهد سلسلة الإعدامات التي تقوم بها سلطات الانقلاب في مصر الآن ، ومن يشاهد تلك المحاكمات الانتقامية التي تستهدف المعارضين ، سيكتشف أن حكام العسكر ضاقت بهم الدنيا بما رحبت، خاصة بعد فشل خططهم في القضاء على الثورة التي لا تزال مستمرة إلى حدود كتابة هذه السطور فعادوا فقرروا تصفية رموز الثورة الذين يؤرقون العسكر حتى وإن كانوا في غياهب السجون .
طاغية مصر عبد الفتاح السيسي لا يختلف عن الطغاة الذين عرفتهم البشرية والذين عاثوا في الأرض فسادا ، ولا يختلف عن أولئك الذين جعلوا العنف أساسا لاستمرار حكمهم السلطوي ، فإذا كان السيسي يقتل الآن كل المعارضين ، ويعلن الحرب على كل المتعاطفين مع هؤلاء المظلومين ، فإن نفس الشيء قام به إخوانه ممن سبقوه في ذلك ، وكلنا نتذكر الطاغية لينين الذي قال يوما إن موت ثلاثة أرباع الشعب الروسي ، ليس بشيء ، المهم أن يصبح الربع الباقي منهم شيوعيين ، وكلنا نتذكر ستالين الذي حمل شعاره الخالد "في شخصي وحده تجتمع السلطة" ومن بعده طغاة كثر كانوا يعتقدون أنهم آلهة متوجون بتاج الإمارة ما على الشعوب إلا أن تقدم لهم الولاء والطاعة ، ولا تعصي لهم أمرا، وهذا ما يفعله رئيس مصر بالانقلاب عبد الفتاح السيسي، وأعوانه من شيوخ القتل الذين يستبيحون دماء الأبرياء بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان .
الطامة الكبرى أن حكام العسكر في مصر لا يقرأون التاريخ ولا يتعظون من تجارب الطغاة الذين استعبدوا الشعوب ، ولا يتذكرون نهاية هؤلاء المؤلمة التي أدخلتهم إلى مزبلة التاريخ ، بل إن هؤلاء يعتقدون أن سلسلة الإعدامات في حق الرموز سيرهب الشعب وسيدفعه للتراجع عن ثورته، والقبول بحكم الاستبداد وهذا هو الخطأ بعينه ، لأن الواقع مختلف تماما عما يصوره هؤلاء ، فإذا كان هؤلاء يستطيعون قتل الثوار، وإذا كانوا يستطيعون الانتقام منهم عبر المحاكمات المزيفة ، فإنهم في المقابل لا يستطيعون قتل الثورة التي يحتفظ بها كل المصريين في قلوبهم كيفما كانت انتماءاتهم . 
سلسلة الإعدامات التي شرع فيها حكام العسكر،هي بداية لفشل مخططات هؤلاء، وبداية لنهاية حكم الاستبداد في مصر الثورة ، فمصر مقبلة على ثورة جياع ومظلومين ومساجين ومقهورين عانوا الأمرين مع هذا النظام ، ولن يكون الأمر بتلك السهولة التي يصورها أنصار الانقلاب من المتملقين ومن المنافقين الذين حذر منهم ماكيافيلي في كتابه الأمير والذين يظهرون للسيسي مزاياه ويزينون له أعمال القتل التي بدأ فيها منذ أن فكر في الاستيلاء على السلطة .
مرسي سيبقى بطلا مهما كانت نهايته ، وسيقى في قلوب شعبه لأنه جاء عبر انتخابات نزيهة حتى لو اختلفنا معه في العديد من المسائل ، أما السيسي ومن هو جاثم معه على صدور المصريين بقوة السلاح الذين يقتلون الناس بدم بارد ، لا نعتقد أن نهايتهم ستكون سعيدة كما يروج لهم في إعلام الانقلاب الذي دائما ما يصور السيسي على أنه الإله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، يا ليت حكام العسكر يعلمون أن نهايتهم قريبة .

0 تعليق على موضوع "فرعون مصر لم يكتشف السلاسل لتكبيل العقول "


الإبتساماتإخفاء