إلى بنكيران أنا الغريق فما خوفي من البلل

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
رشيد أخريبيش

بعد أن فشل رئيس الحكومة في كل شيء وبعد أن عجز عن صنع التغيير المنشود في الحياة السياسية المغربية عاد ليعلن من جديد تحديه لجميع المغاربة، حيث بدأ سعادة الرئيس يتحدث بلغة الوعيد والتحدي الذي أصبح كلامه لا يخلو منها .
فلم يكن كلام رئيس الحكومة عندما أقسم بأغلظ الإيمان وقال بالحرف الواحد بأنه لن يتراجع عن الاقتطاع من أجور الموظفين ولو كلفه ذلك إسقاط الحكومة سوى تحد صارخ في وجه المغاربة الذين كانوا قد وضعوا كل آمالهم في السيد بنكيران ومنحوه كل الثقة لكي يصل إلى سدة الحكومة لينقلب بشكل فهم من خلاله المغاربة أن من كانوا يعتقدون أنه قائد صيد وجدوه قائد قيد بامتياز.
لا عجب إذن أن يصدر هذا الكلام عن السيد رئيس الحكومة لأنه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إصدار مثل هذه التصريحات اللامسؤولة والتي تعيد للمغاربة  الحنين إلى زمن ال الفاسي المظلم بدل زمن الحكومة الجديدة التي أعادت المغرب إلى الوراء لسنين عديدة.
نعم أيها المغاربة إن هذا الكلام من رئيس الحكومة الذي أعطيتموه أصواتكم والذي لولا دعمكم لما استطاع أن يصدر مثل هذا الكلام،إنه من حكومتكم الجديدة التي جاءت بعد الحراك الشعبي وبعد مسلسل المسرحيات الإصلاحية التي أوهمت الشعب أن المغرب يسير في اتجاه التغيير الحقيقي ،
ماذا يعني كلام الوزير إذا كان قد ربط الاقتطاع من الأجور، بفكرة إسقاط الحكومة في حالة عدم الاستجابة لمطلبه هذا ؟ لا شك أن مثل هذه التصريحات الديكتاتورية التي تعود عليها بنكيران هو وحكومته المصطنعة هي تنم عن نية مبيتة عند هؤلاء للسيطرة على دواليب القرار والتحكم في الشعب واستعباده ،فالمغاربة الذين خرجوا من أجل أن يسقطوا حكومة أل الفاسي لم يكن لديهم أدنى اعتقاد بأن التغيير سيسير في اتجاه خاطئ ،خاصة وأن هؤلاء قدموا أنفسهم كالأبرياء براءة الذئب من دم يوسف ،وحملوا شعارات كانت كلها أكاذيب وخدع سياسية مكنتهم من كسب الدعم الجماهيري والسيطرة على دواليب الحكومة .
ما يمكن فهمه من كلام السيد بنكيران هو أنه أصبح يملك زمام الأمور والقرار الحاسم الذي يمكنه من فرض آرائه على الشعب المغربي دون رقيب أو حسيب ،لكن المغاربة فهموا كلام رئيس الحكومة في الاتجاه الآخر،وتم تأويله بطريقتهم الخاصة ،حيث فهموا أن هذا الكلام هو ثمن ذلك الصوت الذي دفعوا به في غير محله،وفهموا أن من كان يظهر لهم أنه رجل إصلاح  كان للأسف  مجرد شبح لا غير.
فالحكومة بعد أن  استأسدت بمواقفها ،وبعد  اتخاذها لقراراتها المنفردة لاشك أنها تحاول فرض نفسها حكما على المغاربة وتحاول الاستخفاف بمشاعرهم والاستهانة بقدرتهم نحو تحقيق تغيير قد يغير من خارطة المغرب ويقلب الموازين رأسا على عقب .
فالحكومة تظن أنها باتخاذها قرار الاقتطاع من الأجور ستستطيع بذلك أن تزرع الرعب في قلوب المغاربة للتراجع عن المطالبة بحقوقهم المشروعة متناسية أن الشعب المغربي الذي كان سببا في وصول حزب العدالة والتنمية إلى دواليب الحكم قادر على أن يعيده إلى سيرته الأولى ،وأن من خرج إلى الشارع مطالبا بالإصلاح قادر أن يخرج هذه المرة للمطالبة بإسقاط هذه الحكومة .
لا شك أن السيد بنكيران الذي أكد أنه لن يتراجع عن قرار الاقتطاع من الأجور أمن مكر الشعب المغربي واعتقد أن الشعب لن يرفض أي خطوة يقدم عليها ما دام أنهم قد وضعوا ثقتهم فيه وتجاهل سعادة الرئيس أن السيل قد وصل السيل الزبى وأن الكيل قد فاض وأن الشعب على وشك الإنفجار.
لا نعتقد أن مثل هذه القرارات ستحدث  تغييرا في موقف المغاربة ولا أن تكسر شوكتهم ،فالذين قرروا خوض الإضرابات والخروج إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم ورفع الظلم عنهم لا يعيرون اهتماما لمثل هذه القرارات بل ولا يأبهون بهذه القرارات العشوائية التي دأب عليها بنكيران وأصدقائه الذين يحاولون إعادة نفس السيناريوهات التي عاشها الشعب المغربي مع الحكومات السابقة.
بعد كلام التحدي هذا الذي خرج به رئيس حكومتنا يمكن القول أن ساعة الصفر قد دقت وأن العد التنازلي قد بدأ،وأن المغرب مقبل على ثورة شعبية قد تحصد اليابس والأخضر بعد أن تأكد المغاربة بشكل كبير أن ما روي على مسامعهم هو مجرد بروباغندا سياسية ومسرحية هزلية كانت من صنع الحكومة وخاصة من حزب العدالة والتنمية الذي استعمل الدين لتحقيق أهدافه ومآربه المتمثلة في الوصول إلى سدة الحكومة ،لكن سرعان ما ظهر هؤلاء على حقيقتهم بعد سنة من الكذب والضحك على الذقون التي لم ينجحوا من خلالها بإقناع الشعب وإرغامه على الاعتقاد أن ما يراه هو الإصلاح والتغيير المنشود " كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"

0 تعليق على موضوع "إلى بنكيران أنا الغريق فما خوفي من البلل"


الإبتساماتإخفاء