نواب الأمة وحلويات المل

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0




رشيد أخريبيش:

ما أجمل الحلوى عندما تكون هدية من عزير كريم ،وما أجمل ذلك الشعور الذي نحس به ونحن نذوق حلاوة تلك الهدية التي قدمت لنا من هذا الأخير،لكن أن يتحول عشقنا للحلوى إلى الانقضاض عليها بدون إذن فهذا ما لم نعتده في المغاربة الشرفاء الأحرار الذين يملكون النخوة وعزة النفس والذين لا يقبلون أن يكونوا موضوع سخرية لأحد كيفما كان نوعه.
إذن القصة غير بعيدة عن وطننا الحبيب وبالضبط في قبة البرلمان وقعت هذه القصة ودارت فصولها ،أبطالها ممثلو الأمة ومنتجوها برلمانيون أجلاء والزمن بعد خطاب الملك مؤخرا في قبة البرلمان والذي انتهى على وقع الفوضى التي بدأت أطوارها بعد خروج الملك مباشرة من البرلمان ،فالحادث الذي وقع لم يكن في الحسبان ولم يكن يتوقعه أحد خاصة عندما يتعلق الأمر بمن يمثل الشعب المغربي داخل قبة البرلمان .
إنها المهزلة بعينها إنها قمة التردي المخيف بكل ما تحمله الكلمة من معاني عندما نسمع عن نواب الأمة يتهافتون على الحلوى بشكل تتخيل أنك أمام جماعة الصبيان لا أمام من يحمل على عاتقه  شعب بأكمله.
إذن الصورة واضحة وضوح الشمس لا تحتاج إلى شرح أو تفسير أكثر،فإذا كان كل هذا الأنقضاض وهذا التهافت والتدافع على شيء بسيط ألا هو الحلوى فما بالك إذا تعلق الأمر بمصالح الشعب المغربي التي ربما تستدعي من هؤلاء النواب مجهودا أكثر من الذي قدموه  عندما استهوتهم حلوى الملك التي نظر إليها النواب بعين اللهفة .
مثل هذه الوقائع أو بالأحرى مثل هذه السلوكات لا تستدعي منا التعجب أو الاستغراب ،فالشعب المغربي تعود على مثل هذه السلوكات من طرف هذه المؤسسة العظيمة أو بالأحرى من نوابنا الكرام ،فمرة يطلون علينا من قبة البرلمان وهم في سباتهم العميق ،ومرة تظهرهم عدسات الكاميرا متهكمين مستهزئين بالشعب المغربي ومرة تظهرهم منهمكين يتقاتلون مع بعض الأسئلة التي تأبى الخروج إلا بشق الأنفس ،لكن قصة الانقضاض على الحلوى هي الأكثر سخرية من كل تلك القصص أو كما يقول الأمازيغ » ثوغرثا ثالي « 
إذن هكذا هو برلماننا المغربي وهكذا هم نوابنا المحترمون  أو على الأقل هكذا هو البرلمان الذي جاء بعد الإصلاح والتغيير،فضائح تليها فضائح وأسئلة تطرح حول مدى تحمل هؤلاء النواب للمسؤولية التي يحملونها على عاتقهم والتي يبدو أنها غابت عن أذهانهم بمجرد وصولهم إلى قبة البرلمان .
نحن هنا لسنا بصدد الانتقام من نوابنا العظام الذين يحصدون اليابس والأخضر وينخرون حتى العظام مادام أن عشق الحلوى قد أدخلهم بحر العشق واللهف وأجبرهم على عدم التحكم في غرائزهم حتى أمام عدسات الكاميرات التي كانت حاضرة بكثرة .
بعد هذه القصة الظريفة والعجيبة والمضحكة التي عشنا فصولها مع نوابنا الأعزاء يمكن القول أن الشعب المغربي فهم جيدا وتأكد له جليا أن لا تغيير حدث بعد ذلك الدستور الذي كان النظام قد أعده لوحده وطبل له البعض وأعلنوه بمثابة ثورة حقيقية للمغاربة جميعا.
يبدو أن المؤسسة البرلمانية القوية التي كان يراهن عليها الشعب المغربي والتي كان ينتظرها على أحر من الجمر بعد تلك المسرحيات التي تزعمها السيد بنكيران  كان مجرد حلم  يراود الشعب المغربي والذي تحطم على صخرة صماء ،ليتبين أن من كنا نراهن عليه أن يأتي بالتغيير هو من يسارع الآن لوضع العصا في دولاب الإصلاح والتغيير.
عذرا نوامنا الكرام لم نقصد من وراء هذا الكلام الإساءة إلى مقامكم العالي ولا إلى شخصياتكم الموقرة ،ولكن بعد تلك القصة  كان لزاما علينا أن نوجه لكم بعض النصائح التي بدا من الواضح أنكم في أمس الحاجة إليها .
أيها النوام الأجلاء بما أن ملككم عزيز على قلوبكم وبما أن  حلوى الملك استهوت أعينكم ،وإذا كنتم تريدون إظهار ولائكم للملك فليس بهذا السلوك الغير الحضاري ،وليس بهذه الطريقة البشعة التي تسيء لشخصياتكم  وتسيء للمؤسسة البرلمانية ككل .
 كلامنا موجه هذه المرة إلى الحكومة الجديدة وإلى رئيسها السيد بنكيران الذي ربما لا يعير اهتماما لما يقع من حوله بل ربما لا يريد معرفة ذلك لغاية في نفس يعقوب قضاها ،فسعادة الوزير الذي لم نعد نسمع له صوتا بل حتى صمته هذه الأيام من صوته يخاف يبدو انه تجاهل ما كان قد وعد به قبل وصوله إلى سدة الحكومة ونسي تلك الشعارات التي  رفعها في حملته المغرضة ،لكننا نقول له تمهل يا سعادة الوزير لا تعجل على نفسك فالفرصة لا تأتي مرتين والرياح إذا هبت فلن تستثني أحدا والنار إذا اشتعلت فإن إخمادها لن يكون بالأمر الهين واليسير.

0 تعليق على موضوع " نواب الأمة وحلويات المل"


الإبتساماتإخفاء