آن الأوان للوزيرة أن تعتذر

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

أخريبيش رشيد


لم تكن وزيرة التضامن والمرأة والأسرة بسيمة الحقاوي التي استضافتها قناة الجزيرة القطرية ،تحسن الدفاع عن حكومتها خاصة فيما يتعلق بالحرية الجنسية التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة بعد أن صرح المدعو الغزيوي بأنه يقبل بأن تمارس أخته وأمه وابنته الزنا دون التدخل في حريتهن ،فالسيدة الوزيرة وإن كانت حريصة على الدفاع عن حكومتها ووفقت في ذلك إلا أنها لم تنجح في مواجهة الأسئلة المحرجة للسيد أحمد منصور الذي وضع لها فخا أسقطها في ما لم يكن في حسبانها خاصة وأنها أساءت للمغاربة عندما وصفت الحجاب بالخرقة دون أن تعير اهتماما لما تقول ،فالسيدة الوزيرة التي ما فتئت تتبجح بالثقافة الإسلامية قبل أن تكون في الحكومة، يبدو من خلال كلامها أنها عاجزة على إعطاء أجوبة شافية ونهائية للشعب المغربي .كيف يمكن للوزيرة أن تتفضل بقولها أنها لا تتوفر على المعلومات الكافية في ما يخص موضوع الذي آثار حفيظة جميع المغاربة بل تعدى ذلك إلى دول عربية وأجنبية ؟
لم نكن بالفعل ننتظر من السيدة الوزيرة ذلك التخبط، ولم نكن نعتقد أن الوزيرة ستسيء للمغاربة في حوارها الذي وجب على إثره للوزيرة أن تعتذر للشعب المغربي الذي ظن فيها خيرا واعتقد أنها ستكون بردا وسلاما على المغاربة وعلى دينهم وثقافتهم،لكن من خلال كلام الوزرة تبين لنا أن من كنا ننتظرهم ونعقد عليه آمالنا تكشفت عوراتهم وبينوا عن عجزهم التام عن الوفاء بالوعود ،فكيف يمكن للوزيرة أن تجهل بأمر المغاربة بالرغم من أنها أولى بالبحث والتدقيق في مثل هذه المسائل ؟إذا كانت الوزيرة ليست لديها المعلومات الكافية عن الموضوع فلتسمح لي الوزيرة بالقول أنها لا تبذل مجهودا في قراءة ما يقع في صحفها إعلامها ،أما إن كانت تقرأ كما تدعي ولا تملك المعلومات الكافية فإن هذا ما لا يقبله عقل أو أنها لم تكن صريحة في أقوالها وتصريحاتها.
للأسف الشديد لم تكن تصريحات الوزيرة تثير الغرابة ولا التعجب لأننا وبعد شهور من وصول الإسلاميين لم يرى الشعب المغربي أي بوادر للتغيير،ولا نية للإصلاح كما يدعي وزراء العدالة والتنمية وكما يدعي كبيرهم السيد بنكيران الذي ما إن أمكنته فرصة إلا يعيد للمغاربة نفس السيناريوهات التي بدؤوا بها لتوهيم الشعب المغربي وكانوا بالفعل قد نجحوا في ذلك .بالرغم من أن البعض لا يستسيغ لهذا الانتقاد تجاه الحكومة والجديدة بدعوى أنها لا زالت في بداية الطريق ،لكن أقول لهؤلاء بعد المعذرة أن بوادر الفشل ظاهرة وواضحة وأن زاد حكومتنا لا يكفيها أو على الأقل غير موجود لاستكمال الطريق المليء بالعقبات.
مثل هذه الأقوال ومثل هذه التصريحات ،تجعلنا نعتقد وبلا شك أننا بالفعل نعيش في مفترق طرق ونعيش حالة من الخذلان السياسي الذي تعود عليه الشعب المغربي منذ عقود طويلة ولأن الوزيرة لا يهمها أمر من أوصلها إلى الحكومة فإن كل القضايا التي تطرح من حين لآخر تعتبر في نظرها قضايا شخصية لا تستحق الاهتمام ،فقضية الحرية الجنسية التي طفت على السطح في نظر الوزيرة أمر شخصي فالاعتداء على قيم المغاربة هو في نظرها حرية فلم نسمع من السيدة الوزيرة ولا من وزراء العدالة التنمية في الحكومة الجديدة ولو تصريحات تجعلنا نعتقد أن حكومتنا في قلب المستجدات وأنها المساند الرسمي والضامن الوحيد لقيم المغاربة ومصالحهم .
لم نكن نصدق أن حكومتنا نسخة طبق الأصل لحكومات سابقة ولم نكن نعتقد أنها تغرد خارج السرب، لولا أن الأيام أثبتت العكس وبلا منازع ،فالراصد للمشهد المغربي يبقى في حيرة من أمره في ما يخص كيفية التصرف من طرف وزراء في الحكومة الجديدة ،حيث لم نجد تفسيرا موضوعيا ومعقولا لقضايا الشعب وللسياسة المتبعة ،والمواطن المغربي أكثر من أي وقت مضى حريص على التساؤل وبالتكرار لماذا لم تبين الحكومة الجديدة موقفها من قيم المغاربة ومصالحهم المهددة ؟لماذا لم تتضح خطة الحكومة عند المغاربة بالرغم من مرور أشهر على تنصيب الحكومة؟ أم أن المغاربة لا يفهمون كما يصفهم بنكيران؟ قد نتفق مع السيد بنكيران الذي يتهم المغاربة بالعجز عن فهم سياسته في ما يخص ارتفاع الأسعار لكن لا يمكن أن نتفق معه في أنهم أغبياء إلى درجة يمكن اللعب بمصالحهم وقيمهم ،لأن المغاربة الذي يصفهم بعديمي الفهم هم من جاءوا به ونصبوه وزيرا عليهم لينقلب السحر على الساحر لتبقى الأمور كما هي عليه وتبقى الضحية هو الشعب بأكمله.
نحن بهذا الكلام لسنا ضد السيدة الوزيرة ،ولسنا ضد حكومتها التي تدافع عنها والتي من حقها الدفاع عنها كما يحلوا لها ،ولم نكن لنخوض في هذا الموضوع لولا أننا رأينا الاعتذار واجب من طرف الوزيرة للشعب المغربي الذي اختارها انطلاقا من قيمها وأخلاقها وانطلاقا من ثقافة الخرقة التي تضعها على رأسها والتي كانت خجولة في تسميتها بالاسم الحقيقي الذي يحفظ كرامة كل النساء المغربيات اللواتي يرتدين الحجاب ،ربما السيدة الوزيرة تريد بكلامها هذا أن تقول للعالم وللعلمانيين الذين يضعون العصا في العجلة أن حزب العدالة والتنمية لا يشكل خطرا عليهم ،وأن تطمئنهم كل الاطمئنان على أن الحكومة الجديدة حريصة على حريات هؤلاء وإن كانت تلك الحرية على حساب قيم ومبادئ الشعب المغربي الذي يرفض المساومة والتنازل عنها مهما كلفه ذلك من تضحيات .
للتواصل
مدونة أخريبيش
http://rachidakhribich.blogspot.com/

0 تعليق على موضوع "آن الأوان للوزيرة أن تعتذر"


الإبتساماتإخفاء