إلى السيد شباط أرجوك لا تتحدث باسم الأمازيغ

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

رشيد أخريبيش

على الدوام يخرج علينا السيد شباط أمين عام حزب الاستقلال بخرجاته الغريبة، ويحاول أن يصور نفسه على أنه المدافع عن الأمازيغ ،وعن حقوقهم المهضومة داخل وطنهم ، حيث تجده يبحث عن مكان له ولحزبه في صفوف الأمازيغ، خاصة وأننا على بعد أشهر من موعد الانتخابات، التي يطمح من خلالها استقطاب أكبر عدد من هؤلاء الأمازيغ، الذين يعرفون حق المعرفة تاريخ هذا الحزب الذي كان بمثابة السيف المسلط على رقابهم منذ عقود من الزمن .

ما قاله شباط عن الامازيغ بأنهم يموتون في الجبال بالبرد دون اهتمام من أحد ليس لشيء سوى لأن هؤلاء أمازيغ فقط ،هو صحيح جدا ،ونحن نوافقه الرأي ونؤكد أن ما يقع الآن بالفعل هو ممنهج ومتعمد، لكن مع ذلك فهؤلاء الأمازيغ أيضا بالرغم من معرفتهم بهذا النهج الذي تنهجه الدولة ، إلا أن هؤلاء لا يرضون بأن يكون حزب الاستقلال الذي استعبدهم على مر عقود ، هو من يدافع عنهم الآن، ويحاول أن ينتصر لهم، عبر محاولات يائسة من بعض المحسوبين عليه .
إن المتتبع لكرنولوجية الأحداث، سيعرف جيدا أن تاريخ حزب الاستقلال كان سوداويا من حيث التعامل مع الأمازيغ ومع لغتهم ، ومع كل ما له علاقة بالأمازيغية ، فهذا العداء الذي يحمله حزب الاستقلال تجاه هؤلاء ما يزال حاضرا في المخيال الأمازيغي، ولن يستطيع الحزب إقناع المغاربة بأنه لم تكن لديه سوء نية يوما ما في تعامله مع الأمازيع ،لأن ماقام به هذا الحزب كان كافيا بأن يصنف ضمن خانة من أجرموا في حق هؤلاء الأمازيغ .
إذا كان حميد شباط يحاول إخفاء بعض ما يحمله قلبه من حقد دفين للأمازيغ ، فإننا لا بأس أن نذكر السيد شباط بالتاريخ المجيد لحزبه فيما يخص مهاجمة الأمازيغ، وإعلان الحرب عليهم ،ومحاولة شيطنتهم عبر الترويج لمجموعة من الأكاذيب ،التي دشنها حزبه بتوظيف ظهير 16 ماي 1930 والذي أطلق عليه إسم الظهير البربري زورا وبهتانا، مع العلم أن هذا الإسم لا وجود له على الإطلاق ، فبعد ما سمي بالظهير البربري عند رموز الحركة الوطنية كانت الجهود تقام على قدم وساق للانتقام من الأمازيغ، واستخدام هذا الاسم لتحقيق أهداف سياسوية سيبقى التاريخ شاهدا على بشاعتها ، ولكي لا نتحدث من فراغ ولكي لا نتهم بأننا من أعداء حزب الاستقلال كان لابد وأن نأتي بمجموعة من الأدلة التي تؤرخ للتاريخ المنحرف لهؤلاء الذين يدعون أنهم بصدد الدفاع عن الأمازيغ، وأنهم سدنة حقوقهم ،أبرزها ما قاله كبيرهم محمد حسن الوزاني عندما تحدث عن الأمازيغية، حيث وصفها بأنها لهجة رعاة وقوم سذج، لا لهجة تحرر يتداولها أناس صقلهم العلم، وهذبهم الرقي، وطبعتهم المدينة كما هو الشأن للناطقين بالعربية ، لذلك فمن يحتقر لغة الأمازيغ ومن يقلل من شأنها ويعتبرها لغة رعاة فلا نعتقد أنه سيصبح يوما ما من المدافعين عن مصالح الأمازيغ في وقتنا الحاضر يا للعجب .
يجب على السيد شباط أن يعرف أن للحزب تاريخ إجرامي في حق الأمازيغ، ومحاولة تجاوز هذا التاريخ صعب للغاية ، لأن الجروح التي سببتها عنصرية الحزب على مر عقود في حق هؤلاء تأبى أن تندمل، وتبقى حاضرة بقوة حتى وإن حاول السيد شباط التغطية عليها بخرجاته الإعلامية، أملا لاستعمالها كورقة رابحة في الانتخابات المقبلة .
الأمازيغ لن ينسوا أبدا هذا الحزب الذي كانت له اليد الكبرى في كل المؤامرات التي كانت تحاك ضد الأمازيغ ، ولن يستطيعوا التعامل مع من قدمهم كبش فداء للأعداء ، فكيف سينتظرون الخير من حزب لم يقدم لهم سوى الأحزان ، بل وكيف سينتظرون أن يدافع عنهم هذا الحزب، وهو من حاول على مر عقود من الزمن الانتقام منهم، وكلنا نتذكر الأحداث القمعية في الريف بعد انتفاضة الكرامة التي خاضها الشباب ضد التهميش والإقصاء سنة 1958 ،التي أثبتت تورط هذا الحزب في هذا القمع الشنيع وذلك إلى جانب القوات الفرنسية التي استعانوا بها وهذا سيبقى وصمة عار في جبين هذا الحزب وكل من يتحدث باسمه طال الزمان أو قصر.
هذه بعض من الحقائق التاريخية التي على السيد شباط أن يستحضرها قبل الحديث عن الأمازيغ ، فإذا كانت السياسة تجبر في بعض الأحيان التحالف مع الشيطان من أجل كسب المعارك السياسية ، فإن الأمازيغ لن يكونوا وقود هذه المعارك السياسوية التي أثبتت التجربة أن الهدف منها هو الركوب على معاناة هؤلاء الأمازيغ الذين عانوا من الظلم والاضطهاد على مر السنين .

0 تعليق على موضوع "إلى السيد شباط أرجوك لا تتحدث باسم الأمازيغ"


الإبتساماتإخفاء