مستشفى الموت بالخميسات يرحب بكم

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش
لم نكن نعلم حقيقة أن المستشفى الإقليمي بمدينة الخميسات  سيتحول يوما من مكان يلجأ إليه المواطن للعلاج والراحة إلى مكان تزهق في الأرواح بشكل مخيف ،حيث أصبح هذا المستشفى هو من يضع النهاية لحياة المواطنين بشكل روتيني يجعلك تتخيل انك في ساحة القتال ، وليس في مرفق عمومي


لا يمر علينا يوم في مدينة الخميسات إلا ونسمع عن أخبار تلوى أخرى مفادها أرواح تزهق في مستشفانا بالجملة ،كلنا تابعنا قصة  المرأة التي وضعت مولودها أمام المستشفى الإقليمي أمام أنظار العاملين بالمستشفى  الذين تحولوا من أصحاب القلوب الرحيمة بالمواطنين إلى القلوب القاسية التي لا تحركها لا الدماء ولا الموت ولا تحركها مشاعر الإنسانية التي تستوجب عليهم على الأقل النظر بعين الرحمة في أولئك المواطنيين الذين يتمنون أن تعاد فيهم الأنظار بعد إهمال قاتل من طرف هؤلاء .
ليست قصة المرأة التي وضعت مولودها أمام المستشفى المحلي بالخميسات سوى صورة مصغرة لعدد الحالات التي يندى لها الجبين ، نساء يتوجهن إلى المستشفى قصد الولادة ليعودوا إلى منازلهم حاملين مواليدهم متجهين بهم نحو المقابر لا لشيء سوى لأنهم ضحية ضمائر ميتة وسياسات لا تراعي وضعياتهم الاجتماعية وقلوب عامرة بحب الرشوة التي أصبحت من المسائل الضرورية لدى الممرضات ولدى من هم على رأس المستشفى الإقليمي.

كثيرا هي القصص الواقعية والروايات المؤلمة التي تحدث كل يوم في مستشفى الخميسات  وسط صمت من طرف وزارة الصحة التي تحاول دائما أن تصور قطاع الصحة بأنه جنة الفردوس . وتحاول إخفاء ما يعانيه قطاع الصحة من مشاكل لا تحصى ،فمن غرائب مستشفانا  ظاهرة غريبة وخطيرة جعلت من مدينة الخميسات استثناء  فالمرضى عندما يذهبون إلى ذلك  المستشفى في حالة مرضية متدهورة لا يعودون إلا وهم على النعوش موتى أو بالأحرى قتلى كل على طريقته.
لا أحد ينكر حقيقة ما يقع وما يجري في مستشفى الخميسات إلا إذا كان ممن يحاولون تزوير الحقائق وإخفاء الشمس بالغربال كما يقال خدمة لمصالحهم الشخصية ،فالأرواح بالنسبة لنا أصبحت لا تعني شيئا والإهمال أصبح شيئا مألوفا بل أصبح قاعدة بعدما كان استثناء مما يعني أننا نعيش مرحلة أكثر خطورة هذه الأيام ،خاصة في العهد الجديد الذي كنا نعتقد أن مجيئه سيسقط علينا نعمة لا نقمة كما هو حاصل الآن

بعد كل هذا نتمنى من ساكنة الخميسات أن تستيقظ و تنتفض ضد هؤلاء الذين لا زالوا مستمرين في نهجهم القائم على الاستخفاف بحياة المواطنين وبصحتهم ، وإعادة النظر في هؤلاء الذين يتاجرون في أرواح البشر ، والذين لا يهمهم شيء اسمه صحة المواطن ولا راحته ، بل الأهم هو الحصول على المال "الحلال" ولو كان ذلك على حساب حياة المواطنين .
فالمواطنون بالخميسات أصبحوا يموتون في الشوارع وفي أرصفة الطرقات، وفي باب المستشفى دون أي اهتمام، بل يمكن القول أن الموت أصبح لا يفارق المستشفى وكأن لديه عقدة دائمة للتخلص من المرضى ،من الملاحظ أن هؤلاء المواطنون هنا  أصبحوا كمثل الذي يستعد للذهاب إلى الحرب دون أن ينتظر العودة سالما ،فهو يملك اليقين القاطع أن حياته ستزهق لا محال كلما فكر زيارة مستشفى مدينته ،فأمراض هؤلاء تحولت إلى علل دائمة ومزمنة ،صحتهم انتهكت وأرواحهم أزهقت فهل من مجيب؟

0 تعليق على موضوع "مستشفى الموت بالخميسات يرحب بكم"


الإبتساماتإخفاء