أنظمة الناتو العربية

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
رشيد أخريبيش
وأخيرا وبعد شكوك كانت تنتابنا عندما نتحدث عن الأنظمة العربية الخليجية التي كنا نتحفظ على تلك الاتهامات التي توجه إليها فيما يخص مساعدة الناتو في غزو البلدان واحتلالها ،تأكدنا اليوم وبكل أسف أن الدول الخليجية الداعمة للشعوب نحو معانقة الحرية هي أنظمة تدين بكل الولاء للناتو بل هي الناتو نفسه.
لم نكن نعلم حقيقة أن دول الخليج التي كانت دائما تتحدث عن المؤامرات، ستكون بمثابة الدول التي تنتج المؤامرات وتصدرها إلى الدول عبر منظمة حلف الشمال الأطلسي ،حيث سخرت أراضيها لهذا الحلف وساعدته على بناء قواعده الأبدية على أراضيها التي أصبحت منطلقا لكل الحروب التي تشنها الولايات المتحدة على المنطقة .
عندما تعلن الدول الخليجية رسميا وأمام الملأ أنها خصصت قطعة من أراضيها لحلف الشمال الأطلسي لإقامة مقرات للتدريب فلا بد لنا أن نتوقف ولو للحظة لنفهم حقيقة هذه الدول التي تعودنا أن نسمع منها دروسا في الوطنية والديمقراطية والتي طالما تزرع في الشعوب " فوبيا " التدخل الخارجي .
إذا كانت دولة الكويت قد أعلنت أنها قد أعطت للناتو قطعة من أراضيها وبررت ذلك بالاهتمام الزائد لديها بالبعثات الدولية وتنفيذا لمبادرة اسطنبول عام 2004 المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة ، فإنها تكون قد خطت خطوة مهمة نحو الاعتراف بأن دول الخليج هي الداعم الوحيد لحلف الشمال الأطلسي لغزو البلدان ،وأن أراضيها مفتوحة على مصراعيها للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي تسعى إلى بسط نفوذها على كل الدول العربية والإسلامية.
لا عجب إذن أن نسمع عن دولة تقدم أرضها لحلف الناتو ،خاصة وأن دول ما يسمى بالتعاون الخليجي دأبت منذ زمن بعيد على جعل أراضيها ملاذا للقواعد الأمريكية التي أصبحت منتشرة في جميع البلدان الخليجية بدون استثناء ،لا عجب أن تمنح هذه الدول قطعة أرضية للناتو لأن أرضها كلها قد استباحتها أمريكا وأصبحت في ملكها ،ولا تحتاج هذه الدول أن تمن عليها بجزء منها
بعد أن لعبت دول الخليج دورا كبيرا في احتلال العراق وساهمت بشكل كبير في تدميره والرجوع به لقرون إلى الوراء ، عادت لتفتح أراضيها للناتو لكي تستعد لحرب جديدة ستدق طبولها الولايات المتحدة الأمريكية قريبا في سوريا ،ثم إيران فيما بعد خاصة وأن الظروف مواتية لنشوب حرب ستكون نتائجها وخيمة .
حلف الشمال الأطلسي الذي بدأ يثبت أقدامه بشكل غير مسبوق في دول الخليج، لا بد وأن لديه مشروع استعماري، يحاول من خلاله استغلال دول الخليج والركوب عليها لإعادة نفس السيناريوهات في المنطقة ،فالحرب الغربية على سورية على وشك الانطلاق ،والدول العربية والخليجية على وجه الخصوص هي العنصر الأساسي والبارز في هذه الحرب ،حيث كل المؤشرات تلوح باستعداد غربي لخوض هذه الحرب بعد نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية والاتهامات الغربية للنظام السوري باستعمال الأسلحة الكيماوية في حق الشعب .
تخصيص دول الخليج أراضيها لحلف الناتو لإقامة قواعده فيها هو يأتي أيضا  في إطار ما يعتبره الغرب من أن إيران تشكل خطرا على المنطقة يجب التصدي لها عبر هذه البلدان الواقعة في حدود إيران التي بدورها لازالت تتشبث ببرنامجها النووي والتي تدعم النظام السوري بالمال والسلاح من أجل الوقوف في وجه ما تسميه بالإمبريالية أو الهيمنة الأمريكية على المنطقة
الترتيبات والاستعدادات لحرب في المنطقة تجري على قدم وساق ،وأن أصل الحكاية سيكون من قلب دول الخليج العربي التي فتحت أراضيها وأجواءها للغرب لتحقيق أهدافه التي من أجلها يشن الحروب ويزرع الفتن ، لكن نخشى أن تنتهي الحرب وتسقط البلدان الشقيقة وتعود الولايات المتحدة مرة أخرى لتتدخل في هذه الدول بعد أن تنتهي من رواية الكيماوي السوري والنووي الإيراني ومن يدري أن ينقلب السحر على الساحر ليتم الحديث عن الخطر الخليجي هكذا نعتقد.
akhribichrachid@gmail.com



0 تعليق على موضوع "أنظمة الناتو العربية"


الإبتساماتإخفاء