ما موقف دول الممانعة من الهجمات الإسرائيلية على سورية؟

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


رشيد أخريبيش
قد لا نستغرب مما يحدث الآن في سورية بعد حرب مطولة قد أنهكت البلاد والعباد، ولا نستغرب مما يحدث من هجمات إسرائيلية على سورية لأن ذلك متوقع ومسلم به ما دام أنها في مواجهة المارد الأمريكي الذي يبحث

عن كل ما يمكنه من إرضاء الكيان الصهيوني وذلك عبر إزالة كل ما يشكل خطرا عليه في المنطقة ، ولكن يحق لنا أن نطرح سؤالا بخصوص موقف النظام السوري من هذه الهجمات التي تستهدف التراب السوري ونتساءل عن ردود فعل الدول التي كانت دائما في صف الممانعة والتي وقفت على مر عقود من الزمن ضد الهيمنة الأمريكية وسياساتها التوسعية
لم تكن تلك الغارات التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية على مناطق في سورية سوى بداية الحرب التي كان يتم التخطيط لها في واشنطن وتل أبيب منذ سنوات لتأتي ساعة الصفر الآن ليتم قرع طبول الحرب الموعودة التي كان من المتوقع أن تبدأ قبل هذه الفترة خاصة بعد أن تكالبت كل الدول عليها غاية في فتح المجال للمشروع الأمريكي في المنطقة بعد أن فشلت في تنفيذه في العراق بعد خديعة أسلحة الدمار الشامل لتعود من جديد حاملة نفس الرواية لكن هذه المرة إلى سورية التي تعيش حالة الفوضى بامتياز.
الكل فهم أن الحرب الأمريكية الإسرائيلية على سورية والتي كان يدبر لها على قدم وساق قد بدأت لكن ما لم نفهمه بعد هو هذا التماطل من طرف النظام السوري للرد على هذه الهجمات الإسرائيلية التي استباحت الأرض والشعب مستفيدة في ذلك من الأوضاع المتوترة بين النظام السوري والمعارضة التي هي الآن بصدد تلقي مساعدات من طرف الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على نظام بشار الأسد ،
كان من الممكن للنظام السوري الذي كان يصنف نفسه في خط الدول التي تمانع أي مشروع أمريكي في المنطقة أن يسارع للرد بقوة على هذا العدوان الذي استهدف أرضه خاصة وأن لا مجال لهذا النظام سوى المواجهة، والدخول مع العدو الصهيوني وأمريكا في حرب معلنة خصوصا وأنه ليس عند النظام السوري ما يخسره لآن المراهنة على ضبط النفس ومحاولة القضاء على المعارضة ربما لم يعد يجدي نفعا بعد الدعم الأمريكي لها ، فالشيء الوحيد الذي بقي عنده هو أن يتم توجيه الزناد إلى العدو الصهيوني ويفتح جبهة للقتال ضده خاصة وأنه هو من أعلن الحرب فالرد سيكون في جميع الحالات ردا منطقيا إذا اتخذ ذلك من طرف سورية
لم تكن هذه هي المرة التي تشن فيها إسرائيل غاراتها على سورية بل سبق وان تم ذلك دون أن تحرك سورية ساكنا معتبرة أن سكوتها كان يتم حفاظا على سورية شعبا ووطنا لكن ماذا عن الهجمات التي تقع الآن هل سيتخذ النظام السوري بالشعب السوري ذريعة لعدم الرد مرة أخرى علما أن هذا الأخير قتل منه الآلاف ولا زالوا يقتلون بسبب هذه المؤامرة ، أم أن النظام سيعيد رواية التريث وعدم التسرع لتجنب هذه الحرب التي لا مفر لها .
كيفما كانت ذريعة النظام السوري في التنصل من هذا الواجب حول الرد على هذه الهجمات التي تستهدفه فلن تكون مقبولة لأن كل الأعذار على ما يبدو قد فشلت في إقناعنا بدور سوريا ضمن ما يسمى بدول الممانعة التي ترفع شعار التحدي ضد كل المخططات التي تسعى إلى التدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية ، فالأقوال وحدها لا تكفي لرفع راية التحدي والمقاومة والشعارات وحدها غير قادرة على رسم خارطة ما يسمى بالممانعة
بعد طول انتظار من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل للقضاء على النظام السوري وبعد فشلهما الذر يع في الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي لا زال صامدا إلى حدود الآن ، اختارتا خيار الحرب خوفا من مستقبل تطبعه الأسلحة الكيماوية التي يمكن أن تسقط في يد الجماعات الإسلامية التي تقاتل الآن إلى جانب المعارضة ، حيث فكرت الدولتان في عجلة من أمرهما للتصدي لكل ما سيأتي به المستقبل القريب الذي سيضع سورية أمام كل الاحتمالات .
إذا كانت أمريكا المساند الرسمي للعدو الصهيوني الذي يشن هجمات ضد سورية ومعها دول عربية كانت ولا زالت تقف إلى جانب أمريكا في حروبها ضد الدول العربية والإسلامية فلماذا لم تقف الدول الداعمة لسورية في حربها هذه  والرد على الأقل بما يمكن أن يقف كحجر تعثر أمام سياسات أمريكا التوسعية لأنه إذا لم يتم الرد في هذه الأوقات فمتى يكون الرد على المخطط الذي جاء أملا في القضاء على ايران صاحبة المشروع النووي وسورية الداعمة لمخططاتها على الدوام.
ربما تكون هذه الهجمات التي تشنها إسرائيل على سورية قد راقت المعارضة السورية التي تقاتل ضد النظام ، وربما يعتبرونها منة من الله أضيفت إلى 60 مليون دولار ، لكن ما لا تعرفه المعارضة وخاصة منها الجماعات الإسلامية التي تقاتل النظام هو أن أمريكا هي بصدد تقديم المساعدات للمعارضة ليس حبا في سواد عيونهم ، ولا حبا في إعطائهم سورية ما بعد الأسد على طبق من ذهب وإنما نفس السيناريوهات التي وقعت في العراق ستعاد مرة ثانية بل ربما بشكل أكبر من السابق فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت الصحوات كآلة لطرد القاعدة من بلاد الرافدين ثم الانقلاب عليها فإن المتوقع أن تفعل أمريكا في سوريا أكبر مما فعلته في العراق خاصة وأنها في خشية من أمرها حول ما ستؤول إليه الأوضاع في سورية وحول مستقبل إسرائيل الذي تجعله فوق كل اعتبار

0 تعليق على موضوع "ما موقف دول الممانعة من الهجمات الإسرائيلية على سورية؟"


الإبتساماتإخفاء