لماذا لا يكون فاتح السنة الأمازيغية يوم عطلة

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

رشيد أخريبيش

أولا وقبل كل شيء لا بد لنا وأن نوجه تحية حب وتقدير إلى سكان منطقة شمال إفريقيا عامة بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2964 ونتمنى أن تكون سنة مليئة بالأفراح والمسرات لكن مع ذلك ، هناك سؤال يطرح أمامه علامة استفهام ضخمة لماذا يقتصر إحتفالنا فقط على السنة الميلادية والهجرية ونتجاهل في نفس الوقت السنة الأمازيغية ؟


أخشى أن يتم فهم هذا السؤال في غير محله ونُتهم بمروجي التعصب وأصحاب النعرات والفتن كما تعودنا سماعه من بعض الإخوة العرب الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير الذين لا يفوتون فرصة إلا ويتهمون كل من يدافع عن لغته أو هويته بالمتعصب أو أنه من الذين يخدمون أجندات خارجية أو عميل لإسرائيل وأمريكا،هكذا هي الرواية التي يحلو للبعض ترويجها .
من حق المغاربة أن يحتفلوا بفاتح السنة الميلادية ويجعلوا من ذلك اليوم عطلة في جميع القطاعات كذلك هو الشأن بالنسبة للسنة الهجرية لكن ليس من حقهم أن يجعلوا فاتح السنة الأمازيغية يوم عطلة بالرغم من أن هذا اليوم يحمل دلالات ضربت في عمق التاريخ ولما له من أهمية كبيرة بالنسبة للفلاح وما ترسخه من علاقة وطيدة بين الإنسان والأرض .
حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2964 التي تؤرخ لفترة تاريخية تعود إلى عهد 950 قبل الميلاد عندما انتصر الملك الأمازيغي شيشنق على الفراعنة في عهد رمسيس الثاني في معركة كانت قد وقعت على ضفاف نهر النيل حيث اعتبر ذلك حدثا تاريخيا، ومنذ ذلك الحين بدأ التأريخ للسنة الأمازيغية ،لكن مع هذا التاريخ القديم والحافل بالأحداث الكبرى لا زالت دولنا وحكوماتنا متشبثة بالإرث الإقصائي الذي عمل على إقصاء الأمازيغ وعدم إقبالهم للأسف على الهوية الأمازيغية التي تعتبر جزء من تاريخنا وحضارتنا ،وإن كانت هذه الدول تدعي العكس ،فالواقع يثبت وبكل أسف نواياها .
بعد الحراك الشعبي الذي حتم على النظام المغربي دسترة الأمازيغية واعتبارها لغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية كان لدينا أمل بأن يتم بالفعل تفعيل هذا الدستور، وإعطاء للأمازيغية اهتماما كبيرا باعتبارها موروثا ثقافيا وملك لجميع المغاربة لكن بالرغم من الدسترة التي نعتبرها خطوة جيدة إلا أن ذلك غير كاف من أجل النهوض بهذا الموروث التاريخي فالحال يقتضي مع اعتراف الدولة المغربية بالأمازيغية أن تستكمل هذا الاعتراف بترسيخ الاحتفال بفاتح السنة الأمازيغية في أذهان المغاربة عموما وألا يقتصر مثل هذا الحدث على الأمازيغ منهم كما تعودنا أن نراه ،وأن يكون هذا اليوم عطلة في جميع أنحاء الوطن للقطع مع سنوات الإقصاء والتهميش وإلغاء سياسة التمييز وتجاوز فكرة أفضلية جنس على الآخر.
فالاعتراف بالأمازيغية كملك للمغاربة جميعا يجب أن يتبعه الإعتراف بكل ما يتعلق بالهوية والثقافة الأمازيغيتين من طقوس وممارسات تؤكد عمق الحضارة المغربية ،وإلا ما قيمة هذا الدستور الذي ينص على الهوية الأمازيغية ،وما قيمة ذلك الاعتراف إن لم يكن إعترافا كاملا ،فالاعتراف الرسمي بالسنة الأمازيغية والتعريف بها هو اعتراف بالبعد المغربي الأصيل وتأكيد فعلي على غنى الحضارة المغربية ،وهذا ما ذهب إليه الشعب الليبي حيث أعلن أن يوم فاتح السنة الأمازيغية عطلة رسمية بعد عقود من القمع الذي مورس عليهم من طرف النظام البائد الذي كان يريد طمس معالم الأمازيغ وهويتهم في ليبيا لكن الظلم مهما طال لا يتأبد وأن الاستبداد مهما طال فلا بد أن يسقط ،لأن الصراع هو صراع الاعتراف بالآخر وبهويته والتعايش معه وتقبله وليس رفضه وإقصاءه كما تفعل للأسف دولنا التي صارت على نهج طريق التهميش في حق الهوية الأمازيغية .

0 تعليق على موضوع "لماذا لا يكون فاتح السنة الأمازيغية يوم عطلة"


الإبتساماتإخفاء