أيها المفسدون اذهبوا فأنتم الطلقاء

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0


أخريبيش رشيد

بعد أن تخلى فخامة رئيس الحكومة الجديدة السيد بنكيران عن كل الوعود التي قطعها على نفسه،وبعد أن اتخذ مجموعة من القرارات واحدا تلوى الآخر،والتي كانت وبالا على المواطنين وعلى أوضاعهم وزادتهم حزنا على أحزانهم ،يعود السيد بنكيران هذه المرة ومن جديد ليفجر قنبلة من قنابله الحزبية الصنع والتي على ما يبدو فاجأت جميع المغاربة خاصة بعد المقابلة التي أجرتها معه قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود حيث استعمل فخامة الرئيس كلمة عفا الله عما سلف في حق من أهلك الحرث والنسل وأعثى في دولة المغرب فسادا.
بعد هذا الكلام كله الذي تفضل به فخامة الرئيس وبعد أن سئم الشعب المغربي الانتظار من شعارات الحكومة الجوفاء التي كان دوما يرفعها ضد رؤوس الفساد والمفسدين الذين كنا ننتظر من رئيسنا أن يعلن عليهم حربا ضروسا ،لكن على العكس من ذلك فهو يقول لهم بلا لف ولا دوران اسرقوا ثم اسرقوا ثم اسرقوا آمنين مطمئنين،فالسؤال الصحيح والذي يجب أن يطرح ما الذي يجعل السيد بنكيران يعلن صراحة عن عدم متابعة الفاسدين وناهبي المال العام؟ إذا كان السيد بنكيران يملك قلبا متسامحا مع المفسدين وناهبي المال فليسمح لنا سعادة رئيس الحكومة أن نعاتبه على ذلك الكلام لأن ذلك المال الذي نهب وسرق هو ليس في ملك فخامة الرئيس ولا في ملك حكومته ليطلق مبادرة العفو والتسامح و يتخذ قرارات لا مسؤولة ،أعادتنا إلى زمن الانحطاط بامتياز.

في الوقت الذي وجب فيه على رئيس الحكومة أن يعلن أن حكومته بصدد محاكمة الفاسدين وناهبي المال العام، ويفتح عهدا جديدا ،ونية جديدة أساسها لا تسامح ولا عفو مع "كروش الحرام" كيفما كانوا وأينما كانوا ،ولأن هذا التصريح لا يحتاج للتحليل ولا لقراءة مابين السطور لفهمه لأنه ببساطة واضح وضوح الشمس في نهار مشرق ،أن نسمع عن مثل هذه القرارات من رئيس حكومة يمجد المفسدين ويعطي لهم إشارة خضراء ،فهذا يعني أننا أمام سابقة خطيرة لم يشهدها تاريخ الحكومات المتعاقبة،أن يعفو عن أولئك الذين نهبوا أموال الناس بالباطل وصادروا حقوقهم فهذه مهزلة وطامة كبرى .لم نكن نتوقع بالفعل أن نسمع عن مثل هذه القرارات من سعادة الرئيس الذي مافتئ يشنف أسماعنا بكلمات تحمل في طياتها وعودا نارية على الفساد والمفسدين،والذي قدم نفسه للمغاربة بعد الاحتجاجات التي لم تكن لتحدث لولا الفساد الذي استشرى في جسد الأمة على أنه المخلص الوحيد للمغاربة من أولئك السماسرة في ثرواتهم ،ومن الوجوه التي اعتلت الحكومة واعتادت العبث بها منذ سنين،ليفاجأ المغاربة جميعا من رئيسهم صاحب التصريحات التي أثارت الجدل قبل الانتخابات والتي جاءت بعد الدستور الجديد أنه هو من يشجع على الفساد،بعد أن أمن غضب الشعب المغربي الذي جاء به إلى سدة الحكومة،لتكون بذلك قد خيبت ظن الكثيرين ممن كانوا ينتظرون عهدا ورديا مع مجيء حزب العدالة والتنمية على رأس الحكومة الجديدة.
لم يكتف السيد بنكيران بأن عفا عن المفسدين ،بل ما زاد الطين بلة هو إصراره على الدفاع عن هذا الفعل واعتبار أن الفساد لا يمكن القضاء عليه لأن ذلك سيجعل الفوضى تعم على حد قول السيد بنكيران، وأنهى كلامه بكلمة كفى ليعلن عن صدمة ستلاحق المغاربة أجمعين منذ اليوم الذي ذهبوا فيه إلى صناديق الاقتراع واختاروا حزب المصباح الذي ظنوا أنه سيكون بمثابة النور الذي سيزيل عنهم ظلمة الفساد والنهب الذي صاحب الشعب المغربي منذ عقود ،هنا يمكن أن نطرح سؤالا على سعادة رئيس الحكومة راجين منه جوابا شافيا ما هو السبب الحقيقي الذي اندلعت على إثره موجة الاحتجاجات في المغرب والتي كانت السبب الرئيس في وصول حزبكم إلى سدة الحكومة ،لينقلب السحر على الساحر وتنقلب فرحتنا بالضيف الجديد حزنا وتصبح كل الأمال ألام،ليضيع حلم المغاربة الذي من أجله خرجوا واصطدموا بجدار الخدع التي أتقنها حزب العدالة والتنمية ،والتي زرعت وهم الإصلاح من أجل مص شرارة الثورة التي كانت ستحدث بالمغرب وربما كانت هي من ستحدث التغيير الحقيقي الذي ينتظره جميع المغاربة .
إذا كان فخامة الرئيس الذي يعتبر الحرب على الفساد والمفسدين كمثل الذي يطارد الساحرات بلا جدوى، فما الذي يدعوه إلى رفع شعارات تدعو إلى محاربة الفساد في الأيام الأولى من اعتلائه عرش الحكومة؟ثم إذا كان غير قادر على مواجهة أولئك التماسيح كما يفضل أن يسميهم فلماذا لا يقدم استقالته ويعتذر للشعب المغربي الذي لم يستطع حمايته ؟
أشياء غريبة بدأ الشعب المغربي يسمع عنها من جديد، من حكومة العاجزين التي وقفت في بداية الطريق معلنة أنها استسلمت لعمالقة الفساد ولمن نخر أموال الشعب ليكون بذلك الفاسد ومن يشجع على الفساد في منزلة سواء.

0 تعليق على موضوع "أيها المفسدون اذهبوا فأنتم الطلقاء"


الإبتساماتإخفاء