عراق الأحلام كما أرادته أمريكا وايران

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
رشيد أخريبيش
يبدو أن دولة العراق الديمقراطية كما أرادتها الولايات المتحدة الأمريكية، وكما أرادها العرب الذين كانوا السبب في احتلالها وكما أردتها إيران قد تحققت وحققت آمال كل العراقيين الذين كانوا يطمحون في معانقة الحرية، والخروج من غياهب الديكتاتورية.
دخلت الولايات المتحدة وأراحت الشعب العراقي مما اعتبرته نظاما ديكتاتوريا أعاث في بلاد العراق فسادا، ونهبت ثروات العراق ودمرته بحجة خطر صدام حسين على الشعب العراقي وعلى العالم بأسره، حيث خلقت الذرائع ودعمتها بقوانينها الدولية، واستطاعت أن تجد لها أبواقا من الدول العربية وخاصة دول الخليج التي مهدت الطريق للدول الغربية لتحقيق ما يسمونه هم بالديمقراطية ويسميه العراقيون بخطة تدمير العراق وتقسيمه عن بكرة أبيه .
لا أحد ينكر تلك الديمقراطية التي جاءت بها الولايات المتحدة الامريكية في العراق والتي أساسها الطائفية وعمادها الفتنة ،وتركت العراق أرضا وملاذا لكل النعرات الطائفية التي استباحت دماء العراقيين وسط صمت من حكومة المالكي التي تكن كل الولاء والطاعة لإيران التي على وشك الإعلان على أن العراق جزء من الدولة الإيرانية.
ما يقع في العراق اليوم من استهداف لأهل السنة وتصفيتهم جسديا هو جزء من المؤامرة التي بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية ،وجاءت حكومة المالكي التي تتلقى أوامر من إيران لتستكمل فصولها ،وتهدي العراق وأبناءه على طبق من ذهب لمن يسمون أنفسهم بالممانعين الذين يقفون ضد المشروع الأمريكي في المنطقة ،والذين يتخذون من الغرب ذريعة للاستحواذ على الدول العربية ،وتقسيمها على أساس طائفي .
لمجرد الحديث عن الحقوق والمطالبة بها والخروج إلى الشارع للتظاهر فأنت عميل تخدم أجندات خارجية ،أو بعثي من أذناب النظام السابق ،أو أنك إرهابي مدين بالولاء للقاعدة ،هذا هو منطق حكومة المالكي الذي تتعامل به مع السنة في العراق الذين يتعرضون لأبشع الإبادة في عراق كانوا يعتقدون أنهم سيعشون فيه بأمن وطمأنينة بعد خروج المحتل،لكن على ما يبدو أن من اعتقد الشعب العراقي أنهم سيحمون الديمقراطية ويحفظون كرامته هم الآن من يتاجرون في دماءهم وأعراضهم خدمة للمشروع الصفوي الذي عودنا على رفع شعارات النصر فقط عندما يتعلق الأمر بالسنة أما عندما يتعلق الأمر بالصهاينة  فلا حياة لمن تنادي.
لم يكن تصريح المالكي الذي اعتبر فيه أن شرعية رئيس البرلمان العراقي السيد أسامة النجيفي قد سقطت ،سوى استكمال لمسلسل الهجوم على السنة واضطهادهم فلا يعقل أن تصدر مثل هذه التصريحات عن رئيس الوزراء الذي كان من الأولى أن يحترم الديمقراطية والشرعية ، فهذه مهزلة بعينها وإساءة للشعب العراقي الذي اختار السيد النجفي على رأس البرلمان العراقي وليس لأحد الحق في أن يسقط الشرعية عنه إلا بانتخابات يقول فيها الشعب العراقي كلمته  .
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إصدار مثل القرارات الطائفية ،بل سبق وأن تعاملت حكومة المالكي مع طارق الهاشمي بنفس العملية بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وحكمت على الرجل غيابيا بالإعدام بدعوى الإرهاب وإدارة ما سمته المحكمة المفتعلة بإدارته لفرق الموت ،هذا هو المنطق الذي تتعامل به حكومة المالكي مع خصومها السياسيين حيث لا تجد حلا يريحها من هؤلاء سوى المحاكمات وإصدار الحكم بالإعدام لتصفية حساباتها السياسية .
من الواضح أن سياسة المالكي تجاه الشعب العراقي وخاصة السنة منه تسيطر عليها الرؤية الطائفية التي كشفت عنها الأيام والتي أثبتت أن هذه الحكومة هدفها الانتقام وتصفية كل هؤلاء الذين لا يطالبون بالمستحيل بل فقط هدفهم أن يعيشوا داخل وطنهم بحرية ويعبروا عن أنفسهم بدون قيد وهذا ما ترفضه حكومة المالكي الذي جاء به الأمريكان والذي لا يفوت فرصة ليعلن الولاء لإيران التي أثبتت الأيام أنها سبب كل النعرات الطائفية في العراق .
لا ضير عند حكومة المالي أن يهان ا الشعب العراقي ،وممارسة كل أنواع الظلم عليه ،دون أن يكون من حقه التظاهر ولا حتى الحديث عن هذه الخرقات مادام أن ذلك في نظر الحكومة يتنافى مع دستور الجمهورية العراقية ،فهذا الدستور الذي أعدته المخابرات الإيرانية في جنح الظلام لم يكن ليسمح للعراقيين حتى للتعبير عن أنفسهم ،بل هو أداة لتصفية وتشريد كل من يرفض الارتماء في حضن إيران وخدمة أهدافها في العراق .
akhribichrachid@gmail.com


0 تعليق على موضوع "عراق الأحلام كما أرادته أمريكا وايران"


الإبتساماتإخفاء