الكاتب رشيد أخريبيش: هديتي لكم أيها المغاربة الأحرار

                        




أخريبيش رشيد
  

تحية رمضانية مكللة بالورد والريحان إلى كافة الشعب المغربي الأبي،ماكنت لأضع القلم بين أناملي لأسطر لأحبائي هذه التحايا لولا أن الواجب يحتم علينا تقديم أطيب المتمنيات لهذا الشعب العظيم.مهما بحثنا عن كلمات تهنئة في حق هؤلاء الأبرار،فلن نجد كلمات تستوفي حق من نهديه هذه الأسطر،دعونا على الأقل وإن عجز اللسان ومعه القلم في اختيار كلمات التقدير والاحترام ،أن نشارككم فرحتكم بمناسبة هذا الشهر الفاضل لنسطر لكم بعضا من مشاعرنا في كلمات ولنكون لكم أعذب العبارات لنبعثها لكم على غمامة من الحب، ونلونها بألوان الود والنقاء وبكل صدق نقول لكم رمضان كريم ،وكل عام وأنتم بألف ألف خير.

بعيدا عن صخب السياسة هذه المرة،وبعيدا عن أجواءها الملوثة والتي تعودنا الحديث فيها ،وتعود القراء الكرام تتبع مجرياتها ،ننتقل بكم هذه المرة إلى عالم غير عالم السياسة والتناطح والصراع ،عالم روحي يختزل في شهر ينتظره كل مسلم كيفما كان لونه أو شكله أو لغته بفارغ الصبر عبر جو إيماني محض ،لنكون بذلك قد اختزلنا المسافات وشربنا ماء البحار ومزقنا الخرائط ،لنعيد رسمها من جديد ليس على الورق ،وإنما على القلوب هذه المرة ، فبما أن شهر رمضان شهر المغفرة والرضوان ،وبما أنه شهر الثواب والصفح من العزيز المنان،فإنه أيضا شهر وجب فيه الإكثار من فعل الخير مصداقا لقول الله تعالى "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"

عندما نتحدث عن رمضان فإننا نتحدث عن فوائده الكثيرة والعظيمة والتي لا تعدلها الأيام ولا السنون، عندما نكتب عن شهر رمضان فإننا نكتب عن شهر عظيم نتمنى من قلبنا أن ندركه مرة أخرى وأخرى وأخرى وأخرى ......بإذن الله تعالى

بما أننا في شهر رمضان نمتنع عن الأكل والشرب ونمتنع عن الشهوات بصفة عامة فهذا لا يعني أن نعطل العقل وأن نصوم عن العمل ،بل على العكس من ذلك فشهر رمضان هو شهر الجد والعمل والصبر،ليتضاعف أجرنا ونلقى الثواب الذي نطمح إليه والأجر العظيم من الخالق العليم.لندع عنا كل ما يملئ القلوب كرها لبعضنا البعض وندع كل ما يزرع الضغينة بيننا ،فمهما اختلفنا في الآراء ومهما شغلتنا الدنيا بآلامها وآمالها المزيفة آن الأوان أن نفكر مليا ونعيد الأنظار خاصة في هذا الشهر العظيم الذي من الواجب علينا أن نستقبله بقلوب خالية من الضغائن وعامرة بحب الله .صحيح أننا سنختلف ولن يكون لدينا نمط تفكير واحد،ولن يكون لدينا عقل واحد نفكر به وهذه سنة كونية أرادها الله عز وجل في خلقة ،لكن لا يجعلنا هذا الاختلاف نتناحر فيما بيننا ونتقاتل ونعود إلى زمن الجاهلية الذي يرفض الحوار والاستماع إلى الآخر،بل على العكس من ذلك فهذا الشهر هو شهر من الواجب أن نقوم فيه اعوجاجنا ونراجع أنفسنا ابتغاء مرضاة خالقنا

مرة أخرى تحية للشعب المغربي الأبي،تحية إلى كل الأحرار من هذا الوطن،تحية إلى كل الشرفاء من هذا الوطن بحلول شهر رمضان المبارك ،أجمل التحايا نزفها لكم من قلوبنا الصادقة إلى قلوبكم النقية الصافية بصفاء الإيمان والحب وطاعة المنان، متمنياتنا للمسلمين أجمعين وللمغاربة الطيبين أن يديم الله تعالى عليهم نعمته وبوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه ويسدد خطاهم ،ويثقل ميزان حسناتهم ويجعل هذا الشهر شهر العمل المبرور والسعي المشكور والفوز بالجنة والرضى من لدن العزيز الغفور.