من حقكم أن تسخروا من الأمازيغية

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش
بعد كلمة المستشار البرلماني عبد اللطيف أوعمو داخل قبة البرلمان بالأمازيغية  والتي أثارت سخرية السادة الوزراء ممن تهكموا على كلام المتدخل بالأمازيغية ، لا يسعنا إلا أن نقدم لهؤلاء كل الشكر والتقدير على هذه السخرية ونقول لكم من حقكم أيها السادة أن تسخروا كما يحلوا لكم وأن تتهكموا كما تريدون ما دام أن هؤلاء الأمازيغ ممن تضحكون على ذقونهم هم من أوصلوكم إلى ذلك المكان ووضعوا الثقة فيكم وارتموا في أحضانكم دون الإنتباه إلى مساركم الذي يحمل عداءا دفينا إلى كل ما هو أمازيغي 

إلى المغاربة الأحرار إلى كل وطني في هذا البلد ، إلى من يتهمنا بالتعصب والولاء للغرب والصهاينة ، إلى من يسخر أقلامه للهجوم على الأمازيغ وعلى لغتهم الأم ، إلى من يريد أن يكون عربيا اصطناعيا ويرتمي في أحضان النزعة الشرقية التي تحاول إقصاء الآخر ، والتي لا تعترف إلا بماهو عربي خالص ، الآن قد حصحص الحق وتبين أن ما كنا نقوله عن هؤلاء ليس هراء ولا كذبا ولا تزويرا لقناعات هؤلاء الذين فوضنا لهم أمورنا للدفاع عنها
بعد هذه السخرية التي تحمل في طياتها أكثر من رسالة يمكن القول أننا في مرحلة فاصلة تستوجب إعادة ترتيب الأوراق من جديد وإعادة النظر في هؤلاء الذين أعطيناهم الثقة للجلوس في البرلمان وتقرير مصير الشعب المغربي ، فماذا يعني أن يسخر الوزراء من لغة المغاربة التي ينص عليها الدستور والتي يعتبرها لغة رسمية للدولة ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة ؟
من خلال القراءة المتأنية لهذا المشهد الساخر الذي وجهه السادة الوزراء في عهد حكومة السيد بنكيران  إلى المغاربة أستحضر وبشكل مباشر نهج الأمويين بالذات الذي طبعته السياسة الإقصائية الدفينة المختلطة بالميز العنصري واللغوي والثقافي والذين ربطوا الإسلام السمح باللغة ظلما وعدوانا واعتبروا أنه ناقص دون العربية ، وأن الحكم للعرب فقط دون غيرهم ، وأن التعليم والقضاء والثقافة وسائر القطاعات الأخرى يجب أن تقتصر على العربية وحدها دون سواها وما أشبه هذه الحقبة التي يعيشها الشعب المغربي بحقبة الأمويين الذين مارسوا العنصرية والتمييز والقضاء على كل ماهو أمازيغي  متخذين في ذلك الدين الإسلامي الحنيف ذريعة لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية .
أن يسخر هؤلاء من الأمازيغية ما يعني أن تلك السياسات الإقصائية التي ورثها المغاربة منذ عقود لا زالت إلى حدود الآن حية ترزق تأبى أن تموت بالرغم من الشعارات التي يحملها هؤلاء الداعية إلى الاحترام والانفتاح وتقبل الآخر ، فالسخرية بهذه الطريقة الغير حضارية هي في الحقيقة سخرية من الدستور المغربي الذي صوت عليه الشعب المغربي بالأغلبية بعد الحراك الشعبي ، وسخرية من المغاربة الذين يحملون هم الارتقاء بهذا البلد إلى الأفضل ، وسخرية من الشعب الأمازيغي الذي فتح لهؤلاء الأبواب واستقبلهم استقبال الأبطال  ليتم تهميشه في النهاية وبذلك السخرية منه وهذه المرة من المؤسسة التشريعية التي من الأولى أن تكون المثال الحي للدفاع عن الشعب وليس الاستهزاء به .
إن المتتبع لمسار دولتنا المغربية منذ الاستقلال الذي حصلت عليه بعرق جبين الأمازيغ سيعتقد أن كل الحكومات المتعاقبة تعمل في إجماع تام على دعم اللغة العربية وبشكل كلي تقصي الأمازيغية معتبرة أن العربية تشكل دعامة قوية من دعائم الهوية الثقافية وطبعا انطلاقا من المفهوم الأموي التسلطي العنصري المتعصب ،حيث لا عجب أن يسخر وزير التربية والتعليم من الأمازيغية وقد نسي البطل أن أطفال المغاربة أصبحوا يسخرون منه خاصة بعد أن تقلد منصبا ليس أهلا له ولا علاقة له به ، مدعيا أن له عصا سحرية ستحقق الإصلاح والتغيير في المنظومة التربوية ليكتشف المغاربة أنه لا يصلح أن يحمل على عاتقه أمانة قطاع لا يستهان به ، بل هو عماد الدولة بأكملها بقدر ما يصلح أن يكون "حلايقيا" بامتياز.كذلك هو الشأن بالنسبة لوزير الشباب والرياضة الذي تعرف وزارته فسادا ما بعده فساد ، دون أن يعتقد أنه مثار سخرية ليس من الأمازيغ فقط ، بل من جميع المغاربة الأحرار ، أما سخرية الشوباني من الأمازيغية فربما توحي بأن السيد المحترم قد فشل هو وحكومته فشلا ذريعا ووصلوا إلى الطريق المسدود فمن باب الترويح على أنفسهم أن يسخروا من الشعب ويحاولوا بتلك السخرية إخفاء معالم ذلك الفشل الذي يلاحقهم أين ما حللوا وارتحلوا .




0 تعليق على موضوع " من حقكم أن تسخروا من الأمازيغية"


الإبتساماتإخفاء